LAU احتفال بالمئوية الاولى لولادة فؤاد سليمان

Ghadi news

Tuesday, May 15, 2012

احتفل "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) بالمئوية الأولى (1912-2012) لولادة الأديب والشاعر فؤاد سليمان، على مسرح "أروين هول"، في حضور المدير العام في المجلس النيابي الدكتور رياض غنام ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الأديبة إقبال الشايب غانم ممثلة الرئيس سليم الحص، قائد شرطة بيروت العميد الياس سعادة ممثلا وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، الدكتور ربيع الدبس ممثلا النائب أسعد حردان، الوزيرين السابقين إدمون رزق وكرم كرم، العقيد الركن جان حداد ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المقدم الياس طوق ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا وعدد من الفاعليات الاجتماعية.


افتتح الندوة مدير المركز الشاعر هنري زغيب بكلمة أضاء فيها على المناسبة وصاحبها، ثم القى الوزير السابق بهيج طبارة كلمة تذكر فيها أيام كان تلميذا لفؤاد سليمان وقال: "كانت له قدرة نادرة لا تتوافر إلا في قلة من المعلمين على تحريك المواهب الدفينة في نفوس طلابه، ودفعهم إلى تجاوز الذات، والارتقاء بهم إلى أعلى درجات العطاء. كانت له القدرة أن ينتزع منك، وأنت في مجلسه، أفضل وأسمى ما لديك من طاقات. لم يكن فؤاد سليمان أستاذا بالمعنى التقليدي للكلمة. كان يضيق به الصف فيدعو طلابه إلى اللحاق به إلى أرجاء ملاعب الجامعة وحدائقها الفسيحة، حيث لا جدران ولا لوحة سوداء ولا كراسٍ ولا طاولات، كي يتناول في الحديث معهم كل ما يشغل بالهم من أمور ومن قضايا".
اضاف: "كان لالياس أبو شبكة في نفس فؤاد سليمان محبة وإعجاب لا يوصفان، فهو في رأيه مدخل الحداثة الحقيقية إلى الشعر العربي المعاصر، ويمثل امتدادا للأدب المهجري، فضلا عن الصداقة التي كانت تجمع بينهما".
وعن فؤاد سليمان الصحافي قال طبارة: "كان يطل كل صباح من زاويته في جريدة "النهار" متخفيا باسم "تموز"، متمنيا أن تكون إطلالته خيرا وضياء تمسح في الناس جراحا ودموعا، ولو كان له أن يمر في أحياء الناس فيزيل من قلوبهم بعضا من همومها وغمومها. وعندما انطفأ الضوء في عينيه لم يكن أستاذي فؤاد سليمان قد بلغ الأربعين ربيعا".

سلمان

بعدها، تحدث الكاتب فريد سلمان، فقال: "كان سقراطي الانتماء في الأداء التربوي. لا يعنيه تدريس المعارف الكتبية، بل تلقين تلامذته منهجية تفكيرية توحد مفاهيم الكلمات، وتقيم الموازين الدقيقة للمنطق، وتسيد الصدق الكلي على التزام العقل في قدراته المتنامية".
اضاف: "فؤاد سليمان الشاعر في الحب، والكاتب في غضبات تموز، كان يكره النقاد والوسطاء المروجين"، معتبرا أن "الإبداع الكتابي في طاقته العشقية يقتحم الآخرين وما سوى المبدع يوصله إلى العقول والقلوب. كانت الثورة كلمته الأولى وكان هو ذاته يشبهها إلى حد التوأمة. الثورة عنده ليست ردة فعل ولا وقفة للعز أو لغيره، وليست انقلابا عسكريا، ولا قتلا ولا دماء. الثورة اشتعال دائم لا يخمده غير الرحيل الدائم. إنها الحياة الحقة حين ترفض التحجر في الزمن أو في أي معتقد نهائي. الثورة هي التفاؤل في كل صحوة صباح، وفي كل عودات القمر. الثورة خلاقة لا ترتاح في أي يومٍ سابع".

العويط

وأخيرا تحدث نائب رئيس جامعة القديس يوسف للشؤون الاكاديمية الدكتور هنري العويط عن طفولة فؤاد سليمان، مستشهدا بمقالات له يذكر فيها طفولته خصوصا والطفولة عموما، منها "الأدب المهجري أدب أمة وأدب نفس"، ومنها "نور جديد على شعر الياس أبو شبكة"، و"في العاصفة" و"طفولتي".
اضاف: "مع أن فؤاد سليمان قدم الدليل تلو الدليل على صحة ما زعمه في شأن ديمومة طفولته واستمرارها في الحاضر، وحضورها الطاغي في مفاصل حياته ونشاطاته، أقر في النهاية بفشل مساعيه إلى إلغاء المسافة الجغرافية التي تبعده عن قريته، وإلى إلغاء المسافة الزمنية التي تفصله عن طفولته وبالتالي إلى تحقيق ما كان يطمح إليه من اتحاد بها لا تنفصم عراه. من هنا إبرازه الثنائية الضدية بين المدينة والقرية، واستبدال علاقة التلازم والالتحام والانصهار بين الكاتب وطفولته في وحدة عضوية تجعل منهما شخصا واحدا بثنائية شخصين: رجل في الخامسة والعشرين وطفل في الخامسة يمشيان منفصلين، وإن جنبا إلى جنب، الأول عيناه غائرتان في أسفلت بيروت المحموم، والآخر عيناه مشدودتان إلى فيع".
وختم العويط: "لعل أمر ما في معاناة فؤاد سليمان الوجودية رفضه أن يكبر. ولعل أجمل ما في تجربته الأدبية والإنسانية بقاؤه حتى الرمق الأخير طفلا كبيرا".
وتخلل المداخلات عرض شهادتين مصورتين: الأولى من لندن للأديب خليل رامز سركيس وذكرياته عن تتلمذه على فؤاد سليمان، والأخرى للنقيب محمد البعلبكي عن ذكرياته الأدبية والصحافية مع فؤاد سليمان في الجامعة الأميركية ثم في جريدة "النهار".
وكانت مفاجأة الأمسية مقطعا من قصيدة "جنازة وردة" بصوت فؤاد سليمان وهو التسجيل الصوتي الوحيد الذي يبقى من حياته الأدبية الغنية.
أخيرا ختم مدير المركز الحفل بالإعلان عن النشاط الأخير لهذا الموسم الجامعي بأمسية خاصة عن الفنان التشكيلي عمر الأنسي مساء الاثنين 11 حزيران (يونيو) المقبل.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن