اختتام مهرجان "موازين" المغربي... كل الموسيقى وكل الأسئلة

Ghadi news

Monday, June 9, 2014

"غدي نيوز"

على مدار تسعة أيام، شهدت العاصمة المغربية الرباط حفلات متتالية لمهرجان "موازين"، الذي تسمّيه الصحافة المغربية "الغول"، لأنه يحظى بأكبر أشكال الدعم المادي والإعلامي، والسياسي أيضاً. إنه بصيغة أخرى "مهرجان الملك"، فهو يُقام تحت رعايته، ويرأسه مدير كتابته الخاصة، وتدعمه كبريات الشركات في المغرب، ويجمع حوله أعلى الأرقام، سواء على مستوى الجماهير التي تتابعه، أو عدد النجوم التي تحضره، ومدى شهرتها وأسعارها. ويكفي التذكير بأن الدورة الماضية استقطبت 2,5 مليون متفرّج، وناهزت ميزانيتها 13 مليون دولار. غير أن هذه الميزانية التي تصرف على المهرجان، لا يقابلها بالضرورة أي ربح مادي ملحوظ، فالسهرات الكبرى مفتوحة للجميع بالمجان، والمهرجان لا يستقطب أي سياح قدموا خصيصاً إليه من خارج البلاد، رغم أن منظميه يرددون باستمرار أنه "مهرجان عالمي".
وانطلقت الدورة الجديدة التي تحمل الرقم 13، في الـ30 من شهر أيار (مايو) الماضي، لتختتم أمس الأول (7-6-2014)، بتنظيم كالعادة من جمعية "مغرب الثقافات" التي تشرف على هذه التظاهرة منذ العام 2001، والتي عملت على جلب أشهر مطربي العالم وأغلاهم أجراً على مدار السنوات الماضية، كإلتون جون وماريا كاري وليونيل ريتشي وشاكيرا، بالإضافة إلى كات ستيفنس وأنريكي إيغليسياس وريهانا، وفريق الـ "سكوربيونز"، وغيرهم.
وشهدت الدورة الحالية تقديم ألوان متنوعة من الموسيقى العالمية والعربية، موزعة على المنصات الكبرى المفتوحة في الهواء الطلق وبعض الأماكن المغلقة، كمسرح محمد الخامس والمركز الثقافي "الانبعاث"، فيما لم يخلُ التقسيم من تفريق اجتماعي، فالفرق الدولية غنت في أحد أحياء الرباط الراقية، والفرق العربية في حي متوسط، أما منصة الأغاني الشعبية فكانت على حدود العاصمة.
وغنى في "منصة السويسي"، المخصصة للفرق والأسماء الدولية، كل من البريطاني روبرت بلان وريكي مارتن من بويرتو ريكو، والأميركية أليسيا كيز، وستروماي من بلجيكا، والأميركيين جاسون دوريلو وجوستان تيمبرلاك وغيرهم.
أما "منصة النهضة"، الخاصة بالغناء العربي، فضمت العديد من الأسماء، كلطيفة وكاظم الساهر ووائل جسار ونوال الكويتية وكارول سماحة، بالإضافة إلى محمد عبده الذي أحيا حفل الاختتام. وشارك أيضاً في المهرجان نجوم شباب، لا سيما من الذين ظهروا في الفترة الأخيرة ضمن المسابقات الغنائية على التلفزيون، كمراد البوريقي وسلمى رشيد ومحمد عساف.
وعلى "منصة أبي رقراق"، تناوبت الفرق الموسيقية الأفريقية لكل من إيبو تايلور، يوسوفا، مانو ديبانغو، فطومة دياوارا وغيرها. أما "منصة سلا"، فخصصت للفنون المغربية الشعبية والشبابية.
وبالإضافة إلى السهرات الموزعة على المنصات الكبرى، شهد "مسرح محمد الخامس" تظاهرات فنية ذات طالع نخبوي في الغالب، كمعزوفات الاسباني أمانسيو برادا، والفرنسي برنار لافيليي، والاسبانية لوز كازال، وأوركسترا أراغون الكوبية، إضافة إلى الجزائرية سعاد ماسي، التي كان المفكر عبد الله العروي أحد الحاضرين للاستماع إليها.
بالمقابل، خصص "فضاء شالة" للفرق الفولكلورية العالمية الآتية من إيران، تركيا، هنغاريا، منغوليا وغيرها. فيما شهد مركز "الانبعاث" الثقافي جلسات طرب ذات نفس صوفي في الغالب، كالتي أحياها المغربي باجدوب والتونسي زين حداد والجزائري عبد القادر شاعو والسوري بدر رامي وفرقة منير بشير العراقية. وبالموازاة مع السهرات المنظمة في أمكنة محددة، جابت شوارع العاصمة فرقاً متنوعة أفريقية وهندية ومغربية أميركية، عملت على أن يكون "موازين" الحدث الذي يملأ ساحات العاصمة ودروبها أيضاً.
ويعتبر "موازين" أحد المهرجانات التي تخلّف كل عام الكثير من النقاش سواء في الصحافة الوطنية أو على مواقع التواصل أو داخل مكونات المجتمع، حيث يرى فيه البعض رمزاً للحداثة والانفتاح، بينما يرى البعض الآخر أنه رمز للتبذير والبهرجة ومحاولة تزيين الواجهات الزجاجية للبلاد.

عن "السفير" اللبنانية
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن