"غدي نيوز"
أطلق وزير التربية والتعليم العالي إلياس بو صعب دليل المدارس الدامجة لذوي الصعوبات التعلمية في لبنان، ليكون أداة في أيدي الأهالي الذين يعاني أولادهم صعوبات تعلمية، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده في مكتبه في الوزارة لمناسبة اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية. وشاركه في المؤتمر منسق اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية ومدير مركز "سكيلد" الدكتور نبيل قسطه، وممثل المجلس الثقافي البريطاني سايمون شيفارد وسفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة الفنان راغب علامة، في حضور رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ليلى فياض، والمدير العام للتربية فادي يرق، ورئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر والمستشار الإعلامي ألبير شمعون ووفد من إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة وجمع من الإعلاميين والممثلين عن المجتمع المدني.
قسطه
بدأ المؤتمر بكلمة لقسطه، شكر فيها الوزير على دعمه لهذه المبادرة، وأكد اعتزاز المركز بالشراكة مع الوزارة والمجلس الثقافي البريطاني. كما شكر راغب علامة وأثنى على اندفاعه للقضية وعبر عن تأثره بهذا الاندفاع. وشكر قسطه كلا من يرق وفياض وفريق عملها على الدعم والعمل الدؤوب لإدخال الدمج الى المناهج الرسمية.
وشرح أنه "بعد التشاور مع الشركاء، كان التوافق أنه بعد تكريس 22 نيسان (ابريل) يوما وطنيا للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية في العام الفائت، يجب أن ننتقل في العام الثاني الى مرحلة تتكلل بانجاز جديد. ولقد كان التوافق أن يكون هذا الانجاز مشروع هدفه مساعدة هؤلاء التلامذة، تحديدا مساعدة الأهل من خلال إعداد دليل للمدارس الدامجة التي تستطيع ان تستقبل اولاد ذوي صعوبات تعلمية في لبنان وستوزع نسخ منه مجانا في المكتبات والمؤسسات التربوية. ويأتي هذا المؤتمر الصحافي ليطلق الدليل الذي يحتوي على اسماء وعناوين المدارس الدامجة مع ذكر للحالات التي تستقبلها. كما يحتوي على اسماء وعناوين المدارس المختصة والجمعيات غير الحكومية التي توفر خدمات ومساعدة للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية والاحتياجات الخاصة". وأضاف قسطه أن "الحاجة اليوم هي أيضا لتشريعات تضمن هؤلاء في التعلم مهما كانت قدراتهم، وتشريعات تلزم جميع المدارس الرسمية والخاصة ان تصبح دامجة".
وشارك قسطه مع الحضور "حقيقة مهمة بينها الاعداد للدليل، ألا وهي أننا في لبنان انتقلنا على ما يبدو من مرحلة الرفض والتشكيك في ضرورة دمج ذوي الحاجات الخاصة والصعوبات التعلمية. اليوم أصبح هنالك اقتناع وقناعة أن الدمج في المدارس ضرورة ملحة وليس خيارا".
وختم بالاعلان عن الاحتفال الذي سينظم في 7 أيار (مايو) 2014 والوثائقي الذي سيتم عرضه ذلك اليوم، والذي يؤكد ما بينه الاعداد للدليل. أي أن عدد المؤسسات التربوية الخاصة التي تحضر أو بدأت عملية الدمج في لبنان هو في ازدياد. وهنالك اليوم ترحيب بين التربويين بفكرة الدمج وأنهم باتوا يعبرون عن الاستعداد اكثر وأكثر الى التعاون فيما بينهم ليتمكن كل تلميذ مهما اختلفت طاقاته أن يكمل تعليمه وينخرط في المجتمع. اليوم صار أملنا أكبر أن تنتشر ثقافة تقبل الآخر المختلف وأن لبنان سيشهد يوما لا نهمش فيه ذوي الاحتياجات الخاصة.
شيفارد
وألقى شيفارد كلمة مديرة المجلس الثقافي البريطاني في لبنان السيدة دونا ماكغوين، فأكد سرور المجلس الثقافي البريطاني بالانضمام إلى وزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي للبحوث والإنماء، وسكيلد، للإحتفال باليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية.
وقال: "إن المجلس الثقافي البريطاني يلتزم رفع الوعي حول الإحتياجات التعلمية الخاصة من خلال مختلف النشاطات والمشاريع مع العلم أن الوزارات المحلية والسلطات التربوية والمؤسسات التربوية هي في أفضل موقع لتحديد الحاجات بين المهنيين لما يتعلق الأمر بالاحتياجات التربوية الخاصة".
وأكد اقتناع المجلس الثقافي البريطاني بأن "التربية الدامجة هي التي تمكن المدارس من العمل ضمن مبادىء التنوع بطريقة منظمة وشاملة، وان الدمج هو المسار الذي يؤدي إلى نمو الالتزام والثقة بين المدارس والمجتمع والبيئة المحلية".
وختم بالقول إن "المجلس الثقافي البريطاني يفخر بالشراكة مع وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء ومركز سكيلد، فيما هم ماضون في تكثيف الجهود والتزام المضي نحو مجتمع وبيئة وثقافة دامجة في لبنان".
علامة
ثم كانت كلمة للفنان علامة شكر فيها كلا من وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء والمجلس الثقافي البريطاني و"سكيلد" على مواصلة جهودهم للتوعية على حقوق هؤلاء التلامذة وحاجاتهم والسعي الى مساعدتهم. وتابع ليؤكد التزامه بدوره كسفير للتلامذة ذوي الحاجات الخاصة واستعداده للقيام بكل ما يتطلبه هذا الدور من دعم، وأكد اقتناعه أن "كل تلميذ قادر أن يتعلم ويعطي نتائج إيجابية إذا ما قدمنا له الدعم واحترمنا حاجاته وساعدناه".
وقال: "إذا كان وصل إلى هذا اليقين فبفضل تجربة مدرسة القديس جاورجيوس التي يرأسها، وخلال عامين من التعاون مع مركز سكيلد، تمكنت المدرسة من مساعدة أكثر من 50 تلميذا لديهم صعوبات تعلمية".
بو صعب
ثم تحدث بو صعب مرحبا بجميع المشاركين والداعمين، وقال: "يجب أن يعطى كل مواطن الفرصة ليظهر قدراته ولو في شكل مختلف، باعتبار أن كل إنسان لديه قدرات وطاقات يجب علينا مساعدته لإظهارها واستثمارها".
وأضاف: "نجتمع اليوم مع مجموعة من الأصدقاء المهتمين بذوي الصعوبات التعلمية من أبنائنا، لنطلق دليل المدارس والمؤسسات الدامجة لذوي الصعوبات التعلمية في لبنان، الذي يشكل الخطوة الجديدة والعملية التي تحققت بعد انقضاء العام الأول على إعلان يوم 22 نيسان من كل عام، يوما وطنيا لذوي الصعوبات التعلمية. وسوف يشكل هذا الدليل أداة تساعد الأهل والمعنيين على إيجاد مدرسة دامجة خاصة أو رسمية في منطقة سكنهم أو الأقرب إليهم جغرافيا. إنها مناسبة لتوجيه الشكر والتقدير لمنسق هذا اليوم الوطني الساهر على استمراره ونجاحه رئيس مؤسسة SKILD الدكتور نبيل قسطة واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة برئاسة الأب بطرس عازار، والمركز التربوي للبحوث والإنماء ممثلا برئيسته الدكتورة ليلى فياض وفريق العمل، والمدير العام للتربية الأستاذ فادي يرق وفريق عمل المديرية، على كل الجهود المبذولة من أجل تحويل هذه العناوين الى مضمون قابل للتحقيق بجهود ودعم الأصدقاء في المجلس الثقافي البريطاني ممثلا بالسيد سايمون شيفرد، وبمتابعة واحتضان من سفير الأمم المتحدة للنوايا المحسنة الفنان الأستاذ راغب علامة الذي حمل لواء هذه القضية في قلبه وعزز انتشارها ونبه لضرورة احتضان هذه الشريحة العزيزة من أبنائنا وهي في حاجة الى محبتنا ودعمنا ومتابعتنا لكي يصبح أي صاحب صعوبة متعلما كامل الطموح للمساهمة في بناء مستقبله ومستقبل لبنان".
وتابع: "إن هذا العمل يحتاج إلى طول أناة وصبر وتحمل ومعرفة وتدريب، يعني أنو هالشغل منو رخيص ولا هين، وبدو تعاون وتدريب ناس متخصصين، حتى نوصل للنتيجة يللي بدنا ياها. إن هذا التعاون بين الوزارة بمديرياتها والمركز التربوي من جهة مع المجلس الثقافي البريطاني والمؤسسات التربوية الخاصة وجمعية SKILD هو مثال لنجاح التعاون بين القطاعين الرسمي والخاص، فالتحدي أيها الأصدقاء ليس بإطلاق العناوين الكبرى بل في إيجاد المؤسسات التي تحملها وتحولها إلى خطط عملية وتؤمن لها متطلباتها لتستمر وتزدهر وهي تتناول أسمى ما لدينا، عنيت أبناءنا".
وقال: "إن هذا النشاط الذي بدأ منذ عام أدى إلى بداية حقيقية للتوعية وخلق ثقافة الدمج، كما أدى إلى دخول المدارس الرسمية ولو بخجل في هذا المشروع، لكن الطريق طويل ويحتاج إلى استمرار التعاون. وفي هذا الإطار لا بد من التذكير بالتعاون المستمر بين المديرية العامة للتربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء الذي أطلق عام 2012 باكورة أعماله في هذا المجال، وهي الخطة الوطنية التربوية للتلامذة ذوي الحاجات الخاصة والتي تتضمن خارطة الطريق نحو دمج هؤلاء التلامذة مع أقرانهم في المدارس الرسمية التي دخلت إلى هذا المجال حديثا، والتي تمهد لتطبيق القانون 220/2000 المتعلق بذوي الحاجات الخاصة، والاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة التي التزم بها لبنان. كذلك فقد أطلق المركز التربوي دليلا للصعوبات التعلمية لمناسبة اليوم الوطني الأول لذوي الصعوبات التعلمية المحدد في 22 نيسان والذي سوف يصبح يوما وطنيا مكرسا لهذه الفئة العزيزة من أبناء الوطن، نؤكد في خلاله كل عام التزامنا بهذه القضية الوطنية والتربوية بامتياز".
وأكد "إننا سوف نسعى في الوقت المتاح لنا في هذه الحكومة، إلى تأمين الاعتمادات اللازمة لتمكين المسؤولين في القطاع التربوي من تنفيذ مضامينها، ولا سيما أن الوزارة والمركز التربوي يعملان ضمن الامكانات المتاحة على تنفيذ بعض المضامين، ومنها تدريب معلمي موارد للمساعدة على اكتشاف الصعوبات التعلمية لدى التلامذة المدمجين في الصفوف العادية، ومساعدتهم على متابعة تعليمهم مع رفاقهم في المدارس الدامجة، وبالتالي توفير فرص متكافئة أمام الجميع التزاما لشرعة حقوق الإنسان والطفل المكرسة في الدستور اللبناني".
وختم: "إنها الخطوات الأولى التي سوف نبني عليها لتوسيع إطار الاهتمام بذوي الصعوبات، مستفيدين من التجارب العالمية والخبرات المحلية التي حققتها المؤسسات الخاصة الرائدة في هذا الجال. إنني أكرر الشكر لجميع المشاركين في هذا الجهد الوطني السامي. وأشكر جميع ممثلي وسائل الإعلام على تنوعها، التي تواكبنا وتتحمل مسؤولية الجزء الأكبر من التوعية وتسليط الضوء على هذه القضية".