"غدي نيوز"

شارك نحو 2500 شخص ومتطوع في زرع 5000 غرسة أرز ضمن محمية ارز الشوف المحيط الحيوي، على ارتفاع 1900 متر في أعالي جبل الباروك - معاصر، في إطار حملة التوعية الوطنية للعام الحالي، وتحت شعار " لتضل عالعلم".

وذلك خلال يوم للتحريج نظمته المحمية، بالشراكة مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، ضمن مشروع التحريج في لبنان (LRI)، وبالتعاون مع وزارة الزراعة، وبنك بيبلوس وإذاعة "راديو وان". 

وانطلق النشاط عند قمة جبل معاصر الشوف، في حضور ممثلة وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب، سوسن بو فخر الدين، مديرة بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان USAID الدكتورة آن باترسون، ورئيس لجنة محمية أرز الشوف شارل نجيم، والمشاركون من مختلف المناطق انضموا إلى أبناء منطقة الشوف الأعلى وبلدة معاصر الشوف، وممثلو البلديات والمجتمعات المحلية والجمعيات الأهلية والبيئية والكشفية وناشطين وطلاب جامعات ومدارس ليشكلوا سلسلة بشرية للزرع، بمواجهة التحديات الناجمة عن التغير المناخي وتأثر مستوى النمو الطبيعي لشجر الأرز من 1800 إلى 1900 مترا، ولرفع الوعي والتنبه لخطر التغير المناخي من جهة والمساهمة في غرس شجر الأرز من ناحية أخرى.

بو فخر الدين
ألقت بو فخر الدين كلمة الوزير شهيب، فقالت: "نتشارك معكم اليوم إطلاق حملة "لتضل عالعلم" مع مشروع تحريج لبنان الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID ومحمية أرز الشوف وبنك بيبلوس، هذه الحملة التي تهدف بشكل أساسي إلى توعية جميع اللبنانيين للعمل يدا بيد على الرغم من التحديات لإعادة الغابات وحمايتها ومكافحة التغير المناخي، وهو هدف نسعى إلى تحقيقه في وزارة الزراعة عبر مختلف المشاريع التي ننفذها مع مختلف الشركاء والأفرقاء". 

وأضافت: "إن هذه الحملة تأتي من ضمن مشروع الـ 40 مليون شجرة الذي يهدف إلى زيادة الغطاء الحرجي من 13% إلى 20% والذي يتطلب جهودا كبيرة من مختلف الجهات المعنية، بما فيها منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص إلى جانب البلديات والتعاونيات والمؤسسات الحكومية". 

وتابعت "خلال السنوات الخمس المقبلة ستقوم الوزارة بتنفيذ مشروع نموذجي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزارعة، يعتمد بشكل أساسي على التعاون بين البلديات والجمعيات الأهلية والقطاع الخاص في مشاريع التحريج، حيث ستعطى الأولوية في التحريج للمناطق المعرضة للتصحر والأماكن التي تعرضت للحرائق".

وختمت بو فخر الدين، شاكرة "كل القائمين على تنفيذ هذه الحملة التي نحتاجها اليوم أكثر من ذي قبل بسبب المخاطر المتراكمة التي تهدد بقاء الغابات في لبنان وتهدد بشكل خاص الأرز اللبناني الذي نعتز به، لا سيما المخاطر المرتبطة بتغير المناخ... فإن كل أرزة نغرسها اليوم تساعدنا "لتضل على علمنا".

باترسون
ووصفت باترسون المبادرة باعتبارها "نموذجا عن التعاون الناجح للتحريج المستدام. فلقد تشاركت الحكومة الأميركية من خلال مشروع التحريج في لبنان مع وزارة الزراعة ومحمية أرز الشوف وشركاء من القطاع الخاص مثل بنك بيبلوس وراديو وان، لاستدامة مشاريع التحريج".

وقالت: "اليوم، تشكل احتفالية غرس شتول الأرز فرصة لنا جميعا لكي نجدد التزامنا وجهودنا بالحفاظ على هذا التراث. في الواقع ستساعد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في غرس نحو 100000 غرسة محلية المنشأ هذا الموسم في راشيا وشمال لبنان والشوف، بما في ذلك 40000 شجرة أرز تقريبا".

وأعلنت باترسون أنه "في هذا الشهر فقط سيتم غرس 35000 شتلة في 14 بلدة، بالشراكة بين المعنيين من القطاعين العام والخاص. كما تعلمون إن شعار هذا الحدث التحريجي اليوم هو "#لتضل_عالعلم"، فشجرة الأرز هي رمز لبنان".

نجيم
وحيا نجيم "الولايات المتحدة الأميركية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية ممثلة بمديرة بعثتها في لبنان، والشركاء في المشروع والمشاركين في هذا اليوم الجميل".

وقال: "أرحب بكم فردا فردا في ربوع محمية أرز الشوف لنقف سويا يدا بيد من أجل مواجهة انعكاسات التغير المناخي التي يشهدها العالم أجمع، والتي بدت واضحة من خلال ارتفاع مستوى خط نمو شجر الأرز من 1800 إلى 1900 متر فوق سطح البحر".

وأضاف: "إن حضوركم اليوم ومشاركتكم في السلسلة البشرية لغرز شجر الأرز، إنما يدل على وعيكم الكبير وتضامنكم مع أرز لبنان لمواجهه التحديات، لا سيما التغير المناخي"، مشيرا إلى أن "محمية أرز الشوف تضم 30% مما تبقى من الأرز اللبناني على مساحة الوطن، ونحن نعمل جاهدين بمشاركة المانحين والأصدقاء على توسيع تلك المساحة لتبقى المحمية أنموذجا حضاريا وإرثا طبيعيا نتناقله عبر الأجيال كمعلم كبير في لبنان لما للأرز من رمزية وطنية عالية".

وشكر نجيم ممثلي مشروع التحريج في لبنان على "تعاونهم المميز لتنظيم هذا النشاط، وبنك بيبلوس على تعاونهم المستمر لزيادة الغطاء الأخضر في محمية أرز الشوف ورفعهم راية الأرزة اللبنانية. فلكي تبقى الأرزة على العلم، اجتمعنا لنقوم بزرعها سويا".