ناشطون أنقذوا هرة علقت في محرك سيارة

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, June 25, 2017

الرفق بالحيوان ليس متعة وإنما واجب أخلاقي

خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

      

       كان مواؤها يشبه الصراخ، صادرا من محرك إحدى السيارات المركونة في منطقة فرن الشباك، ثلاثة أيام ولم يبدِ أحد اهتماما، وكأن لا قيمة لحياة كائن في ظل ثقافة تفتقد بعض الرحمة حيال حيوان يتألم ويعاني وسط لظى الحرارة المرتفعة، وغالباً ما نُواجه بالملاحظات عينها، أن لا قيمة لحياة هر فيما نشهد مجازر تطاول بني البشر، مع ما نواجه من حروب مستمرة وإرهاب يستهدف الناس الأبرياء.

       نعود لنؤكد أن أي فعل غير إنساني لا يمكن تبريره، والرفق بالحيوان ليس متعة وإنما واجب أخلاقي قبل أي شيء آخر، وهو ثقافة سبقتنا إليها أمم وشعوب.

 

الصوفي أحمد الرفاعي

      

       إذا ما عدنا إلى ألف سنة مضت، نجد أمثلة لا تحصى حول الرفق بالحيوان في ثقافتنا العربية، قبل أن يحدد الغرب في أوائل القرن الماضي منظومة من القوانين حول التعاطي مع الحيوانات الأليفة، وتكريس معايير تراعي القيم الحياتية للكائنات التي تعيش بين ظهرانينا.

       ومن هذه الأمثلة، ما رواه مؤرخون عن الصوفي أحمد الرفاعي (متوفي سنة 1182)، الملقب بـ "الشيخ الكبير"، عندما استيقظ فجرا وأراد القيام من سريره وجد قطته غارقة في نوم عميق على طرف عباءته، فلم يرد إزعاجها، وعمد إلى قص عباءته حيث تنام القطة وغادر، ولما رجع إلى البيت أعاد رتق عباءته.

       نسوق هذا المثل لتؤكد أن هذه القضية لطالما ظلت حاضرة منذ أن بدأ الإنسان يعيش حياة مستقرة، في صراع دائم بين الخير والشر.

 

هل نفدت الرحمة من قلوب الناس؟

 

وبالعودة إلى القطة الصغيرة العالقة في محرك سيارة، فقد تحرك ناشطون في مجال الرفق بالحيوان، وقاموا بالبداية بالتقاط صورة لرقم السيارة المركونة في منطقة فرن الشباك في ضواحي بيروت ووضعها على موقع فيسبوك لمعرفة مالكها، إذ تبين في ما بعد أنها معروضة للبيع في موقف للسيارات.

وفي ما يشبه عمل فرق الاستقصاء، تمكنوا من إنقاذ الهرة الصغيرة العالقة داخل المحرك لمدة ثلاثة أيام، وتبين لهم أن الهرة اختبأت في السيارة خوفا من الأصوات المحيطة، وعلقت داخل المحرك ولم تستطع الخروج، وعند انقاذها، عادت لنشاطها وتناولت الطعام الذي زودها به الناشطون وشربت المياه.

       وما أثار غضب أحد الناشطين أن العديد من الناس مروا قرب السيارة، ولم يلتفت أحد إلى صوت الهرة التي علقت لفترة ثلاثة أيام وحاولت إثارة الإنتباه بموائها من جوع وعطش وألم، ليتساءل أحدهم هل نفدت الرحمة من قلوب الناس؟ وأصبحوا لا يرون ولا يسمعون!

وعلق آخر: "البعض يترك كلبه بالسيارة لفترة طويلة ويذهب للتسوق وقضاء حوائجه، ولا يدرك خطر هذه الممارسات على هذه الحيوانات".

       

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن