"غدي نيوز" – أنور عقل ضو
أما وقد تشكلت الحكومة العتيدة بعد أكثر من عشرة أشهر من الترقب والانتظار... بات في الامكان الآن أن نتنفس الصعداء... وأن ننعم بحدٍ أدنى من التفاؤل... مع فسحة أمل صغيرة تبدد الكثير من الهواجس... وإن كنا نعلم أننا ما نزال في عين العاصفة... إلا أننا في طور الانتقال من "سياسة تصريف الأعمال" إلى سياسة الفعل والعمل... وتحقيق النذر اليسير من إنجازات في حدود المتاح أمام حكومة يبدو دورها محكوما بتأمين الظروف المؤاتية لكي نتجاوز الفراغ الرئاسي... وما قد ينجم عنه من تداعيات ليس ثمة من سيكون في منأى عنه...
في هذا السياق... لا تراودنا أوهام بأن الحكومة العتيدة ستكون قادرة على مواجهة الكثير من الملفات السياسية العالقة... ولا مقاربة العديد من الملفات الاجتماعية والاقتصادية والحياتية... لكن ما نتوسم به خيرا... هو أن يحدث تشكيل الحكومة صدمة ايجابية كحدث في حد ذاته... والبناء عليه لتخفيف أجواء الاحتقان... والعمل يدا واحدة لمواجهة التحديات الأمنية... ما يعطي للجيش اللبناني والقوى الأمنية قوة ودفعا أكبر في اتجاه ترسيخ الامن كأولوية...
لكن من جهة ثانية... تظل عيننا على البيئة والتحديات الماثلة الآن... وأبرزها قضية النفايات الصلبة في لبنان... وهي قضية لا تحتمل التأجيل... وتفترض أولا بناء استراتيجية وطنية لادارة النفايات الصلبة... ما يشكل بداية لتجاوز مشكلة "مطمر الناعمة" وغيره من ظواهر مشابهة في مختلف المناطق اللبنانية... ما يعني أن على الحكومة العمل لتصويب مشكلة تتطلب ملاقاتها بتشريعات وقوانين واضحة... والعمل والسهر لتحويل الرؤى والافكار الى واقع ملموس... دون إغفال قضايا بيئية لا تقل أهمية وخطورة...
ويبقى أننا محكومون بالأمل... في أن ننعم بالأمن والاستقرار... في تخطي أزماتنا الاقتصادية... وفي رسم ملامح لغدٍ أفضل...