"غدي نيوز"

زوق مكايل – بمناسبة اليوم العالمي للأرض، نظّم نادي "ليونز جونيه كسليك مارين"، بالتعاون مع وزارة الزراعة، واللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، وبلدية زوق مكايل، وجمعية  HEAD، ندوة بيئية بعنوان:
"ترشيد استهلاك مياه الري، تحسين التربة، واختيار المزروعات المقاومة للجفاف"،
وذلك بحضور حشد من الفاعليات البيئية والزراعية والاجتماعية، إلى جانب خبراء وممثلين عن المجتمع المدني.

وشارك في الندوة: مستشار وزير الزراعة ورئيس اللجنة الوطنية للـ IUCN الأستاذ فادي غانم ، رئيس بلدية زوق مكايل الأستاذ إيلي بعينو، المديران الدوليان السابقان المهندس سمير أبو سمرا وسليم موسان، حاكم أندية الليونز – المنطقة 351 (لبنان، الأردن وفلسطين) السيد جوزف أبو خليل، نائب الحاكم ميشال حسون، رئيس جمعية تجار كسروان السيد جاك الحكيم، الحكام السابقون الدكتور جان كلود سعادة، الأستاذ مرشد الحاج شاهين وزوجته الأستاذة كارول الراسي، نبيل نصور، السيدة مارسيل سلامة، إضافة إلى أعضاء نادي ليونز كسليك مارين، ورئيس برنامج البيئة في المنطقة 351 المهندس شربل سلامة، وعدد كبير من المتخصصين والمهتمين.

افتتاح وكلمات ترحيبية

افتتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقت السيدة مارسيل سلامة كلمة ترحيبية باسم النادي المنظّم، أكدت فيها "أهمية اللقاء كجزء من العمل الجماعي لحماية الطبيعة، خاصة في يوم الأرض، وتحت وطأة التغيرات المناخية المتسارعة".

بعدها، أكد سلامة في كلمته أن "مستقبل الأرض بين أيدينا"، مشددًا على أهمية ترسيخ ثقافة ترشيد الموارد، والحد من التلوث، وزيادة المساحات الخضراء. واعتبر أن حماية البيئة تشكّل شرطًا أساسيًا لضمان الاستمرارية والديمومة للأجيال القادمة.

من جهته، أكد أبو خليل في كلمته أن البيئة هي "البيت الكبير الذي نعيش فيه"، محذرًا من المخاطر المتزايدة التي تتعرض لها نتيجة النشاطات البشرية غير المسؤولة، مثل التلوث وإزالة الغابات والاستهلاك المفرط للموارد. ودعا إلى خطوات بسيطة وفعالة لحماية البيئة، كترشيد استهلاك المياه والكهرباء، تقليل استخدام البلاستيك، وزراعة الأشجار، معتبرًا أن حماية البيئة "مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد". وختم بدعوة الجميع إلى أن يكونوا سفراء للبيئة حفاظًا على مستقبل الأجيال القادمة.

غانم: من التوصيات إلى الإنجازات... البيئة ركن السيادة الوطنية

في كلمة جامعة، شدّد الأستاذ فادي غانم على البعد الاستراتيجي للبيئة، معتبرًا أنها "ليست ترفًا، بل ضرورة علمية واقتصادية وإنسانية، وجزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية".
وقال:
"نعيش اليوم في مرحلة دقيقة تتطلب انتقالًا من الأقوال إلى الأفعال، ومن التوصيات إلى الإنجازات الملموسة، لا سيما في ظل أزمات متشابكة مناخية واقتصادية وبيئية."

وأشار إلى الجهود التي تقودها اللجنة الوطنية للـ IUCN على صعيد تنفيذ مبادرة "30x30"، والتي تهدف إلى حماية 30% من الأراضي والمسطحات البحرية بحلول العام 2030، من خلال الجمع بين النماذج البيئية التقليدية مثل نظام الحِمى، وأدوات علمية حديثة كخرائط التنوع البيولوجي.

وأشاد بالدور الحيوي الذي يضطلع به وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، قائلاً:
"الدكتور نزار هاني يجسد نهجًا تشاركيًا علميًا في الإدارة البيئية والزراعية، ويعزز من دور لبنان ضمن المنظومة البيئية الدولية."

كما ثمّن "المقاربة المتقدمة التي تعتمدها وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين في الملفات البيئية المعقدة، حيث يشكل حضورها العلمي رافعة لبناء سياسات خضراء وطنية تعزز الأمن البيئي والمجتمعي على السواء".

المداخلات العلمية: من النظرية إلى التطبيق

أنور القزح: الأصناف الملائمة هي خط الدفاع الأول
استعرض المهندس أنور القزح التحديات الزراعية في ظل تغيّر المناخ، مشددًا على ضرورة "اعتماد أصناف زراعية محلية مقاومة للجفاف، واللجوء إلى الزراعة الحافظة التي تقلل من استنزاف المياه وتحسن جودة التربة".
وأشار إلى "أهمية استثمار المساحات الزراعية الصغيرة بكفاءة، والاستفادة من الأصول البرية في دعم صمود المزروعات".

سليم روكز: الري الحديث هو الحل
بدوره، عرض المهندس سليم روكز حلولًا تقنية لترشيد استهلاك المياه، مركزًا على "أنظمة الري الموضعي، وإعادة استخدام المياه المعالجة، وتخزين مياه الأمطار من خلال برك جبلية كمصادر بديلة ومستدامة".
وأوضح أن "التغير المناخي فرض على المزارع اللبناني التكيف مع واقع مائي متراجع، وضرورة تبنّي استراتيجيات ري جديدة تراعي التحديات المناخية".

توصيات عملية: تشجير، شراكة وتوعية

في ختام الندوة، وبعد نقاشات موسّعة مع الحضور، خلص المجتمعون إلى مجموعة من التوصيات العملية، أبرزها:

• إطلاق حملات توعية ميدانية حول أنظمة الري الحديثة.
• دعم المزارعين في تبني الزراعات المقاومة للجفاف.
• تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ المشاريع البيئية.
• التوسع في تطبيق نموذج الحِمى في المناطق الريفية كوسيلة فعالة لحفظ الموارد.

كما تم توزيع غرسات من الرمان وأكي دنيا وأزهار على المشاركين، في بادرة رمزية لتشجيع التشجير وتعزيز الارتباط بالأرض، تأكيدًا على أن العمل البيئي يبدأ من كل فرد، ومن كل مساحة خضراء مهما صغرت.