بحث

الأكثر قراءةً

اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور

شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي

بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود

اخر الاخبار

اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور

بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود

شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي

محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية

لجنة البيئة تواكب حريق المكب وتدعو لإقفال المطامر الشبيهة.. وياسين يعتذر

بين التحديات والفرص: هل ينجح لبنان في انشاء شبكة محميات بحرية فعالة؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, September 7, 2024

بين التحديات والفرص: هل ينجح لبنان في انشاء شبكة محميات بحرية فعالة؟

"غدي نيوز"

عام 2012، اعدت وزارة البيئة الاستراتيجية الوطنية للمحميات البحرية، وبعد عشرة سنوات اعد التجمع اللبناني للبيئة مشروعاً وحصل على دعم وتمويل من الاتحاد الاوروبي لتطوير الاستراتيجية ونقلها من النظرية للتطبيق. وفي هذا الاطار مقابلة مع المهندس مالك غندور، رئيس التجمع اللبناني للبيئة حول الحملة الوطنية لانشاء شبكة مناطق بحرية محمية في لبنان.

ما واقع المحميات البحرية في لبنان اليوم؟
على الرغم من أن لبنان يغطي أقل من 1% من سطح المحيطات في العالم، إلا أن النظم البيئية البحرية في لبنان تحشد ما يقارب ال 6% من جميع الأنواع البحرية في العالم.
هذا التنوع البيولوجي الرائع يؤكد على الأهمية البيئية للمياه الساحلية في لبنان، إلا أنها تتعرض لتهديد متزايد من قبل عدد لا يحصى من التدخلات البشرية، بما في ذلك التلوث وممارسات الصيد غير المستدامة وتدمير الموائل و تغير المناخ .
وعلى الرغم من وجود العديد من القوانين والمراسيم المتعلقة بالنظم البيئية البحرية والتي يعود تاريخها إلى عام 1920، فإن لبنان يواجه تحديات كبيرة في المحافظة على التنوع البيولوجي البحري.
وتشمل هذه التحديات الافتقار إلى التنفيذ، وسوء التخطيط، والمصالح السياسية، والافتقار إلى الوعي العام بأهمية الموارد البحرية. هذا التدهور السريع للتنوع البيولوجي البحري، والذي تفاقم بسبب الأزمة الاقتصادية يؤكد على الحاجة الملحة لمعالجة هذه التحديات.
و في هذا الاطار بادر لبنان إلى بذل الجهود لإنشاء مناطق بحرية محمية كإستراتيجية للحفاظ على البيئة. وقد وضعت وزارة البيئة إستراتيجية للمحميات البحرية في عام 2012، واقترحت الحفاظ على 21 موقعًا، بما في ذلك أربعة مواقع في مياه البحر العميقة.
ومن بين هذه المواقع الـ 21 المقترحة، تم إنشاء ثلاث محميات بحرية فقط. تؤدي هذه المناطق البحرية دورها كنطاقات حماية محورية، بحيث تعمل على حماية النظم البيئية البحرية المتنوعة والموائل الضرورية للاستدامة البيئية للبلاد. لذلك لابد من بذل المزيد من الجهود لزيادة عدد المحميات البحرية بسرعة.

 ماذا نعني بشبكة محميات بحرية؟
شبكة المناطق البحرية المحمية هي إطار عمل استراتيجي للحفاظ على البيئة مصمم لتعزيز الإدارة المستدامة للموارد البحرية عبرمواقع مترابطة. وعلى عكس المناطق البحرية المحمية المستقلة، والتي تعمل بشكل مستقل، تشمل شبكات المناطق البحرية المحمية سلسلة من المناطق المخصصة والمرتبطة استراتيجيًا لتعزيز نتائج الحفاظ على البيئة بنطاق أوسع. يتطلب تصميم شبكة ناجحة للمناطق البحرية المحمية اتباع منهج شامل يدمج الشبكات البيئية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية.


ما هي المطالب، ولماذا هي مهمة، مع العلم أن البلاد تواجه مشاكل اقتصادية عميقة؟
تطالب الحملة الوطنية لإنشاء شبكة مناطق بحرية محمية في لبنان بإنشاء شبكة فعالة تغطي ما لا يقل عن 30٪ من المنطقة الاقتصادية الخاصة في لبنان بحلول عام 2030. وعلى الرغم من المشاكل الاقتصادية العميقة التي تواجه البلاد، فإن هذه المبادرة حاسمة لعدة أسباب. أولاً، إنها تعالج التهديدات التي تواجه التنوع البيولوجي والموارد البحرية، والتي تعد ضرورية جداً لسبل عيش أكثر من 100 ألف مواطن لبناني. بحيث يضم مجتمع الصيد ما لا يقل عن 100,000 فرد. إضافة إلى السياحة البحرية وصناعة المأكولات البحرية واستخراج الملح وما إلى ذلك. إن إنشاء شبكة مناطق بحرية محمية ضروري للإدارة المستدامة للموارد البحرية، مما يعود بالنفع على المجتمعات الساحلية المحلية على المدى الطويل. إن إعطاء الأولوية لشبكة المناطق البحرية المحمية أمر ضروري ليس فقط لحماية التنوع البيولوجي، ولكن أيضًا لتعزيز المرونة الاجتماعية والاقتصادية في مواجهة التحديات الاقتصادية.

كيف سيتم حماية شبكة المناطق البحرية المحمية، مع العلم أن الحكومة لديها القليل من الموارد والأولويات الأخرى؟ كيف نضمن الإذعان؟
نعم ,لطالما شكّل تطبيق القانون في لبنان تحدياً. وهذا لا يعني أنه لا ينبغي لنا إنشاء مناطق بحرية محمية. لدينا بالفعل العديد من المناطق المحمية على الأرض، وكلها تواجه تحديات. ومع ذلك، بدون هذه المناطق المحمية فإن الوضع سيكون أسوأ بكثير. لذلك نحتاج إلى العمل بجدية أكبر على تطبيق القانون، ولا يمكننا القيام بذلك دون وجود شيء نحميه.وبالتالي نحتاج أولاً إلى إنشاء شبكة المناطق البحرية المحمية، ثم العمل معًا على حمايتها، مع إستيعاب جميع التحديات التي نواجهها، بما في ذلك الموارد القليلة التي تمتلكها الحكومة. ومع ذلك، فإن حماية المناطق البحرية في البحر أسهل بكثير من حماية المناطق البرية. لا يمكن سوى لعدد قليل جدًا من الجهات والأفراد الوصول إلى البحر، ويتم ذلك بشكل أساسي من خلال القوارب والسفن، مما يجعل مراقبة المناطق البحرية المحمية أسهل بكثير. يمكن القيام بذلك من خلال الرادارات أو الأقمار الصناعية أو المراقبة البرية. لقد تحدثنا مع البحرية اللبنانية ووزارة الزراعة ووزارة البيئة، وهناك استعداد هائل من جميع الجهات للتعاون في هذه القضية.

ما هي أبرز التهديدات التي تواجه الحياة البحرية في لبنان؟ وهل ستوقف شبكة المناطق البحرية المحمية كل هذه التهديدات؟
يواجه البحر في لبنان تهديدات متعددة، بما في ذلك الصيد الجائر، والصيد غير المشروع، والتلوث، وتدمير الموائل، والأصناف المجتاحة، وتغير المناخ، واستخراج الرمال، وما إلى ذلك. إن إنشاء شبكة من مناطق بحرية محمية تغطي 30٪ من المناطق البحرية في لبنان من شأنه أن يعالج بشكل مباشر بعض هذه المشاكل، لكنه لن يحلها جميعًا. ومع ذلك، فإن شبكة المناطق البحرية المحمية من شأنها أن تزيد من قدرة تحمل النظم الإيكولوجية البحرية لهذه التهديدات. وسوف تخلق حاجزًا ضد هذه التهديدات وتمنح فرصة لاستعادة الموارد البحرية. إن شبكة المناطق البحرية المحمية ليست كل الحل، بل هي حل رئيسي وعاجل. بالإضافة إلى هذه الشبكة، نحتاج إلى وقف مصادر التلوث، وفرض الصيد المستدام، ومعالجة تغير المناخ عالميًا.

هل هناك أي قصص نجاح من المناطق البحرية المحمية في لبنان؟ هل أدت أي محمية بحرية حالية إلى تحسين الحياة البحرية؟
هناك حاليًا ثلاث مناطق بحرية محمية قائمة في لبنان، وهي محمية جزر النخيل الطبيعية، ومحمية ساحل صور الطبيعية، ومحمية ساحل العباسية الطبيعية. وقد تم تحقيق تقدم كبير في حماية هذه المناطق البحرية المحمية، وخاصة في جزر النخيل وصور. وقد تلقت هذه المناطق البحرية المحمية مؤخرًا الموارد اللازمة لزيادة عدد موظفيها وتنفيذ آليات الدعم. ومع ذلك، تواجه هذه المناطق البحرية المحمية العديد من التحديات، والتي تحاول حلها. وعلى الرغم من إجراء البحوث العلمية والمشاريع العلمية وحملات التوعية خلال العام وزيارة السياح للمحميات البحرية بانتظام، إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به. حاليًا، تلقت محمية جزر النخيل الطبيعية تمويلًا ليس فقط لفرض الحماية، ولكن أيضًا لمراقبة الحياة البحرية في المحمية وحولها على مدى السنوات الخمس المقبلة والتي ستكون المرة الأولى التي نحصل فيها على دليل حول فعالية المناطق البحرية المحمية في لبنان.

ما هو الدور الذي تلعبه المجتمعات المحلية لضمان نجاح المناطق البحرية المحمية؟ ماذا ينبغي عليهم أن يفعلوا؟
إن المجتمعات المحلية تلعب دوراً بالغ الأهمية في جعل المناطق البحرية المحمية فعّالة. والواقع أنه بات من المفهوم الآن أن المناطق البحرية المحمية لن تنجح من دون دعم المجتمعات المحلية ومشاركتها. ولا يقتصر الأمر على دول مثل لبنان فقط، حيث لا يوجد سوى القليل من تطبيق القانون. وحتى في البلدان المتقدمة، أصبح إشراك المجتمعات المحلية أمراً محورياً في حوكمة المناطق البحرية المحمية وإدارتها. فعندما تشعر المجتمعات المحلية بملكيتها للمنطقة البحرية المحمية المحلية، فإنها ستلعب دوراً بناء في حماية وتحسين المنطقة البحرية المحمية. ونحن ندعم بقوة مشاركة المجتمع المحلي في حوكمة المناطق البحرية المحمية وإدارتها. وينبغي أن يكون المجتمع المحلي جزءاً من اللجنة الحاكمة وأن يكون له دور محدد في تطبيق القانون، من بين العديد من الطرق الأخرى للمشاركة. وينبغي لكل منطقة بحرية محمية أن يكون لديها خطة لإشراك المجتمع المحلي تشكل محوراً لدور المنطقة البحرية المحمية.

ما هو الإطار القانوني لإنشاء شبكة من المناطق البحرية المحمية في لبنان؟ من ينشئها وكيف؟
وزارة البيئة مكلفة بإنشاء جميع أنواع المناطق المحمية في لبنان، بما في ذلك المناطق البحرية المحمية. في عام 2019، صدر قانون المناطق المحمية، وهو يوفر إطارًا عامًا حول كيفية إنشاء المناطق المحمية وإدارتها. لا يقدم هذا القانون معلومات محددة فيما يتعلق بالمناطق المحمية البحرية، وقد تم تصميمه بشكل أساسي بناءً على الخبرة في المناطق المحمية البرية. لم يكن هذا مقصودًا، ولكنه حصل بسبب الخبرة المحدودة في حماية البحار. تجري الحملة حاليًا مراجعة قانونية لمعالجة هذه الفجوة، وتقديم توصيات حول كيفية تحسين الإطار القانوني لإنشاء مناطق بحرية محمية محددة، وخاصة المناطق المحمية البعيدة عن الشاطئ، وكذلك حوكمة وإدارة شبكة واحدة متصلة بين المناطق البحرية المحمية.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن