ماذا لو اتصل أحد سكان كوكب آخر بالمسبار "فويجر1"؟

Ghadi news

Tuesday, September 17, 2013

"غدي نيوز"
 
بعد أن غادر المجموعة الشمسية ليصبح أول آلة صنعها البشر تخترق المجال المعقول، يطرح "فويجر1" الآن سؤالا إشكاليا على البشرية جمعاء: ماذا لو جرى بشكل أو بآخر اتصال بينه وبين أحد سكان كوكب آخر غير الأرض ذلك الذي تحدث عنه ستيفن سبيلبيرغ في فيلمه الشهير E.T؟
نعرف على الأقل حتى الساعة، أنّ الكواكب التي تدور حوله نجوم أخرى كثيرة وغير قابلة للعد وأنّ توفرها على الماء وجسيمات كربونية ستجعلها قابلة لشكل من أشكال الحياة.
لكن بناء حياة بمثل هذا الذكاء الذي يتوصل إلى سفن فضاء رائدة بمثل "فويجر1" هو من المؤكد أمر نادر جدا جدا.
فإذا أجرى E.T أي اتصال هاتفي أو أن "فويجر" نفسه تلقى الإشارة فإنّ الردّ على ذلك الاتصال سيكون في مستقبل بعيد جدا جدا لدرجة أن الأرض نفسها ستكون قد تغيرت لدرجة يصعب أن نطلق عليها اسم كوكب الأرض وقتها.
وعلى خلاف المهمات في الكواكب القريبة مثل "المريخ" و"الزهرة" فإنّ مهمة "فويجر1" و"فويجر2" وبقية الجيل من "بيونير" كانت تستهدف أصلا عمق الفضاء الخارجي منذ البداية. وقامت هذه السفن الفضائية بزيارة عدة كواكب مثل "نبتون" و"جوبيتير" و"أورانوس" و"ساتورن" وزود البشرية على الأرض بكم هائل من المعلومات والصور.
وعلى خلاف رحلة الرحالة البرتغالي "فيرديناند ماجلان" حول الأرض، فإنّ التعرف على الأماكن الأخرى لم يعد ضرورة لا يتم إلا بواسطة السفر، حيث أنّ البشر، عبر علمائهم، يعرفون الآن ما أبعد بكثير عن أرضهم، بواسطة مسبارات وأجهزة إلكترونية.
وقصب الريادة في هذا المجال يعود من دون أدنى منافسة للمسبار "فويجر1" وهو الذي تم إطلاقه قبل 36 عاما، وبدأ في التجوال على بعد مليار ميل من الشمس، بسرعة 38 ألف ميل في الساعة، وسيبقى كذلك وبسرعة أكثر ولمدة عشرات الآلاف من السنوات.
لكن الطاقة التي تشغله لن تكفيه حيث أنها ستنفد في غضون 2020، لكن ربما يستمر خمس سنوات إضافية إذا أطفئت بعض أجهزته. ولكن إثر ذلك ستصمت "سفينة الفضاء الصغيرة" إلى الأبد.
وبعد أربعين ألف سنة من الآن، وبعد قطع 10 تريليون ميل في الفضاء الخارجي السحيق، سيقترب "فويجر1" من أقرب النجوم إلينا من ذلك الفضاء وهو النجمAC+793888  بحيث سيكون "سفينة شبحا" أو زائرا غريبا يمثل حضارة موغلة في القدم، بل هي حضارة من ماض سحيق لكائن يدعى الإنسان. سيكون الأمر في قدمه أكثر إثارة للذهول والاستغراب من حديثنا عن حضارة الإنسان الأول مثلا.. وتلك الحضارة هي حضارة سنة 2013 هذه.
لذلك فإنّ الأمر مثير فعلا للدهشة وهو سابقة قد تسجّل على لائحة السجل الذهبي للإنسان. ومثلما يقول مسؤول من "ناسا": "من المحتمل أن يجري اتصال من نوع ما بين فويجر1 وسفن فضاء مستقبلية سيصنعها الإنسان من أجل سبر أغوار الفضاء السحيق. ساعتها سيعرف خلفاؤنا في الأرض أو غيرها أن ذلك لم يكن ممكنا لهم لولا ما صنعناه نحن بفضل هذه الآلة التي تدعى فويجر."
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن