"مدائن صالح" معلم أثري للبشرية يجهله العالم

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, October 14, 2012

"مدائن صالح" معلم أثري للبشرية يجهله العالم
... سياح اجانب: لم نر في حياتنا مثل هذا المعلم

"غدي نيوز"

  تتساءل السائحة الأيرلندية أنجيلا ميسكيلي، بينما كانت تتجول برفقة زوجها في "مدائن صالح" شمال غرب السعودية، عن قلة أعداد السياح في هذا المعلم الحضاري المهم للبشرية الذي لا يعلم العالم عنه كثيراً.
وتقول لوكالة فرانس برس "إنه مكان مذهل يحبس الأنفاس، جئت من أيرلندا لمشاهدة الموقع الأثري، إنه مدهش حقاً لم أر في حياتي كلها شيئاً مثل هذا المعلم المهم جداً للحضارة والبشرية".
وتضيف إنجيلا الأربعينية الشقراء التي ترتدي عباءة وتضع غطاء رأس شفاف أسود اللون، "لماذا لا يوجد سياح؟ أعتقد أنهم يتوجهون إلى البتراء لمشاهدة آثار الأنباط لكن عددهم هنا لا يذكر".
وتبلغ مساحة مدائن صالح أو موقع الحجر الأثري أقل من 15 كلم مربعاً وتتوزع على مجموعات من المقابر الكبيرة والصغيرة المحفورة في صخور وردية اللون وعددها138  بعضها يتميز بالأبهة والفخامة تبعاً لمكانة المتوفي وعائلته.
وقد سيطر الأنباط على الحجر (22 كم شمال العلا) واسمها قديماً "حجرا"، من القرن الثاني قبل الميلاد حتى مطلع القرن الثاني بعد الميلاد مع مجيء الرومان الذين شنوا ثلاث حملات قبل إخضاعهم المنطقة.
وتشير الألواح الآشورية إلى وجود الأنباط بين القرن الثامن والسابع قبل الميلاد في مناطق المشرق، وقد امتدت دولتهم من دمشق شمالاً حتى مدائن صالح جنوباً وشملت سيناء وغزة ووادي عربة وشرق البحر الميت ونهر الأردن وحوران وجبل الدروز والبقاع.  واستمرت حتى سيطرة الرومان عليها العام الميلادي 106.
وقد تحكم الأنباط بطريق البخور والعطور والتوابل قديماً، قبل أن يتحول إلى طريق الحج الشامي والمصري بعد الفتوحات الإسلامية.
وقاموا بحفر القبور وأبرزها "الفريد" الذي أطلقت عليه هذه التسمية نظراً لفرادته في الحجم والزخارف المحفورة في واجهته البالغ ارتفاعها 22 متراً، وقد تم "تشييده لحيان بن كوزا وذريته".
وغالباً ما يكون هناك نسر أو تيجان أو زهرة اللوتس فوق مدخل القبر ونقش باللغة النبطية، يشير إلى تاريخ تشييده واسم صاحبه.
وكتب فوق أحد القبور أن تشييده كان في "العام أربعين من حكم الحارثة الرابع" أي الموافق عام 23 ميلادي.
من جهته، قال الشاب السعودي طارق العدوي، من تبوك بينما كان برفقة شقيقه وعائلته "إنها المرة الأولى، أزور المكان، أنا أشجع الجميع على زيارته".
وأضاف "شعرت بالرهبة فور مشاهدتي المقابر. ما هي هذه القوة التي حفرت الصخور على هذا الشكل؟".
ووفقاً للمصادر التاريخية، فإن "أهم نحاتين لدى الأنباط هما عبد عبادة وخلف الله". وقد بنى عبادة قبراً ضخماً هو "قصر البنت" المخصص لابنته "وائلة وذريتها" العام الميلادي 27. وهناك بضعة قبور بدا العمل في واجهتها لكنه لم ينته.
وقد أبدى الأنباط اهتماماً ملحوظاً بأمواتهم وكانوا يتوسلون لكبير آلهتهم (ذو الشرى)، ورمزه النسر بأشكال متعددة، ليصفح عن أخطائهم وكذلك مونولوج آلهة الينابيع التي يرمز إليها بواسطة جرة من الفخار.
وتؤكد المصادر التاريخية أن آلهة الأنباط ورثها العرب في الحجاز وعبدوها قبل الإسلام وخصوصاً اللات ومناة والعزى وهبل. كما عبد الأنباط عشتروت آلهة الخصب لدى الفينيقيين.
وكان الأنباط لهم أسلوبهم الخاص في الري وحفظ المياه، فقاموا بنحت خزانات إما في الصخر أو برك فوق الجبال.
ويعبر السعودي الأربعيني أحمد المغربي عن الدهشة حيال عظمة المكان، قائلاً "إننا في غاية التأثر، لم أتوقع أن تكون بهذا الحجم والضخامة. إنها رائعة كيف قاموا بذلك وكم استغرقهم من الوقت؟".
يشار إلى أن المقابر كانت مأهولة عندما اكتشفها الرحالة البريطاني تشارلز داوتي العام 1876.
ويقول مسؤولون في المكان لفرانس برس، إن أعداد الزائرين كانت نحو الأربعين ألفاً العام الماضي لكنهم يتوقعون أن تتضاعف العام الحالي مع المزيد من التسهيلات لزيارة الموقع.
ويؤكدون أن الزيارة بحاجة إلى إذن يمكن الحصول عليه من العلا أو الرياض وأكثر الأوقات ازدحاماً تقع بين كانون الاول (ديسمبر) وآذار (مارس)، أي خلال فصل الشتاء نظراً للحرارة المرتفعة ربيعاً وصيفاً.
وفي الموقع متحفان أحدهما خاص بسكك حديد الحجاز الشهيرة التي عبرت المكان أوائل القرن العشرين، والآخر لطريق الحج تم افتتاحهما قبل شهرين.
وخط سكك حديد الحجاز الذي ربط بين دمشق والمدينة المنورة، بدأ العمل فيه العام 1900 وانتهى العام 1908. ويحل السعوديون في طليعة السياح ويأتون غالباً يوم الخميس.
وما تزال أعمال التنقيب والحفريات جارية في المنطقة السكنية، يتولاها فريق فرنسي من المركز الوطني للأبحاث وجامعات عدة بالاشتراك مع فريق سعودي.
وتغطي كتابات بعضها ديني الطابع جدران المقابر الداخلية، خصوصاً المعبد الرئيس للأنباط إذ لحقت بها أضرار كبيرة جراء الشعارات المكتوبة بواسطة البخاخ الذي يصعب إزالته.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن