قامت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم السبت (2-6-2012) بجولة على متن سفينة أبحاث في القطب الشمالي، حيث تتسابق القوى الكبرى في العالم من أجل السيطرة على احتياطيات كبيرة من النفط والغاز والموارد المعدنية التي أصبحت متاحة مع انحسار رقعة الجليد القطبي.
وزارت كلينتون ترومسو وهي بلدة نروجية تقع شمالي الدائرة القطبية الشمالية في منطقة كان يتعذر الوصول إليها من قبل وحيث أصبحت الموارد هناك متاحة.
وقالت كلينتون للصحفيين بعد جولة بحرية بالمنطقة استمرت ساعتين "كثير من الدول تتطلع إلى إمكانية التنقيب عن موارد طبيعية واستخراجها وكذلك إلى الممرات البحرية الجديدة."
وكانت كلينتون قالت الجمعة قبل أن تتوجه جوا إلى ترومسو "نريد أن نعمل مع النروج ومع مجلس القطب الشمالي للتعامل مع هذه التغيرات والاتفاق على ما قد يكون في الواقع قواعد للعمل في القطب الشمالي كي تكون التطورات الجديدة مستدامة اقتصاديا وتتحلى بالمسؤولية بيئيا."
ووقفت كلينتون ووزير خارجية النروج يوناس جار شتور على متن سفينة أبحاث القطب الشمالي "هلمر هانسن" تحت السماء الملبدة في صباح عاصف، وتأملا مياه المضيق الصافية والجبال المحيطة التي تغطيها الثلوج.
وتقدر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن القطب الشمالي يحتوي أسفل سطحه الذي لم يستغل على نحو 13 في المئة من موارد النفط التقليدية التي لم تكتشف في العالم وحوالي 30 في المئة من الغاز الطبيعي الذي لم يكتشف.
ومع ذوبان الجليد نتيجة للتغير المناخي تصبح الممرات البحرية في القطب الشمالي مفتوحة للملاحة لفترات أطول كل عام. لتخفض مسافات الطرق التجارية بين آسيا وأوروبا بآلاف الأميال.
وقال شتور للصحفيين بعد الجولة "هناك تغييرات مستمرة تؤدي إلى ظهور منطقة كانت جامدة من الناحيتين السياسية والمناخية والآن هناك دفء."
وكلينتون التي تقوم بجولة في الدول الاسكندنافية والقوقاز وتركيا هي أبرز مسؤول يزور القطب الشمالي في الآونة الأخيرة .
وقد تكون تكاليف إنتاج الطاقة ضعف تكاليف تطوير الموارد التقليدية، لكن ذلك لم يمنع كبار اللاعبين في صناعة النفط من التقدم للمنطقة.
وتعمل شركة إكسون موبيل وشركة روسنفت الروسية معا لاستغال مناطق في بحر كارا قبالة سواحل سيبيريا، على الرغم من وجود جليد بحري لمدة قد تصل إلى 300 يوم في العام.
وتعمل شركة جازبروم الروسية مع شركة توتال الفرنسية وستات أويل النروجية في إنتاج أربعة تريليونات متر مكعب من الغاز في حقل شتوكمان الذي يقع على بعد 550 كيلومترا من الشاطئ في بحر بارنتس.