ما قصة مدينة سانتا كلوز في إنديانا الأميركية؟

Ghadi news

Monday, December 25, 2017

ما قصة مدينة سانتا كلوز في إنديانا الأميركية؟

"غدي نيوز" 

 

       تحمل بلدة صغيرة بولاية إنديانا في الولايات المتحدة اسم "سانتا كلوز" منذ القرن التاسع عشر، فما هي حكاية هذه البلدة التي يبلغ تعدادها 2500 شخص؟ وما هو أصل التسمية؟

       كانت البلدة تحمل في القرن التاسع عشر اسم سانتا في Santa Fee ولكن عندما طلب سكانها إقامة مكتب بريد طلبت منهم السلطات اختيار اسم آخر لأن بلدتهم قريبة جدا من بلدة أخرى تحمل اسم سانتا ف Santa Fe مما قد يؤدي إلى حدوث لبس.

       وقد أقيم مكتب البريد في البلدة منذ عام 1856 ومن غير الواضح كيف تم اختيار سانتا كلوز ولكن الرواية المرجحة تشير إلى أن اختيار الاسم الجديد تم عشية الكريسماس عندما فتح باب المكان الذي اجتمعوا فيه ودق الجرس فصاحت طفلة صغيرة "إنه سانتا كلوز"، فكان اختيار الاسم.

       ولم تحظ البلدة بشهرتها الحالية فورا فقد ظلت غير معروفة حتى عام 1914 عندما بدأ مكتب بريد البلدة في تلقي رسائل الأطفال إلى سانتا كلوز، وقد بدأ مكتب بريد البلدة في الرد عليهم.

       ويتلقى المكتب حاليا 20 ألف رسالة سنويا من كل أنحاء أميركا والعالم، وأغلب الرسائل تحمل كودا بريديا ولكن بعضها مكتوب عليه ببساطة سانتا كلوز القطب الشمالي، والشخص المناط به الرد على الرسائل هي بات كوش Pat Koch البالغة من العمر 86 عاما وتحمل شهادة في التمريض واللاهوت وهي تقود فريقا من المتطوعين عددهم نحو 200 شخص للقيام بهذه المهمة.

       ويوجد بالبلدة نماذج لسانتا كلوز في كل مكان خارج مبنى البلدية وأمام مكتب البريد ومتحف يحمل الاسم، فضلا عن المتاجر التي تبيع مظاهر الاحتفال بالكريسماس، وفي أكبرها وهو متجر سانتا كلوز كريسماس ستور يوجد سانتا حقيقي بشحمه ولحمه وردائه الأحمر ولحيته البيضاء وهذا هو عمله أن يكون سانتا من أيار (مايو) وحتى نهاية العام.

       ولكن أيضا يوجد بالبلدة حديقة كبيرة مشهورة تحمل اسم هوليداي وورلد ويأتيها مليون زائر سنويا.

       ويقول مايكل يوهانس إن سكان البلدة يحبون الحياة فيها حيث يسودها روح الكريسماس الحقيقية، فإذا لم تكن تؤمن بالكريسماس فيمكنك ببساطة الانتقال لمكان آخر.

       ومن ناحية أخرى، تقول جويس روبينسون وهي من سكان البلدة: " هناك مشكلة واحدة في الحياة هنا وهي أنك عندما تطلب شيئا دليفري بالهاتف من خارج البلدة ويسألونك عن عنوانك، إذ عندما تبلغهم عادة ما يغلقون السماعة في وجهك."

       ولكن ما هي قصة سانتا كلوز الحقيقية؟ تعود قصة سانتا كلوز إلى القرن الثالث الميلادي، إذ تذكر مختلف الروايات أن الصغير نيقولاس ولد سنة 270 ميلادية، في قرية بترا الواقعة على الساحل الجنوبي لتركيا.

       وتذكر دائرة المعارف البريطانية أنه لا وجود لأي وثيقة تاريخية تؤكد وجود القديس نيقولاس، وأنه لا شيء أكيد بشان حياته عدا أنه في الغالب كان أسقف ميرا في القرن الرابع.       وأورد مركز القديس نيقولاس قصصا عن بعض معجزات القديس منها انه يحكى أن رجلا فقيرا كان له ثلاث بنات. وفي ذلك العهد كان المهر هو ما يعطي الفرصة للفتاة كي تتزوج، وكلما كان المهر كبيرا كانت فرصتها في الزواج أكبر وأحسن. ولم يكن ذاك الرجل الفقير يملك مهور بناته، وكان يعيش خائفا من أن تتسبب حالته المادية في تعريضهن للبيع والسبي.

       ولكن، وبشكل عجيب، ظهر كيس مليء بالذهب ثلاث مرات في بيت الرجل، بما غطى مهور الفتيات الثلاث، إذ كان يلقى من النافذة المفتوحة ويقع في جوارب أو أحذية موجودة بالقرب من المدفأة لتجف.

       ويبدو أن هذه الأسطورة وراء تكريس عادة تعليق الأطفال لجوارب، أو وضع أحذية، أمام المدفأة انتظارا لهدايا سانتا.

       وتناقلت مصادر متعددة أن القديس سجن خلال عمليات ملاحقة المسيحيين واضطهادهم من طرف الامبراطور ديقليانوس، وقد أطلق سراحه في عهد الامبراطور قسطنطين الأكبر، ودفن القديس بعد وفاته في كنيسته بميرا.

وتقول أسطورة أخرى إن المن ظهر في قبره، وشاع أن هذه المادة السائلة لها قدرات على الشفاء من الأمراض، ونمى هذا إخلاص أتباع المسيحية له.

       بعد ذلك قررت الكنيسة تطويب نيقولاس قديسا واختارت السادس من شهر كانون الأول (ديسمبر) للاحتفال به سنويا.

       وانتشرت سمعة القديس نيقولاس في القرون الوسطى وامتدت إلى كل أرجاء اوربا وأصبح القديس الراعي في روسيا واليونان.

       وحسب مصادر مختلفة فإن طقس القديس نيقولاس في شمال فرنسا وبلجيكا وهولندا تطور حيث أصبح "بابا نويل" يأتي من الخامس إلى السادس من كانون الأول (ديسمبر) إلى سطح البيت ليسأل الأطفال إن كانوا مطيعين.

       ويترك الأطفال أحذيتهم أمام المدخنة، أو أمام باب البيت، مع السكر والحليب والجزر لإطعام بغلة بابا نويل.

       ويتلقى الأطفال الذين كانوا مطيعين خلال السنة الهدايا من "بابا نويل"، بينما يتلقى غير المطيعين بعض الجلدات على أيدي شخص أبرص يرتدي ملابس سوداء.

       وفي القرن الـ 16، وضع الإصلاح البروتستانتي حدا لطقس سانتا رغبة منه في الحد من ممارسة المعتقد الكاثوليكي في مناطق عدة بأوروبا، لكن سكان هولندا قرروا الحفاظ على أعياد (سنتر كلاس) كما يسمى في اللغة الفلمنكية رغم اعتناقهم البروتستانتية.

       وانتقل الاحتفال بأعياد الميلاد مع الهولنديين الذين هاجروا إلى أميركا، وأسسوا أمستردام الجديدة التي تحولت مع استحواذ الإنجليز عليها إلى نيويورك سنة 1664م.

       وفي سنوات، انتشر الاحتفال بسانتا في بيوت الإنجليز، وتحول من "سنتر كلاس" إلى سان نيقولاس.

       وقد تغيرت العادات تدريجيا حين رأت العائلات المسيحية أنه من الأولى أن يرتبط هذا الاحتفال الخاص بالأطفال بميلاد المسيح، وهكذا أصبح سانتا يبدأ جولاته، ليس في ليلة الخامس من كانون الأول (ديسمبر) ، ولكن في ليلة الرابع والعشرين منه.

       وتبعا لنفس المصدر فإن رجل الدين الأميركي كليمون كلارك مور كتب سنة 1821 قصة حول أعياد الميلاد أظهر فيها سانتا كلوز الطيب بوزن زائد وعصاه التي تحولت إلى حلوى، وتاج الأسقف الذي تحول إلى قبعة، وعوض بغلته بقطيع من الغزلان، وألغى الكاتب بالتالي "البعبع من موروث القديس القديم".

       وجاءت بعد ذلك رسومات توماس نيست التي استبدل فيها بلباس رجل الدين البني الذي كان يظهر به سانتا، لباس أحمر مع حزام، وحل رجل بدين محل الرجل النحيف، وكانت تلك الرسومات تنشر سنويا في مجلة "هاربرز ويكلي" الأميركية حتى سنة 1886.

       وفي 1885 قرر نيست أن سانتا يقيم في القطب الشمالي وقد تابع الكاتب الأميركي جورج ويبستر سنة 1886 فكرة نيست وكتب عن معمل الألعاب وبيت سانتا الذي يقيم فيه خلال العام في ثلوج القطب الشمالي.

       وفي 1931 عرضت شركة كوكاكولا سانتا كلوز جديدا، بريشة هادن ساندبلوم الذي قدمه بشكله المرح وسرواله وسترته الحمراء، وكان هدف الشركة هو تشجيع المستهلكين على شرب كوكاكولا في الشتاء.

 

       المصدر: BBC

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن