''غدي نيوز''

في منطقة سكنية وحرجية، وتحديداً في مار تقلا في منطقة «الجديدة» اللبنانية التي تغرق بالنفايات المكدسة، من كل جانب، صعد المصوّر حسن شعبان الى أحد الأبنية المجاورة. وعبر تقنية wide- angle (العدسة المفتوحة) التقط ــ لصالح وكالة «رويترز» وصحيفة «دايلي ستار» ـــ صورة لنهر النفايات الذي يخترق الأشجار هناك.
فضحت هذه الصورة ما كان اللبنانيون يغفلون عنه، ونائمين عليه. هذا الكمّ من النفايات التي تمتد لأمتار، على مدى العين كما يقال. ولعل الكارثة الأعظم أن المنطقة هناك، سكنية بإمتياز، وتعاني من هذا التكدّس المخيف لأكوام الزبالة ولا أحد من أهل المنطقة فكر في حمل هاتفه وتصوير هذه الكارثة ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعي. بل حصل هذا الأمر بعيد نشر شعبان لهذه الصورة وانتشارها بشكل كبير على السوشال ميديا، فإنتبه السكان هناك للكارثة.

هذا الإنتشار الواسع لهذه الصورة بين الناشطين، لا يظهر الواقع بشكل كامل، فنهر النفايات يمتد بعد أكثر لأمتار كثيرة، وما ظهر ليس الا جزءاً قليلاً كما يروي لنا المصور شعبان، الذي لم يكن يتوقع هذه الشهرة لصورته على منصات التواصل. ساهمت في هذا الإنتشار التقنية المستخدمة التي ظهّرت أكثر حجم الكارثة البيئية والصحية لأزمة ناهز عمرها الـ8 أشهر. وجعلت العديد من المواقع الإلكترونية محلية وعالمية تتداولها في اليوم التالي، في التصوير الفوتوغرافي، وحتى في الفيديو عبر إستخدام المكان عينه الذي التُقطت منه هذه الصورة، من ضمنها شبكة CNN العالمية.

زينب حاوي