لقاء تعاون بين محمية أرز الشوف وجمعية غدي

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, January 26, 2018

هاني: تقنيات حديثة في إدارة الغابات والتحريج
غانم: تجربة المحمية شكلت نموذجا تخطى لبنان

"غدي نيوز"

 

       عقد أمس الأول لقاء تعاون وتنسيق بين "محمية أرز الشوف المحيط الحيوي" و"جمعية غدي" البيئية في قاعة "بيت المحمية" في بلدة معاصر الشوف، بحضور مدير المحمية نزار هاني ومنسقي البرامج في المحمية بالإضافة إلى مهندسين ومتخصصين في مجالات التنمية والاستدامة.

       وضم وفد "غدي" رئيس الجمعية فادي غانم ونائبه ميشال حسون وعضوية الزميل أنور عقل ضو وسوزان أبو سعيد، وخصص اللقاء للبحث في مجالات التعاون، وفق أطر علمية تراعي أهداف ورؤية المحمية في المجالات التي تعنى بها "جمعية غدي" وموقعها البيئي المتخصص "غدي نيوز".

 

هاني: مشاريع صديقة للبيئة

 

       بداية، رحب هاني بالوفد، ومن ثم عرض لنشاطات وإنجازات المحمية، وتوقف عند مشاريع قائمة تطاول المجالات التنموية والبيئية والزراعية، فضلا عن السياحة البيئية وربط المحمية بدورة الحياة في القرى والبلدات المحيطة باعتبارها امتدادا للمحمية في أهدافها التنموية.

       وأشار هاني إلى أن "المحمية تعمل ضمن خطط خمسية تمتد حالياً بين السنوات  2018 و2022، وفق نظام عمل المحميات. وتشكل التغيرات المناخية التي تواجه لبنان تحدياً كبيراً على المحمية إيجاد طرق لمواجهتها، خصوصا لجهة تراجع المتساقطات".

       وتطرق إلى "رؤية المحمية المستقبلية لجهة الإدارة الأفضل للمنطقة العازلة Buffer Zone و منطقة التنمية Development Zone وتنميتها، حيث لم يعد عمل المحمية يقتصر على الخدمات التي تقدم للزوار فحسب، بل على كافة المناطق المحيطة، لأهداف عدة منها الحد من آثار التغير المناخي، وتطوير إدارة النظم الإيكولوجية، تعزيز المشاهد الطبيعية والممارسات التقليدية Cultural landscape لتحاكي العصر، وذلك بخدمات ومشاريع صديقة للبيئة، وباستخدام تقنيات حديثة في إدارة الغابات والتحريج وتفعيل مناصرة السلطات المحلية بمجموعات تدعم وتنمي قدرات البلديات، وحماية النظم الإيكولوجية والمشاهد الطبيعية وترسيخ العادات التقليدية في الشوف والبقاع الغربي وتوعية المواطنين لتبني ممارسات صحيحة وسليمة، وتوفير مصادر دخل للمواطنين".

 

عرض مشاريع

 

       وقام عدد من منسقي المشاريع في المحمية بشرح المشاريع المولجين متابعتها، ومنها على سبيل المثال إدارة الغابات بصورة مستدامة وتطوير المعايير التوجيهية التي تسلط الضوء على الادارة السليمة للغابات وكيفية التاقلم مع التغيرات المناخية وتنمية الاعمال التجارية الصغيرة النطاق المرتبطة بادارة الغابات. وكذلك مشاريع تعنى بالمشاهد الطبيعية المختلفة مثل الغابات والمدرجات والمراعي. ولقد أضيف مكون علمي لعمل المحمية حيث سوف تسعى إلى التأكيد، وبصورة علمية بأن الإدارة السليمة تساهم في حماية التنوع البيولوجي من حيوانات ونباتات، والمحافظة على المياه والثلوج لمدة أطول ما يساهم في تغذية ينابيع المياه الجوفية. وكذلك عرض مشروع عن استخدام ما ينتج عن تقليم الأشجار في إنشاء معمل للبدائل في التدفئة من بقايا الأغصان وخلطها ببقايا الزيتون لإنتاج طوب حراري Briquettes يساهم في تقليل الإعتماد على المشتقات النفطية، فضلا عن توفير فرص عمل للمواطنين، وتحويل هذه النفايات إلى موارد.

       وتم عرض مشروع إعادة إدخال وعل الجبل إلى المحمية، بالتعاون مع محمية وادي رم الأردنية وجهات مانحة عالمية. كما وعرضت خارطة السياحة البيئية في الشوف، وكيفية ربط البلديات بالسياحة البيئية، وقد شمل هذا المشروع مدينة قب الياس البقاعية، ودرب الإدارة المستدامة للغابات، ودروب أخرى متعددة مثل درب الباروك - الفريديس الوطني الذي شمل مركز الشاعر رشيد نخلة.

       وقد شملت المشاريع المقدمة مشروعا لمعالجة أزمة النفايات بابتكار وحدات تسبيخ فضلا عن فكرة "زوادة بكرة"، وهي علبة لوضع بقايا الطعام في المطاعم، وما يرافق هذا المشروع من توعية.  وشمل ثلاثة قرى هي بتلون من منطقة الشوف، إهمج وكفرمسحون في الشمال.

       ومن المشاريع التي قدمها أعضاء المحمية مشروع  Authentic Shouf ويهدف إلى رسم خارطة سياحة تراثية متكاملة للإضاءة على المنشآت التقليدية في المنطقة، من مطاعم وفنادق ودور ضيافة، فضلا عن ابتكار منتجات حديثة تضاف إلى المونة البيتية، لتوفير موارد اقتصادية إضافية لأفراد المجتمع وخصوصا تفعيل دور المرأة وإعطائها الإستقلال المادي، كما تم عرض مشروع الديون الصغيرة التي لا تتجاوز قيمتها 3000 دولار وبفائدة منخفضة، وتعرف بقروض الأرز، بهدف تشجيع المشاريع الصغيرة، ودعم الصناعات والمنتجات التقليدية.

       وتحدث هاني عن مصادر التمويل منوهاً بدور الجهات التي تساهم في تطور الحماية والتنمية، وذكر على سبيل المثال لا الحصر الجهات المانحة العالمية مثل الاتحاد الأوروبي، ووكالة التنمية الأميركية، ومؤسسة MAVA، ووكالات التنمية الأميركية، والفرنسية، والإيطالية، والألمانية. كما وثمن دور الشراكة مع محميات وجمعيات تعنى بالبيئة والتنمية في لبنان ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. وأخيراً تحدث عن أهمية وضرورة استمرار التعاون مع المجتمع المحلي من بلديات وجمعيات أهلية ومحلية ومع المؤسسات الرسمية والخاصة التي تساهم في استمرار العمل.

 

غانم

 

       بدوره، عرض غانم لانطلاقة "جمعية غدي" في العام 2000، متوقفا عند إنشاء الجمعية لأول مشتل زراعي تربوي في لبنان، لافتا إلى أن هذه التجربة بدأت الجمعية تعميمها على المدارس الأردنية بالتنسيق مع وزارة البيئة في المملكة الأردنية الهاشمية.

       وقال: "لم تكتفِ جمعيتنا بالتصدي لقضايا بيئية واجتماعية وتنموية فحسب، وإنما ساهمت في بلورة وعي اجتماعي حيال هذه القضايا، وأنجزت العديد من الدراسات العلمية على صلة بصحة المواطن ومصيره ومستقبله".

       وأشار إلى أن "غدي هي أول جمعية اهلية اقامت اكبر مشتل حرجي مدرسي في لبنان وساهمت على مدى سبع سنوات بتأمين الاغراس للمدارس والبلديات والجمعيات الاهلية من اجل تعويض خسائر الثرورة الحرجية جراء الحرائق والتعديات، فضلا عن حملات توعية بيئية في المدارس والجامعات للمساهمة في الارشاد والتثقيف البيئي والتشجيع على مساندة القطاع الرسمي والهيئات الاهلية من اجل تحقيق النهضة البيئية".

       وأضاف غانم: "أطلقت جمعيتنا مشروعGreen Student, Green Teacher Green School سنة 2002، بالاشتراك مع وزارة البيئة ضمن منهجية موحدة وصحيحة للقيام بمشاريع بيئية انشاء اندية بيئية مدرسية تساهم في ارساء العمل الجماعي ما بين كل من المؤسسات التربوية والهيئات الحكومية والاهلية بشكل يضمن أفضل النتائج".

       وعرض غانم لدور الجمعية في مجال الإعلام البيئي الأخضر عبر موقعها المتخصص "غدي نيوز"، لافتا إلى أن التعاون سيشمل الجانب الإعلامي وتطويره بما يعكس التجارب البيئية النموذجية، خصوصا منها تجربة محمية الشوف التي شكلت نموذجا تخطى لبنان من حيث أهميته الإيكولوجية.

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن