حرق نفايات على طريق القليعات – بكفيا (المتن)

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, June 18, 2017

سعد لـ "غدي نيوز": المكبات العشوائية في كل مكان

"غدي نيوز"

 

       سوزان أبو سعيد ضو -

       إلى متى تبقى أحراجنا، أو ما تبقى منها عرضة للإهمال والاستباحة؟ ومن يراقب ويحاسب ويضع حدا للاستهتار بثرواتنا الطبيعية؟ وأين الدولة بسائر مؤسساتها المعنية؟ أي البلديات المفترض أنها مؤتمنة على البيئة بأحراجها وهوائها ومياهها وكائناتها وتنوعها الحيوي، وإلى من يشكو المواطنون؟ وإلى من يلوذون ذودا عن صحتهم وأملاكهم؟

       أسئلة تطول ولا تنتهي، فيما نرى كل يوم انتهاكات بحق البيئة والطبيعة، بدءا من ردم البحر بالنفايات، إلى استباحة الأملاك البحرية وفلتان الصيد رغم القوانين الواضحة التي أقرها قبل يومين وزير البيئة طارق الخطيب، وصولا إلى قضم الجبال ونهش الأحراج لصالح المقالع والكسارات والمرامل.

 

أمراض قاتلة

      

       ولا تنتهي المعاناة عند هذا الحد فحسب، فمع استمرار وتفاقم أزمة النفايات، تحولت الأحراج في المتنين (الأعلى والشمالي) مكبات للنفايات، ولا نعلم أين هي البلديات مما يجري؟ أو أنها هي من يسهل التخلص من النفايات بهذه الطريقة التي تنذر بكوارث تطاول صحة المواطنين وأملاكهم وحياتهم، خصوصا وأن التخلص من هذه النفايات يتم عبر حرقها في الهواء الطلق، ما يعرض المواطنين لشتى أنواع الملوثات، وأخطرها "الديوكسينات" التي تتسبب بأمراض قاتلة، ليس أقلها السرطان والأزمات القلبية وأمراض الجهاز التنفسي وغيرها.

 

حرق النفايات في الأحراج

 

ما رصده موقعنا ghadinews.net اليوم، ومن خلال الناشط البيئي والخبير في مجال الطيور روجيه سعد، يعتبر فضيحة وكارثة في آن، إذ ثمة يد آثمة أضرمت النار في مكب للنفايات في أحراج القليعات – بكفيا في قضاء المتن، وهي أحراج شديدة الانحدار، لا يمكن إخماد النيران فيها إلا عبر طوافات الجيش اللبناني، إذ لا طرقات فيها ومسالكها وعرة، ما يعني أنه في ما لو اشتعلت النار وامتدت وتوسعت رقعتها، فسيخسر لبنان مساحات شاسعة من غطائه الأخضر.

ويهمنا في هذا المجال التأكيد على أن ghadinews.net سيتابع توثيق التعديات التي تطاول البيئة في لبنان، برا وجوا وبحرا، وليس الهدف التوثيق فحسب، بل إيصال الصوت كإخبار للسلطات والجهات المعنية بهدف التوصل إلى حلول مجدية ومستدامة، والاقتصاص من العابثين والمجرمين، ولن يثنينا أحد عن متابعة توثيق التعديات والتعامل مع كل حالة على حدة، ووضعها كقاعدة معلومات لرصد التعديات البيئية في ملفات سنرفعها تباعا للمعنيين، لنتوصل إلى استراتيجية واضحة في هذا المجال، والإدعاء لدى الجهات القانونية بحق من يستهتر، عمدا أو بالقصد، بطبيعة لبنان وثرواته من أحراج وغابات.

 

سعد: إلى متى؟

 

وفي هذا السياق، تواصلنا مع الناشط روجيه سعد الذي شاركنا بصور التقطها أثناء عبوره طريق بكفيا – القليعات، وقال لـ ghadinews.net: "مررت صباحا عابرا هذه الطريق الجميلة بين تلتين غنيتين بالغطاء النباتي والأشجار، يتوسطهما واد رائع الجمال، لأجد النيران تشتعل والرائحة لا تطاق، واضطررت لإقفال النوافذ، وعند عودتي حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر كانت النيران مستمرة بالإشتعال وبصورة أكبر، ما يعني أن النفايات كميتها كبيرة للغاية، ولم يتجه أحد لإطفاء الحريق".

وأضاف سعد: "مررت من هذه الطريق منذ شهر، ولم يكن هناك أي أثر لهذه النفايات، وقد نقول إن هذه الحالة ليست وحيدة من نوعها، ولكن إلى متى؟".

وقال: "إن المكبات العشوائية في كل مكان، وتغطي الحرائق البلاد، وهذا الأمر غير مقبول، ويبدو أن من يرمي القمامة يأتي تحت جنح الظلام حتى لا يراه أحد، وتبدأ الكمية بالتزايد، أو أن إحدى البلديات تقوم برمي نفاياتها هنا".

       

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن