بون قلد يرق وسام الوشاح الأكبر: التعليم شرط أساسي للمثابرة في بناء الوطن وتعزيز وحدته

Ghadi news

Friday, November 11, 2016

بون قلد يرق وسام الوشاح الأكبر: التعليم شرط أساسي للمثابرة في بناء الوطن وتعزيز وحدته

fiogf49gjkf0d

"غدي نيوز"

 

قلد السفير الفرنسي إيمانويل بون المدير العام لوزارة التربية فادي يرق وسام الوشاح الأكبر، في حفل في قصر الصنوبر، في حضور البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي ممثلا بالمطران كميل زيدان والوزراء في حكومة تصريف الأعمال: التربية الياس بو صعب والسياحة ميشال فرعون والبيئة محمد المشنوق والتنمية الادارية نبيل دو فريج والسفير الفرنسي إيمانويل بون والنواب: وليد خوري وآلان عون ونبيل دو فريج والوزراء السابقين نايلة معوض وإدمون رزق وطلال مرعبي والمدير العام للقصر الجمهوري أنطوان شقير والمديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك ومديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب ورئيس حركة الإستقلال ميشال معوض .

وحضر أيضا، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة والرئيس الإقليمي للآباء اللعازاريين في الشرق الأب زياد حداد ورئيس الرهبنة الأنطونية الأباتي داود رعيدي والمديرة العامة للتعليم المدرسي في وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والدراسات في فرنسا فلورنس روبين ومديرة المعهد الفرنسي فيرونيك أولانيون ومدير الوكالة الجامعية الفرنكفونية إيرفيه سابورين وملحق التعاون التربوي في السفارة كارول داندفيل والمستشار الثقافي المساعد سيرج تيلمان وزوجة المكرم جومانا رزق وولديه يمنى ومكرم وبعض الأصدقاء وفريق عمل السفارة.

بون
بداية، ألقى السفير الفرنسي كلمة قال فيها: "إنها لسعادة كبيرة أن نجتمع في قصر الصنوبر معا إلى جانب يرق. الرجل الذي نكرمه هو مصلح ومرب وطني وخادم للدولة وللبنان وهو شريك أساسي في مجال التعاون الفرنسي اللبناني، في مجال شديد الأهمية لمستقبل البلدين، ألا وهو المجال التربوي".

أضاف: "إن يرق قد خصص عمله بشكل كامل لتحقيق النجاح للأجيال الصاعدة في هذا الوطن".
واستذكر مسيرة حياة يرق "الذي هو ابن شمال لبنان الذي كبر وتربى وتابع دراسته في مدرسة الفرير في طرابلس قبل أن يلتحق بجامعة القديس يوسف في بيروت وحصل على ماجستير في علوم الإدارة وعلى شهادة في إدارة الأعمال وتخرج لاحقا من المعهد العالي للأعمال (ESA)".

ولفت الى أن "يرق لم يعمل في إدارة الأعمال بل اهتم بالشأن العام وعمل في الجمعيات على مشاريع إنمائية وتربوية وريفية وأصبح فيما بعد مديرا عاما لإحدى أهم المؤسسات مؤسسة رينيه معوض".
وأشار الى أن يرق "منذ العام 2000 وحتى العام 2005 عمل في المجالات التربوية والصحية والإنمائية والريفية والزراعية وفي مجال حقوق الإنسان وكان يتابع عن كثب كل ما يحتاجه الناس والعمل على تحقيق ذلك من خلال المبادرات في القطاع الخاص".

وقال بون: "كل تلك الجهود جعلت من يرق يتحمل مسؤوليات أكبر من خلال وزارة الشؤون الإجتماعية وتوليه مشروع تعزيز القدرات للحد من الفقر، وعمله المشهود ساهم في تعيينه مديرا عاما في وزارة التربية المنصب الذي يشغله حاليا.
إن مهمة العمل في مجال التربية في بلد يحتوي على مواهب مختلفة وحريص على التميز وفيه طلاب ينجحون بتفوق في المدارس وبلد فيه تنوع في التطلعات والتأثيرات وفيه انتماءات مختلفة، يتطلب ليس فقط إتقان في مجال العلوم المعقدة ولكن أن توجد سلطة قوية لوضع سياسات عامة مجدية".

أضاف: "هنا تكمن مسؤولية يرق والتحدي الكبير الذي يواجهه وطموحه اللامحدود. في هذا البلد كل الأطفال في لبنان لديهم الحق في الحصول على تعليم مماثل منذ الصغر وحتى شهادة البكالوريا وهذا أمر ضروري في بلد يعتبر التعليم فيه المورد الرئيسي الذي في متناول العائلات للتحضير لمستقبل أولادهم. كما هو شرط أساسي للمثابرة في بناء الوطن وتعزيز وحدته".

ولفت إلى أن "يرق يحرص من خلال منصبه أن تتلاقى المناهج التعليمية الخاصة والعامة، ليحصل كل طالب لبناني على البرامج التعليمية عينها وعلى أن تحترم سلطة الدولة في علاقاتها مع كافة الجهات الفاعلة في مجال التعليم في لبنان".

واعتبر أن الدولة الفرنسية تريد "تربية وطنية" لأبنائها، مؤكدا أن "هذا الأمر ضروري ولا يمنع التنوع ولا احترام الإختلافات، وبأن الدولة الفرنسية تمكنت مؤخرا من الإتفاق مع التجمعات الكاثوليكية في لبنان لتحقيق طموحاتها في مجال التعليم والثقافة".
وقال: "إن يرق يلعب دورا سياسيا بارزا ويحضر إلى لبنان الغد من مكانه ويفعل ذلك بكل إصرار وببراعة كبيرة وقدرة على التكيف مع واقع معقد وصعب ألا وهو إحتياجات الناس من جهة وإمكانات السلطة العامة من جهة أخرى، خصوصا تأثيرات الأزمة السورية التي تفرض تعليم عشرات آلاف الأطفال في المدارس اللبنانية لمنع التخلي عنهم وتركهم لمصيرهم. إن هذا تحد كبير وغير مسبوق فلا يكفي فقط الحد من أضرار الأزمة الإنسانية بل تجنب ترك الأطفال اللاجئين بدون تعليم وتدريب لكي لا يصبحوا فريسة سهلة بيد الحركات المتطرفة".

أضاف: "كل هذا الدور يلعبه يرق مع الحرص على أن يبقى أطفال المدن والقرى اللبنانية يحصلون على تعليم مماثل في المدارس العامة".

وعبر بون عن "إعجاب فرنسا بلبنان في ظل هذه الظروف الصعبة" وحيا جهود يرق و"التزامه تجاه اللاجئين الذين سيعودون إلى أرضهم ما إن تسنح الظروف وبانتظار هذه العودة لبنان يعطي درسا للعالم أجمع عن حسن استضافته وكرمه في ظل هذه الأزمة".

وتوجه إلى يرق قائلا إنه "شهد على مفهوم العلاقة الجيدة بين فرنسا ولبنان خلال مسيرته"، مشيرا إلى أنه "من الأصدقاء التي تعرف فرنسا أنها تستطيع الإعتماد عليهم لأنها تتشارك معهم الإنتماءات العفوية والمتطلبات والذوق الواحد وكل الأشياء التي تقرب وتعطي الرغبة للجميع بأن يلمسوا هذا التشارك بل وبناء المستقبل معا".

وإذ رأى أن "التربية هي الوجه الأكمل حيث تلتقي الطموحات وتعكس القصة التاريخية، ففي لبنان افتتحت أولى المدارس الفرنسية في القرن السابع عشر"، قال: "قناعتنا بأن لدينا مواهب وقيما ولغة ومشاريع مشتركة يجب أن نتشاركها ونجددها لنعزز صداقتنا باستمرار ولننقلها إلى الأجيال القادمة ونؤكد لهم بأن اللبنانيين والفرنسيين خلقوا ليتفاهموا ويلتقوا".

أضاف: "معا نعلم، من خلال 41 مؤسسة تعليمية في شبكة التعليم الفرنسي تستقبل 57 ألف تلميذ وتوفر لهم التعليم وتخرج نخبة التلاميذ الذين تعلموا احترام هويتهم والقيم المشتركة ليتمكنوا من خدمة بلدهم في المستقبل. كما أننا نلبي ونجيب على كل المدارس الخاصة والعامة التي تريد اعتماد اللغة الفرنسية في مناهجها التعليمية بدون التدخل بإرادة متابعة كل منهم. وفي هذا الإطار، أكثر من نصف طلاب لبنان يحصلون على تعليم مزدوج باللغتين العربية والفرنسية.
إن المركز الثقافي الفرنسي في السفارة الفرنسية وLabel France Education يساعدان ليس فقط بتعلم اللغة الفرنسية بل يفتحان آفاقا تبرهن مدى دقة التعاون اللبناني- الفرنسي".

ورأى بون أن "يرق في كافة هذه المشاريع المفيدة، هو شريك إستثنائي في هذا المجال لأنه محترف ولديه قناعة ذاتية تحثه على المشاركة في تعزيز ومشاركة مميزات التعليم الفرنكوفوني".
وقال: "بناء على طلب يرق وضع المعهد الفرنسي برنامج للقراءة والتحدث باللغة الفرنسية في متناول الطلاب من كافة المدارس، لنخصص لهم مساحة أكبر للتواصل من تلك التي يحظون بها خلال الحصص التعليمية، وهذا الأمر أزهر نتائج جيدة كما نلمسه خلال معرض الكتاب الفرنكفوني الذي يستقطب آلاف الطلاب أطفالا ومراهقين يزورون المعرض برفقة أساتذتهم للقراءة والنقاش واكتشاف كل جديد".

وتوجه الى المكرم بالقول: "لأنك على بينة من كافة القضايا، ساهمت بتشجيع الإبتكار التربوي الذي يسمح لكل الشباب بالحصول على حظوظ في المستقبل. وتحت إشرافك نعمل في هذا المجال مع المركز التربوي للبحوث والإنماء، المشغل الرئيسي في وزارة التربية".

وشكر بون يرق على "جهوده وصداقته"، وقال: "أقولها بكل إخلاص، لأنه كما يقول الفرنكفون "لا يوجد بيننا مصلحة عمل" لا بل هناك إحترام وصداقة تجمعنا، هذا ما يجمعنا بشخصك، الصديق الحاضر دائما، للتحدث، للضحك ولنمضي معا أجمل اللحظات. لك ولزوجتك جومانا ولأولادك يمنى ومكرم الذين يساندونك دائما، أقول: نحن هنا اليوم لنعبر عن فخرنا بك لأنك خير مرجعية وشريك في مجال عملنا في خدمة الصداقة بين لبنان وفرنسا".
وختم: "باسم رئيس الجمهورية وبموجب الصلاحيات المعطاة لنا، نقلدك وسام الوشاح الأكبر".

يرق
وبعد تقليده الوسام، لفت يرق إلى أن فرنسا تشرفه بهذا التكريم، معربا عن فرحته الكبيرة وفرحة المحيطين به، إلا أنه يدرك أن ذلك يضاعف حجم مسؤوليته.
وأشار إلى أن "هذا التكريم هو الأسمى والأهم من بين القيم الديمقراطية، فهو يعكس الأهمية التي تمنحها الديمقراطيات للجهد الذي يوضع في خدمة الكل".
وقال: "بالجدارة يتم بناء مجتمع عادل يتيح الفرصة لكل فرد إلى التأثير وأن هذا المبدأ هو الذي اتبعه سواء خلال تعليمي الخاص أم في حياتي المهنية في خدمة الدولة. منذ الصغر أمي سهرت على غرس هذا المفهوم في ذهني وأشخاص آخرين رافقوني وعززوا لدي هذه القناعة".

وتابع: "منذ بداياتي كان اختياري العمل في المجتمع المدني لأني أعتقد أنه يشكل مستقبل لبنان ويسمح بتطبيق القواعد الأساسية لحرية التعبير في المجال العام، إضافة إلى المشاركة في التنمية الإجتماعية والإقتصادية التي تبدو لي أساسية.
إن المجتمع اللبناني متعدد الطوائف ويعرض ضمانات للوحدة والتلاحم الإجتماعي والتعايش ولكن على الفرد أن يلعب دوره كمواطن. وبالنسبة لي، مسؤوليتي في العمل في مؤسسات الدولة اللبنانية هي امتداد طبيعي لالتزامي في تعزيز رؤية أن المجال العام هو في خدمة الفرد وكرامته وحقوقه".

ولفت يرق إلى أن "انتخاب الرئيس مؤخرا وخطاب القسم الذي أعلن سيزرع الأمل في النفوس من أجل تعزيز وحدة لبنان بتنوع أبنائه ومن أجل الإستثمار في الموارد البشرية".

وقال: "خبرتي في مجال المجتمع المدني كانت قوية بعد أن خطوت أولى خطواتي في مؤسسة رينيه معوض ثم مستشارا في وزارة الشؤون الإجتماعية إلى جانب الوزيرة نيلى معوض التي استطاعت أن تجسد بامتياز المحاربة من أجل القيم الإجتماعية. وحاليا في الوقت الذي تشغل فيه الكثير من النساء مناصب مهمة في العالم، مشاركة المرأة في الحياة العامة باتت أساسية وضرورية من أجل تنشيط وتحديث مجتمعنا".

ورأى أنه كان محظوظا بأن ترافقه "طوال هذه المسيرة" زوجته جومانا، مشيرا إلى أن "والدها الوزير السابق إدمون رزق هو كذلك، عمل من أجل فرض قيم النزاهة والجدارة في الحياة العامة"، معتبرا أن زوجته جومانا "تمكنت من إدخال شغفها بالفن والثقافة" في عمله وبأنهما "على ثقة بأن التعليم يجب أن يكون متصلا بالثقافة لنحصل على تعليم جيد لبناء رجال ونساء يتمتعون بحرية ولديهم حس المسؤولية، ملتزمين ومنفتحين على العالم".

واستطرد أنه "سعيد بمشاركة هذه القيم" مع ولديه يمنى ومكرم "اللذين بدورهما سينقلانها يوما ما إلى غيرهم".

وحيا كل من عمل معه "خلال هذه السنوات من رجال دين ووزراء تربية وجهات إجتماعية تربوية وزملاء في الوزارة"، لافتا إلى أنه إلى جانب هؤلاء يجب ألا ينسى الثقافة الفرنسية التي أغنته.
وشرح أن وسام الوشاح الأكبر "يترجم الديناميكية في المجتمع وإعطاء قدوة والإعتراف بالتنوع". وقال: "هذه هي الرسالة التي تمكنت فرنسا من المحافظة عليها على مر العصور.

ورأى أن "التربية من وجهة نظره، "يكمن هدفها الرئيسي بتدريب المواطن على المشاركة في تعزيز مجتمع مستقر وشامل وفي تعزيز النمو الإقتصادي في البلاد"، مشيرا إلى أن "النظام التربوي يجب أن يعزز المهارات اللغوية وغنى تعدد اللغات، فاللبنانيون يجب أن يتعلموا أن يحافظوا بروحية أي مهنة على التنوع الثقافي بدون التضحية بجذورهم وهويتهم ووحدتهم".
واستشهد بقول لشارل بيغي عن التعليم، مؤكدا أن لديه قناعة "بأن المدرسة يمكن أن تنشر نور التقدم وتوفر إنتقال القيم لكن أساس النجاح هو الجهد والرغبة في التقدم والجدارة".

وقال إنه يؤمن "بالشراكة الإستراتيجية مع مؤسسات التعليم الوطني الفرنسي في الإحترام المتبادل والإعتراف بالخصوصيات"، لافتا إلى أن "الوزارة تعمل مع وزارة التربية الفرنسية ومؤسساتها كالـ ESEN و CANOPE وESPE وAEFE".

وأخيرا شكر يرق بون من صميم قلبه "على تواجده دائما وإخلاصه" في العلاقات التي تربطهما. كما شكر فريق عمل السفارة. وحرص على التعبير عن إحترامه وتقديره للحكومة الفرنسية لمنحها هذا التقدير له "الذي يجسد رؤية للعالم وللمجتمع الإنساني الذي به نؤمن والذي يطور الفكر ويحافظ على القيم الأساسية التي بناء عليها يواصل الكثيرون تقديم حياتهم، وهذا الرابط أساسي بين البلدين".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن