''غدي نيوز''

حرص الرئيس سعد الحريري، خلال لقائه وفد غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، برئاسة رئيس الغرفة توفيق دبوسي وعضوية السادة: نائب الرئيس إبراهيم فوز، أمين المال بسام الرحولي وأعضاء مجلس الإدارة : أنطوان مرعب، نخيل يمين، جورج نجار، خضر حبيب، محمد عبد الرحمن عبيد، أحمد أمين المير،مجيد شماس، مصطفى اليمق، وجان السيد، وحضور مستشار الرئيس الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة ورئيسة الهيئة العامة لمجلس إدارة المنطقة الإقتصادية الخاصة ريا الحسن ، على "الإحاطة الشاملة بالجهود التي تبذلها غرفة الشمال التي تنصب على ترسيخ دعائم الإقتصاد الوطني لتعزيز مسيرة الإنماء وتحديث المجتمع الإقتصادي بحيث وضعت في سلم أولوياتها منطلقات أساسية تستند عليها رؤية متكاملة لتوفير البيئة الملائمة للإستثمار والحوافز المشجعة لتوظيف قدرات الموارد البشرية المتخصصة وإيجاد الظروف والمناخات اللازمة لنمو مختلف القطاعات الإنتاجية توصلاً الى توطيد موقع طرابلس الإستراتيجي بإعتبارها رافعة الإقتصاد الوطني ومنصة مستقبلية لإعادة إعمار سوريا والعراق بعد أن تبلغ ظروفها الإستثنائية النهاية المرجوة".

هذه النظرة الإستراتيجية كانت موضوع "مداخلة موجزة ومركزة للرئيس دبوسي كشف فيها للرئيس الحريري توجهات وخيارات الغرفة في الشراكة الفعلية لإعطاء قوة دفع لحركة النمو الإقتصادي وتحقيق التنمية الإجتماعية مشدداً على مكانة طرابلس الإستراتيجية والتاريخية، وأنها بالرغم من إحتضانها لكل مقومات القوة من قدرات وطاقات وكفاءات بشرية متخصصة ومرافق ومؤسسات عامة وخاصة مصدر غناها وتميزها إلا أنها تضعها مجتمعةً بتصرف الوطن اللبناني بكافة مكوناته وأن طرابلس بما لها من حيثية حضارية ترفض كل المقولات ومختلف المقاربات التي تتحدث عن الفقر والحرمان وهي بالتأكيد لا تتطابق مع خصائصها الواقعية وتطلعاتاها المستقبلية".
وأكد دبوسي:" نحن في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، ندرك تمام الإدراك، أنه الى جانب مواطن القوة، هناك دون أدنى شك نقاط ضعف، و في كل بلدان العالم حتى الأكثر تقدماً تعاني من نقاط ضعف مماثلة مما يستدعي العمل على إذابة نقاط الضعف وبالتالي مع هذه القراءة إستتباعاً مجانبة حتى أطروحة الإنماء المتوازن والإنفاق المتوازن والتمسك بمقولة الغنى الذي تمتاز به المدينة ولديها كل المقومات التي تساعدها على النهوض بقدراتها الذاتية وهي لا تتوسل لا المنح الداعمة ولا القروض الميسرة بقدر ما تتطلع الى الشراكة بين القطاعين العام والخاص سواء على الصعيد الوطني والعربي الشقيق والدولي الصديق، وهذا ما أكدناه ونؤكده لمختلف الوفود الدبلوماسية الإقتصادية من مختلف الجنسيات وكبريات المؤسسات المالية العالمية المتمثلة بمجموعة البنك الدولي التي تتواصل معنا بشكل دائم ومستمر، مستندين على المزايا التنافسية التي تؤكد حضور مدينتنا ومنطقتنا على خارطة التميز التي تظهر خصوصياتهما، ودلالتنا في ذلك أيضاً على المقومات الإقتصادية التي تتمثل في مرفأ كان تاريخياً ولا يزال يشكل الشريان التجاري الحيوي و البوابة البحرية للداخل العربي وبات يتمتع بجاهزية لوجستية تساعده على تأكيد دوره الذي يتكامل مع المنطقة الإقتصادية الخاصة التي رافقنا ونرافق مسيرتها منذ بدايات تعيين مجلس إدارتها الى وضع مكتب بتصرفها دون مقابل لمدة سنتين ووفرنا لها خبيراً بشؤون المناطق الإقتصادية الخاصة على نفقة الغرفة كما نتابع بشكل حثيث ورشة إطلاقها من خلال عملية الردم المستمرة والتي كلما إنتهت مرحلة منها تليها مرحلة أخرى متتمة من أجل تبيان معالم بنيتها التحتية وستكون محوراً مستقبلياً يستقطب مختلف المشاريع الإستثمارية والأنشطة الإقتصادية بكل قطاعاتها".
وتابع دبوسي:" نحن أيضاً كغرفة في قلب ثقافة العصر المتعلقة بمصادر الطاقة وإنحيازها الى إستخدام الطاقة المتجددة والبديلة لتكون مشروعاً مستقبلياً للإنارة العامة، كما تلتفت في نفس السياق الى أهمية ومكانة معرض رشيد كرامي الدولي وهي بصدد بلورة صيغة تعاون مثمر ومتكامل مع مجلس إدارة هذا المرفق الحيوي رئيساً وأعضاءاً، من أجل العمل على إنهاء تأسيس شركة وطنية جامعة تضم قدرات وإمكانيات كبار المستثمرين ورواد الأعمال وفاعليات من كافة المكونات والأطياف بهدف تطوير تشريعاته وتحديث بنيته وهيكليته والسعي لأن يدار بعقلية القطاع الخاص اللبناني المشهود له بالريادة والديناميكية والتميز وقصص النجاح التي يسجلها لبنانياً وعربياً ودولياً وخصوصاً في بلدان الإنتشار وذلك من أجل مساعدته على الخروج من دائرة الروتين التي يعاني منها منذ زمن بعيد".
ولفت دبوسي: " ولم يقتصر تحركنا على المستوى الوطني وحسب وإنما كانت وجهتنا توفير السبل الآيلة الى فتح الأسواق الخارجية امام صادرتنا الوطنية بعدما تعذر تصديرها بفعل إغلاق بوابات العبور في وجهها وكانت محطة الإنفتاح الأولى دولة روسيا الإتحادية في عاصمتها وعدد من جمهورياتها وقد لقي وفد غرفتنا الذي ضم مصدرين ورجال اعمال من مختلف المناطق اللبنانية حسن الوفادة حتى أن كبار المسؤولين في الجمارك الروسية قاموا بتخصيصنا بتخفيضات ضرائبية وكذلك لرسوم جمركية في بادرة غير مسبوقة على مستوى علاقاتنا الإقتصادية الدولية".
وعاود دبوسي ليؤكد للرئيس الحريري " وقوف غرفة طرابلس ولبنان الشمالي الى جانب الدولة بكل وزاراتها وإداراتها ومؤسساتها لاننا لا يمكننا كمواطنين وأصحاب مصالح أن لا ندعم الدولة في الوقت الإستثنائي الذي نمر به جميعاً وأننا حينما نؤكد على دور طرابلس بأنها رافعة للإقتصاد الوطني هذا يعني بالمنظور الإقتصادي الإنمائي إعطاء قوة دفع حيوية لمختلف المشاريع التي تعود بالنفع على المصالح العليا للقطاع الخاص الذي ينشد التقدم والإزدهار والنمو والإنماء والى القطاع العام المتمثل بالدولة لجهة رفع منسوب مداخليها لتعزيز ماليتها العامة في دورة وطنية إقتصادية إجتماعية متكاملة".
وخلص دبوسي الى الإعراب عن مشاعر الغبطة "أن يكون الرئيس سعد الحريري بين أهله وأحبائه في طرابلس ولبنان الشمالي وأن تكون إقامته ولو لفترة قصيرة نسبياً مناسبة يطلع خلالها بشفافية مطلقة على دورة غرفة الشمال في السهر على إحتياجات طرابلس والشمال وتطلعاتهما المستقلبية الواعدة ونحن نتمنى على الرئيس الحريري وهو الذي يتصدر مكان المتقدم في المسؤولية العامة إضافة الى كتلته النيابية الوازنة المساعدة في الإمساك بملفات طرابلس والشمال وأن يشكل قوة معنوية كبرى بإتجاه أن تسلك كل ملفاتنا الإنمائية والعمرانية الطرق الآيلة الى التحقيق والتنفيذ ونحن في تواصل دائم مع الرئيس الحريري من أجل أن تتألق طرابلس ولبنان الشمالي وأن تلعب أدوار كبرى ليس على المستوى الوطني وحسب وإنما على مستوى الدولي الشامل".

الشمال نيوز - عامر الشعار