تغير المناخ يطيل مواسم الحرائق من شهرين إلى خمسة!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, June 20, 2017

تغير المناخ يطيل مواسم الحرائق من شهرين إلى خمسة!

سوزان أبو سعيد ضو

      

روعتنا أنباء الحرائق التي لا تزال مشتعلة في غابات البرتغال، نتيجة موجة الحر التي تضرب شبه الجزيرة الأيبيرية، والتي تجاوزت الحرارة في معظم أنحائها الـ 40 درجة مئوية، وليس ذلك فحسب، فقد رافقتها رياح عاتية ساهمت في تأجيج هذه النيران لتخرج عن السيطرة.

وقد سجلت الحرارة في مدينة قرطبة الإسبانية مثلا 44،5 درجة مئوية في 16 حزيران (يونيو)، بينما معدل الحرارة في شهر آب (أغسطس) وهو أكثر الأشهر حرارة 28 درجة مئوية، وهذا الإتجاه في زيادة الحرارة أصبح عالميا، فقد تناقل موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" Twitter صورة من مدينة ساكرمنتو بولاية كاليفورنيا الأميركية، لشخص يشوي قطعا من لحم الخنزير والمعجنات على مقدمة (تابلو) السيارة الداخلية!

 

خطر الحرائق

 

       وعانت البرتغال من حرائق الغابات في العام الماضي، فقد استهدفت حرائق عدة ما يزيد عن 100 ألف هكتار (مليون متر مربع)، ومنها جزيرة ماديرا في آب (أغسطس) من العام الماضي، وأسفرت الحرائق فيها عن عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينما دمر ما يقرب من 40 منزلا في عام 2016، وتدمير مساحة قدرت بـ 5400 هكتار من الأراضي.

       وقال مدير الأبحاث في "المعهد الوطني لبحوث العلوم والتكنولوجيا من أجل البيئة والزراعة"the National Research Institute of Science and Technology for Environment and Agriculture, في فرنسا توماس كيرت Thomas Curt، لـ "يورو نيوز" أن "تغير المناخ ساهم بإطالة فترة الحرائق من شهرين إلى خمسة أشهر! فخلال السنوات الخمسين الماضية، امتد وطال موسم الحرائق، فبعد أن كان يقتصر على شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، أصبح يبتدئ من حزيران (يونيو) حتى تشرين الأول (أكتوبر)"، معللا السبب أنه "من المؤكد أننا نشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، ولكن الهواء الأكثر دفئا مرادف لنباتات أكثر جفافا وأكثر قابلية للاشتعال، كما أن غابات البرتغال تحتوي على أشجار شديدة الإشتعال منها الصنوبريات واليوكاليبتوس Eucalyptus (الكينا)".

وقال "إن هذه الظروف الجوية لا تزيد من خطر الحرائق فحسب، ولكن أيضا من شدتها، وأصبح يمكننا الآن أن نرى حرائق، مثل تلك التي من البرتغال، والتي من الصعوبة على رجال الاطفاء إهمادها".

 

الاحتباس الحراري

 

وأشار كيرت إلى أنه "بالإضافة إلى ذلك، فإن شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها، بما فيها البرتغال، تواجه حاليا حالة معينة من الأوضاع المناخية الشاذة، فهي أكثر حرارة وجفافا بكثير من المعتاد في شهر حزيران (يونيو)، فكلما ارتفعت درجات الحرارة تزداد مخاطر وشدة الحرائق".

وأضاف: "كعامل مساعد آخر، تشهد شبه الجزيرة الأيبيرية ظاهرة الاحتباس الحراري بصورة أكثر حدة من المناطق الأخرى".

ولفت كيرت إلى أن "هناك اتجاها متناميا لحرائق الغابات الكبيرة التي تغطي 100 هكتار، فضلا عن حرائق ضخمة تؤثر على اكثر من الف هكتار".

وختم قوله: "إنها مشكلة متنامية في كافة انحاء العالم وخصوصا في اوروبا المتوسطية، ولا زالت هذه الحرائق نادرة ولا تمثل سوى بين سوى 2و3 بالمئة من الحرائق، ولكنه مسؤولة عن ثلاثة ارباع المناطق المحترقة".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن