"غيك إكسبرس" في الصيفي... الخيال يفتح أبوابه

Ghadi news

Monday, June 27, 2016

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"


نزولاً من «فلافل صهيون» باتجاه وسط البلد، عند أول مدخل إلى اليمين نحو حيّ الفنون في «الصيفي فيلدج»، وبعد حوالي مئة متر فيه، تظهر إلى اليمين غاليري «غيك إكسبرس» لتستقبل «الوافدين/ات» إلى الحيّ الثقافيّ. وهي أيضاً تمهّد الأرض بين الشارع ونخبوية الحيّ. التمهيد يتمّ عبر بوابة الخيال، فـ «غيك إكسبرس» تتموضع فيه منذ كان طريّاً في ذهن طفلةٍ وطفلٍ. مساحة، «منصّة» كما تحب أن تسميها مديرتها منال حكيم، يسكنها أبطالٌ خارقون، قصص مصوّرة، غرافيكي الشارع، إلكترونيات حديثة الاختراع طيّعة الاستخدام، وثيمات تربط الواقع بانطباعه في البال..

على الجدار
قبل الخوض في قصّة نشأة هذه الغاليري غير التقليدية ولا المتوقعة، يمكن للعين أن تتوقف قليلاً عند عيّنة من الأعمال الفنية الماثلة على الجدران، بين تماثيل الخارقين وصفحات القصص. تلك أعمالٌ بقيت من معرض ثيمته «الاستيلاء على بيروت» انتهى. القطعة الأولى هي صورةٌ من يوميات الحرب الأهلية منسقة على قياس علبة ضوء كبيرة مثبّتة على الجدار، على هيئة الرقم 1980، وهو أحد الأعوام التي شهدت نشاط صاحب العمل، روجيه مكرزل، كمصوّر فوتوغرافي صحافيّ خلال الحرب الأهلية. على الجدار الآخر، يستقر نقش الكوفيّة مطرّزاً على قماشةٍ غربية، ذهبيّة، هي عملٌ للفنان سليم القاضي. تشرح منال: «هي قطعة مقاومة، مصنوعة من الـ «كفلار» (Kevlar)، قماشة مضادة للرصاص. وجَب على الفنان أن يخرجها تهريباً من أميركا ثم يهرّبها دخولاً إلى لبنان، لأن نقلها ممنوع. فكّر، وأراد أن يصنع شمسية منها، في ظل الرصاص الطائش الذي يقتل الناس، فكلما يبدأ خطاب، يفتح هو الشمسيّة. تطوّرت الفكرة حتى صارت كوفيّة. وهذه القماشة، كلما لُفّت أكثر، تزداد مناعتها ضد الرصاص، وبعد 8 لفّات، تصبح مضادّة تماماً له. تشافيز كان يرتدي بلوزات من الكفلار. أخذ سليم القماشة إلى جمعية «إنعاش» الفلسطينية، وطرزوها له، من دون إفساد نوعيّة القماش. تطلبت منهن جهداً كبيراً».
في ناحيةٍ قريبة من الكوفية، وضمن محور «الاستيلاء على بيروت»، تظهر مباني المدينة الشاهقة والباطونية، لكن بعدما أخضعتها البيوت الصغيرة والقرميدية لهدوئها: الرسّام جوزف قاعي والمصوّرة ميّ فرّا اختارا فكرة «البيوت القديمة تستولي على بيروت»، فصوّرت ميّ مشاهد من بيروت مليئة بالباطون والعمار، وأسقط جوزف فيها البيوت القديمة رسماً.

قصّة الغاليري
تروي مديرة الغاليري ومنسّقة معارضها منال حكيم قصّة نشأة الغاليري التي، كما مقتنياتها، تعتبر بحدّ ذاتها نادرة محلياً: «الغاليري تأسست منذ 3 سنوات. أسّسها طارق دجاني، في بناية «بي دي دي» على الباشورة، لتكون مساحة تفاعليّة فيها إلكترونيّات مبتكرة ومجموعات خاصّة، متاحة لجميع «الغيكس» (المهووسين) المعنيين بها. كانت المساحة تؤمّن ورش عمل، تميل أكثر إلى الطابعين التقني والتربوي. مع الوقت، تطلبت هذه المساحة إدارة جدية ومتفرّغة، ولم تكن متوفرة، فأقفل المكان». عادت مقتنياته لصاحبه طارق، الذي يحبّ «الأتاري»، «الفليبر»، وألعابا إلكترونية كثيرة أخرى على مستوى شخصيّ، بعدما صنع في ذاك المكان «جنّةً فيها كلّ ما كبر الناس برفقته وكلّ ما يريدون أن يبنوه». بعدها، بدأ بتجميع لوحات «الطباعة على الحرير» (السيلك سكرين)، وقرّر أن يفتتح غاليري، وينتقل بمجموعاته إلى حيّ الفنون في بيروت، أيّ الصيفي: «لكن «غيك إكسبرس» ليست كسواها من الغاليريهات هنا، وأصرّ على ذلك». كيف؟
التحقت منال بالعمل من 6 أشهر، كشريكة ومديرة للغاليري: «أتيت إلى هنا لأني أحب كثيراً ما تحتويه الغاليري. وأنا حريصة جداً على دمقرطة الفن. لا يقنعني القول بأن للفنّ مجموعة محدّدة من الجمهور، أو أن يكون نخبوياً، أظن أنه يجب أن يكون متاحاً لمن اشتهى /ت». ولذلك، تصرّ على الفنانين بتنفيذ نسخٍ «سيلك سكرين» من أعمالهم /ن تكون بأسعارٍ أقرب إلى الميزانيات المتوسطة.
درست منال الاقتصاد والمال. لكنها، منذ 12 سنة، بدأت بالعمل في مجال حياكة التريكو: «التحقت بعمل حماتي لميس حكيم، وهي معروفة لسيدات بيروت الكبيرات في السنّ. كنت أصمم 15 تصميماً في الموسم، نطلب الخيطان من إيطاليا، ونقترح على الناس مجموعة ألوان، والخيّاطات يأخذن مقاسات الزبونات، ونفصلها لها على قياسها. كان محلي في الروشة، ولدي زبائني الملتزمون موسمياً، لم يكن أتيلييه مدعيا ولا عالي الصوت، كان عملي هادئاً، قيّماً، وأحبه. 120، 150 دولارا للقطعة، بحيث تكون متاحة. لما قررت حماتي أن تتقاعد، وشعرت بضرورة أن أتوقف في هذا المجال، ولم أكن أريد أن أتحمّل مسؤولية 12 موظفاً /ة». كانت تثق بأنها ستجد مجالاً جديداً يستولي على جهدها واهتمامها، هوسها، «وقد أخذت المسألة وقتاً، لكني وجدت هذا العمل لما قصدني طارق وطلب مني أن أدير المكان لأنه تخطى كونه هواية وصار تفاعلياً ويحتاج إدارة».

ثلاثة أدوار
تصف منال «غيك إكسبرس» على أنها «منصّة، رافعة، وليست غاليري. منصة تتضمن 3 أدوار. أولاً، مساحة الغاليري، وفيها أغلفة قصص مصورة، اللوحات الأصلية قبل الطبع، فن الشارع، مجسّمات الأبطال الخارقين المصممة من قبل فنانين عالميين، سبايدرمان، غرندايزر، باتمان،... نأتي بها من أميركا وأوروبا، وتضاف إليها القطع التي نحصل عليها من أصحاب المجموعات الخاصة. وأصرّ على تطعيم كلّ معرض ومجموعة بأعمال فنانين لبنانيين: في معرض «ستار وورز» مثلاً، طلبنا أعمالاً من فنانين كبار صمموا قطعاً مستوحاة من «ستار وورز». ومن المضحك أن أياً منهم /ن لم يحضروا السلسلة السينمائية. فأجروا بحوثهم، واستوحوا، وأنتجوا أعمالاً ساحرة، وأوحوا لسواهم.. وتتفاجئين مما يطلبه الناس، يطلبون شخصية محددة في قصة مصورة معيّنة!».
الدور الثاني هو المتجر. «نحن مستوردون بارزون للـ DIY (اختصار Do It Yourself، أي: اصنعها /يها بنفسك). نحن الموزّعون الحصريون لمنتجات «ليتل بيتس»، هي اختراع لمهندسة لبنانية اسمها آية بدير. درست في أميركا الهندسة، واخترعت ما تمّ التوافق على تسميته «الليغو الإلكتروني الجديد». هدفها أيضاً كان إتاحة العمل الإلكتروني للجميع، بحيث توفّر القطع الموصولة كلّ على حدة، وبتصاميم مختلفة. سأعطيك مثلاً بسيطاً: لو أنا طفلة، لدي دبدوب أريده أن يصدر صوتاً من أذنه. أشتري من «ليتل بتس» قطعة الصوت وقطعة التشغيل، أضع الأخيرة في بطن الدبدوب والأولى في أذنه، فكلما ضغطت على البطن، زمّرت الأذن.. هذا أبسط استعمال، ثم لدينا أكبر، أكثر تركيباً، وبصيغ مختلفة. كلّ شيء تمت هندسته مسبقاً، مصممة بسهولة للأطفال. تتراوح أسعارها بين 300 و500 دولار. وفي المتجر، لدينا مجسمات باتمان، نسخ محددة، كتب معينة، مجموعات نادرة وشاملة من القصص المصورة».
أما القسم الثالث فهو المحترف، الأتيلييه. يدعم المحتويات بتأمين المساحة التعليميّة عليها. كلّ يوم سبت، تنظّم الغاليري ورشتي عمل، من العاشرة حتى 11 ونصف صباحاً، ومن 11 ونصف حتى الواحدة ظهراً. يشرف مهندسان على 4 أولاد، وينفّذون مشاريع.
ختاماً، تختار منال أن تختصر «غيك إكسبرس» على الشكل الآتي: «نحن منصة، ننسق الفنون من فن بليد، كومكس، فن شارع، فن المهووسين، عبر النوادر والمقتنيات. نحن منصة لجامعي القطع ذات الصلة بالأبطال، النجوم، والأبطال الخارقين في الفن المديني. تنسق عروض أيّ شيء ذي صلة بالمخيلة. الأولاد يأتون إلى هنا، يمتلكون في لبنان مساحة تشبه دكاكين المتاحف في العالم، تجعل المبتكَر متاحاً».


ـ 3 معارض، 3 «معارك»
• «ستار وورز»/حرب النجوم (16 ك. الأول 2015 - 16 ك. الثاني 2016) احتفاءً بالإطلاق المنتظر لفيلم «ستار وورز 7: القوّة تستيقظ»، نظّمت «غيك إكسبرس» معرضاً تكريمياً لسلسلة «ستار وورز». ضمّ المعرض مجموعة ضخمة من المجسمات النادرة ذات الصلة بتيمة «ستار وورز»، بالإضافة إلى أعمال فنيّة بارزة لـ «مستر براين ووش»، ومقتنيات قيّمة من «ماستر ريبليكا»، وهو وكيل المقتنيات الأصلي الذي اعتمدته شركة «لوكاس فيلم» خلال تصوير أفلامها. أما إضاءات المعرض فأتت بفضل 10 فنانين /ات لبنانيين/ات من ذوي الموهبة الرفيعة، صمّموا/ن أعمالاً خاصة بالمعرض. هم/ن: جورج محاسب، جورج عمّاطوري، سمير حكيم، هانية الريّس، ندى ج.، ربى خليل، مروان سنّو، نايلة صاروفيم، كارول طرزي («بيت طرزي»)، و «بقجة».


ـ «الاستيلاء على بيروت» (24 أيّار ـ 14 حزيران 2016)
طلبت الغاليري من 14 فناناً/ة لبنانياً/ة متمرساً/ة المشاركة بعملٍ خاصّ «يسيطر» على بيروت.
الأعمال القيّمة التي عرضت كانت لـ: روجيه مكرزل (فوتوغرافيا)، ندين قانصو (تصميم مجوهرات وتصوير)، ميراي مرهج (وسائط متعدّدة)، جولز باخوس (فن البوب)، علي رافعي (فن الشارع)، بونوا دبّانة (بوب)، كمال حكيم (قصص مصورة)، زينة الخليل (كتابة إبداعية وفن)، رندة نعمة (نحت)، هانية الريّس (تصميم إضاءة نيون)، سليم القاضي (تصميم)، آلان صوما (فوتوغرافيا)، جوزف قاعي وميّ فرّا (رسم وفوتوغرافيا).


ـ أبي، بطلي (16 حزيران ـ 26 حزيران 2016)
في محيط عيد الأب، حلّ هذا المعرض ليقدّم مجموعةً من الملصقات والمجسّمات النادرة لنجوم الآباء المفضلين، أبطالهم، وأبطالهم الخارقين. غرندايزر، تارنتينو، بروس لي، العرّاب، وسواهم.
الفنانون/ات المشاركون/ات: ملصقات من مستر برين ووش، هايدجاك، ساندرا شوفرييه، براين رود، لوران دوريو، شيـــبارد فيري، ومجسّمات «سايدشو كولّكتبلز».


المصدر : السفير
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن