في حديث عن التغيّر المناخي وتأثيره على المتساقطات، غانم: يحتاج لبنان إلى تبني استراتيجيات متكاملة!

Ghadi news

Sunday, January 19, 2025

في حديث عن التغيّر المناخي وتأثيره على المتساقطات، غانم: يحتاج لبنان إلى تبني استراتيجيات متكاملة!

"غدي نيوز"

 

برزت هذا العام ندرة المتساقطات في لبنان وانخفاضها بشكل ملحوظ، مما بات يهدد بشح المياه الذي قد نشهده في الصيف المقبل، اضافة إلى تأثيرات سلبية عديدة، ولمعرفة الأسباب والتداعيات، التقت "غدي نيوز" رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN، ورئيس "جمعية غدي" فادي غانم الذي أجاب على أسئلتنا.

 

- ما هي ابرز التحديات والفرص أمام لبنان في ظل التغيّر المناخي الذي نشهده اليوم؟

 

 غانم: يُعتبر التغير المناخي ، أحد أبرز القضايا البيئية التي تواجه العالم اليوم، حيث يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الأنظمة الطبيعية والأنشطة البشرية. ولبنان، كبلد يقع في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ليس بمنأى عن هذه التأثيرات، خاصة فيما يتعلق بالتغيرات في أنماط المتساقطات وتداعياتها على البيئة، وقطاعات حيوية مثل الزراعة والسياحة وغيرها.

 

- ما هو تأثير التغير المناخي على كمية المتساقطات في لبنان؟

 

غانم: شهد لبنان خلال العقود الماضية تغيرات ملحوظة في المناخ، أبرزها ارتفاع درجات الحرارة وزيادة تكرار الأحداث الجوية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات. هذه التغيرات أثرت بشكل مباشر على أنماط المتساقطات، التي أصبحت أكثر تذبذبًا وغير منتظمة. وتشير الدراسات إلى انخفاض متوسط الهطولات السنوية بنسبة ملحوظة، ما يُهدد موارد المياه في البلاد.

 

- ما هي تداعيات قلة المتساقطات على البيئة اللبنانية؟

 

غانم: تُعد الهطولات (المتساقطات) أحد العناصر الأساسية للحفاظ على التوازن البيئي، ولكن مع التغير المناخي، باتت تأثيراتها متباينة:

1.   الجفاف: يؤدي انخفاض معدلات الهطول وزيادة فترات الجفاف إلى تقلص الموارد المائية الطبيعية مثل الأنهار والينابيع. هذا يؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي، حيث تواجه النباتات والحيوانات المحلية صعوبة في التكيف مع الظروف الجديدة.

2.   الفيضانات: في المقابل، يمكن أن تؤدي الهطولات الغزيرة والمفاجئة إلى الفيضانات، التي تسبب تآكل التربة وتدمير البنية التحتية، إضافة إلى التأثير على السكان المحليين.

 

- ما هو تأثير المتساقطات على الزراعة؟

 

غانم: الزراعة هي أحد أكثر القطاعات حساسية لتغير أنماط الهطولات. في لبنان، يعتمد المزارعون بشكل كبير على الأمطار لتلبية احتياجات المحاصيل. ومع تغير المناخ، يواجه القطاع الزراعي تحديات متعددة:

•     نقص المياه: يؤدي انخفاض معدل المتساقطات إلى تقليل كميات المياه المتاحة للري، ما يهدد المحاصيل الأساسية مثل الزيتون والحمضيات والخضروات وغيرها.

•     الفيضانات والتربة: تؤدي الهطولات الغزيرة إلى انجراف التربة وفقدان خصوبتها، ما يؤثر على إنتاجية الأراضي الزراعية.

•     تغيير مواسم الزراعة: يؤدي تذبذب المتساقطات إلى ارتباك في دورات الزراعة، ما يقلل من كفاءة الإنتاج ويزيد من كلفة الزراعة.

 

- هل تؤثر المتساقطات على السياحة؟

 

غانم: يعتمد القطاع السياحي في لبنان على عوامل طبيعية، مثل المناخ المميز والتنوع البيئي. ومع ذلك، تؤثر التغيرات في أنماط المتساقطات على هذا القطاع بعدة طرق:

•     التزلج في الشتاء: يُعتبر الثلج عاملًا جذابًا للسياحة الشتوية في مناطق مثل فاريا والارز، ولكن مع تناقص الهطولات الثلجية، تتأثر مواسم التزلج ويقل الإقبال السياحي.

•     السياحة البيئية: يؤدي الجفاف إلى تدهور الغابات والمحميات الطبيعية، ما يقلل من جاذبية المواقع البيئية للسياح.

•     الأمطار الغزيرة: الفيضانات يمكن أن تؤثر على البنية التحتية السياحية مثل الطرق والمنشآت، ما يقلل من قدرة البلاد على جذب السياح.

 

- ما هو دور الإعلام في مواجهة التغير المناخي؟

 

غانم: يلعب الإعلام دورًا محوريًا في توعية المجتمع بمخاطر التغير المناخي وتأثيراته المتعددة. وفي هذا الإطار، يُعد “الإعلام الأخضر” أداة فعالة لتوجيه الأفراد والمؤسسات، نحو تبني سياسات وسلوكيات مستدامة، وهذا ما نقوم به في "غدي نيوز".

يمكن للإعلام أن يساهم في:

1.   زيادة الوعي: تقديم معلومات دقيقة ومبسطة حول تأثير التغير المناخي على الحياة اليومية.

2.   الترويج للممارسات المستدامة: نشر قصص نجاح لمبادرات زراعية أو سياحية تتبنى حلولًا صديقة للبيئة.

3.   التأثير على السياسات: تسليط الضوء على التحديات البيئية لدفع صناع القرار نحو اتخاذ إجراءات ملموسة.

4.   إشراك المجتمع: تحفيز الأفراد على المشاركة في الحملات البيئية والتطوعية.

 

ماذا عن الإعلام الأخضر في لبنان؟

 

غانم: في لبنان، يمكن للإعلام الأخضر أن يكون شريكًا فاعلًا في مواجهة تحديات التغير المناخي من خلال:

•     إطلاق برامج توعوية: مثل حملات لترشيد استهلاك المياه والطاقة.

•     تعزيز الشفافية: من خلال مراقبة تنفيذ السياسات البيئية والإبلاغ عن المخالفات.

•     تشجيع الحوار: بين الخبراء وصناع القرار والمواطنين لوضع حلول محلية للتحديات المناخية.

 

ما العمل؟

غانم: لمواجهة تأثير التغير المناخي على الهطولات وقطاعاته الحيوية، يحتاج لبنان إلى تبني استراتيجيات متكاملة، منها:

1.   إدارة الموارد المائية: تحسين شبكات الري وتخزين المياه، واعتماد تقنيات حديثة للزراعة الموفرة للمياه.

2.   إعادة تأهيل البيئة: العمل على منع تآكل التربة وإعادة تشجير الغابات المتدهورة.

3.   تعزيز السياحة المستدامة: الاستثمار في البنية التحتية المرنة التي تستطيع التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة.

4.   زيادة الوعي: تثقيف المجتمع حول أهمية الاستدامة والتكيف مع التغير المناخي.

5.   دعم الإعلام الأخضر: توفير منصات إعلامية مخصصة للقضايا البيئية ودعم تدريب الصحفيين على تغطية هذا المجال.

 

الخلاصة

التغير المناخي وتغير أنماط المتساقطات يشكلان تحديات كبيرة للبنان، لكنهما يوفران أيضًا فرصة لتبني سياسات جديدة تعزز من استدامة الموارد وتحمي البيئة. ومع وجود إعلام فاعل وواعٍ  بدوره، يمكن للبنان أن يزيد من وعي المجتمع، ويحفز العمل الجماعي لمواجهة هذه التحديات وضمان مستقبل أكثر استقرارًا للأجيال القادمة.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن