"غدي نيوز"

إستقبل رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي سفير الجزائر أحمد بوزيان، وكانت الزيارة مناسبة تم خلالها البحث في سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين لبنان والجزائر، وفي "التسهيلات والامتيازات المتوافرة التي تفتح أمام الجانبين المجالات واسعة للتعاون بين رجال الأعمال وأصحاب القطاعات اللبنانية المنتجة ونظرائهم في الجزائر".

وأعرب دبوسي عن تطلعه "الدائم الى الجزائر باعتبارها جزءا أساسيا في تركيبة المجموعة العربية، وباتت تتمتع بكل مرتكزات القوة على الرغم من الظروف التاريخية القاسية التي مرت بها، سواء أكان ذلك خلال ثورة المليون ونصف المليون شهيد أو خلال بدايات الحراك العربي المعاصر، وفي الحالتين خرجت الجزائر لتؤكد إيمانها بقدراتها الذاتية وبإرادتها الوطنية الصلبة التي ساعدتها على تخطي كل الصعوبات".

ولفت الى ان هناك "مجموعة كبيرة من الاتفاقات والتشريعات للتيسير العربي لم يتم تنفيذها الى اليوم، ولكننا نعلن عن استعدادنا الكامل للشروع في بناء أوسع علاقات التعاون معكم يا سعادة السفير لما تمثلون من حالة راقية ومتقدمة، وأنتم تعطون أجمل صورة عن حقيقتكم وحقيقة الحكم والحكومة في الجزائر".

بوزيان
من جهته توجه بوزيان بشكره لدبوسي "على ما أبداه من مشاعر طيبة تجاهي شخصيا وتجاه بلده المحب للبنان، وانا مسرور في زيارتي لطرابلس، لكونها مدينة جميلة وتراثية وتاريخية، وإن مسيرة العلاقات المتميزة بين الجزائر ولبنان لم تشهد في أي مرحلة أي إهتزازات، منذ قيام الثورة التحريرية، كما أنني أقدر علاقات الود التي تحمل كل من درسوا من اللبنانيين في جامعات الجزائر، خصوصا حين يعربون عن فخرهم واعتزازهم بأن يكونوا من خريجي الجامعات الجزائرية".

وأضاف بوزيان: "صحيح كما تفضلتم سيدي الرئيس أن بلادي الجزائر قد مرت بظروف خطيرة وقاسية، ولكن إرادتنا الوطنية ساعدتنا على التغلب على كل هذه الصعاب، وتجاوزنا كل المحن، ونحن والحمدلله في المرحلة الراهنة ننعم بالأمن والأمان والاستقرار، وكما تفضلتم فإن الاقتصاد محموره الإنسان، وان الاستقرار والاقتصاد يتلازمان، وبات لدينا قانون جديد للاستثمارات الجزائرية يتضمن كل الامتيازات والتسهيلات للعرب والأجانب، ولا سيما للبنانيين المشهود لهم بديناميتهم وبدورهم الفاعل على مستوى الاستثمارات التي تنطلق من الجزائر في اتجاه بلدان الشمال الإفريقي، وإن بلدي يمتلك شبكة واسعة من العلاقات مع بلدان الاتحاد الأوروبي والمتوسطي وكل بلدان المجتمع الدولي، واللبناني يحتل مكانة في قلوب الجزئرايين، وهو دائما محط ترحيب في الجزائر".

ولفت الى أن "هناك لجنة اقتصادية لبنانية-جزائرية مشتركة تأسست عام 2000 ولم يتم تفعيل دورها منذ تاريخه، والضرورة تقتضي العمل على تطويرها وتفعيلها، ولا سيما في المجال السياحي حيث يتميز اللبنانيون بريادتهم في هذا القطاع".

وأعرب عن استعداده "لبذل كل ما أمكن لتطوير صيغ التعاون التجاري بين الجزائر ولبنان، وخصوصا بين رجال الأعمال وأصحاب القطاعات المنتجة في لبنان عموما ومع طرابلس ولبنان الشمالي خصوصا، على أن تكون غرفة طرابلس ولبنان الشمالي بقيادة الرئيس دبوسي محور المساعي المشتركة للتأسيس لولادة مجلس اقتصادي لبناني جزائري يضم نخبة من رجال الأعمال من كلا البلدين، وتكون هذه النخبة ممثلة لكل مكونات المجتمعين اللبناني والجزائري والعمل في مناخ من الشراكة لتكثيف الزيارات الوفود المتبادلة لرجال الأعمال والمستثمرين في البلدين".

ثم جال بوزيان على مشاريع غرفة طرابلس وتوقف أمام دور مختبرات مراقبة جودة المنتج الصناعي والزراعي والاعتمادية الدولية لتلك المختبرات والطريقة العلمية التي تدار بها، وكذلك اطلع على شهادات مفوضية الاتحاد الاوروبي بمسيرة "حاضنة الأعمال" (البيات) من خلال شروحات لمديرها العام فواز حامدي، إضافة الى دور غرفة طرابلس في احتضان المشاريع المخصصة للدول المضيفة لحركة النازحين السوريين بفعل الظروف التي يمر بها بلدهم، وكذلك دور الغرفة في دعم نقابات المهن الحرة، ولا سيما احتضانها لمركز التعليم المستمر لنقابة اطباء الأسنان وورشة التأسيس لمراكز التدريب والتاهيل المهنيين وخلافها من المشاريع المساعدة على التنمية الصناعية.

وقال بوزيان في ختام الجولة: "أنا مبهور بهذا النشاط المكثف الذي شاهدته في غرفة طرابلس، ويعود للتوجه غير العادي للرئيس دبوسي، وأعتقد أن غرفة طرابلس في ورشة واسعة تهتم بكل المواضيع الإنمائية، وهي عنوان لمسيرة جميلة وطيبة".