"غدي نيوز"
زار الفريق الباحث في مشروع هيلاند "التطوير الاقتصادي الاجتماعي المستدام من خلال آليات وتقنيات متطورة تعمل على حفظ الإرث السياحي والطبيعي في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسِّط"، والتابع لكلية السياحة وادارة الفنادق في الجامعة اللبنانية محمية بنتاعل الطبيعية وغابة أرز جاج، لدراسة الواقع الميداني والتعرف على الموارد السياحية للموقع.
وقد تم البحث والنقاش مع أعضاء من اللجنة الإدارية للمحمية حول الأهمية البيئية للموقع، الإجراءات الإدارية، جهود الحماية والحفظ للموقع، التنمية السياحية والإجراءات القانونية.
سلك الفريق الباحث خلال جولته العلمية الميدانية في المحمية، درب من أصل سبعة دروب تم ترتيبها وإدارتها وصيانتها من جانب اللجنة المسؤولة في المحمية.
وشرح المهندس ريمون خوري كيفية بداية نشاط المحمية وتطورها وكيف تمكنت اللجنة الإدارية المسؤولة تحويلها إلى وجهة للسياحة البيئية في المنطقة من خلال تطوير البنية التحتية الملائمة لهذه السياحة وتحسين الخدمات إضافة إلى دورات تدريبية للعناصر البشرية المعنية بالعمل في المحمية حتى من القرى المجاورة.
وأشار الى "أن المحمية شهدت تنفيذ بعض البرامج الممولة من وكالات للتنمية الدولية وذلك بين عامي 2010-2013، وجميع هذه المشاريع كانت منسجمة مع الخطة الإدارية للمحمية في الخمس سنوات الأولى من تاريخها وأعيد تطويرها في العام 2011. وتم حاليا افتتاح المحمية لاستقبال الزائرين بالرغم من الحاجة المستمرة للتطوير والتحسين خاصة فيما يتعلق بجودة المهارات لدى العنصر البشري لتقديم أفضل الخدمات للزائرين. ويعمل الجميع بجهد قوي بهدف حفظ المحمية تجنبا للمخاطر المحيطة بالغابات وخصوصا الحرائق، وتقود المحمية أيضا بعض الأبحاث العلمية المرتبطة بحفظ وصون البيئة الطبيعية وتسعى لتكون رائدة في التربية السياحية البيئية".
غابة أرز جاج
وفي المشاهدة والملاحظة المباشرة للفريق الباحث أثناء زيارته لغابة أرز جاج، إضافة إلى كل ما أدلى به مختار "قرية جاج" أوضحت له أهمية هذه الغابة ومدى جمال الموقع القائم على الصخور الكارستية.
ولفت المختار الى" أن البلدية قدمت عام 2013 مشروع لإعلان 200 هكتار من الغابة كمحمية طبيعية تحت ملكية القطاع العام، ولا يزال المجتمع الأهلي "لجاج" وبالتعاون مع الوزارات والمؤسسات يدفع ويضغط لإنهاء الموضوع العالق ولكن وبالإنتظار، لا بد من إتخاذ إجراءات وتدابير إدارية ضرورية وسريعة لإيجاد الأدوات اللازمة لحفظ هذا الإرث والثروة الطبيعية التي تعتبر من أجمل المناظر الطبيعية في لبنان".
ادارة المشروع
يذكر ان مشروع هيلاند يديره عميد كلية السياحة وادارة الفنادق الدكتور فهد نصر ويساعده الفريق التقني المؤلف من جاد أبو عراج الدكتور أمل الكردي و علي خريس ومايا شيا، وتتولى مهى ميخائيل ادارة الشؤون المالية ويشترك فيه الطلاب يارا خريس ومايا شمس وسحر حيدر ونزار بومهدي وفرح ترك ومريم زغيب وزمن يحي.
لمحة عن الموقعين
تقع المحمية في ريف جبيل في المنطقة الوسطية لجبل لبنان على علو يتراوح بين "250-800 م" فوق سطح البحر وشكلت شريطا طبيعيا من الشرق إلى الغرب يغطي الجانب الأيمن لنهر بنتاعل على مساحة تبلغ "11 هكتار" وتعتبر محمية بنتاعل من أقدم المناطق المحمية في لبنان.
تم تصنيفها عام 1981 تحت إدارة مؤسسة غير حكومية حيث تم إعلانها رسميا من قبل الحكومة اللبنانية عام 1999.
تعتبر بنتاعل أصغر المحميات اللبنانية ولكن لها أهمية بيئية مميزة كونها تمثل منطقة للتحولات الزراعية المتوسطية. تعتبر محمية بنتاعل المكان المفضل للكثير من الحيوانات (الثدييات والزواحف). كما تشكل مسارا رئيسيا وطريقا للعديد من الطيور المهاجرة ولهذا السبب أعلنت منطقة مهمة للطيور عام 2008.
أما غابة أرز جاج فتقع في منطقة جبيل على امتداد جبلي يبلغ ارتفاعه بين "1500-2000م" فوق سطح البحر.
تضم هذه الغابة مجموعة من 174 شجرة أرز وتشرف على منظر خلاب فوق الصخور الكارستية. تعتبر هذه الغابة من أقدم وأهم الغابات التي تغطي منطقة جبل لبنان حيث استغل ملوك جبيل هذه الغابة على مدى العصور الثلاثة ما قبل الميلاد لتصدير الأخشاب إلى مصر عبر مرفأ جبيل التاريخي والمشهور.
في العام 2010، وبتمويل من "صندوق موناكو" بدأ العمل على صيانة مسار يقارب طوله 600م بدءا من المدخل الرئيسي للموقع وصولا إلى مجمع لأقدم الشجرات من الأرز المحيطة بالكنيسة القديمة.