مكب نفايات كفرنبرخ... بين التهويل والمعالجة!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, March 18, 2019

مكب نفايات كفرنبرخ... بين التهويل والمعالجة!

"غدي نيوز"

- سوزان أبو سعيد ضو

أصبحت المكبات العشوائية حاضرة في معظم بلداتنا وشواطئنا وودياننا وجبالنا في لبنان، مع ما يترتب على ذلك من آثار مرافقة لجهة تلوث المياه الجوفية واندلاع الحرائق نتيجة لتسرب الغازات أو قيام البعض بحرقها ظنا منهم أن هذه العملية تخلصهم منها بينما تتحول إلى مصادر لغازات سامة مسرطنة وغيرها من الجزيئات الدقيقة السامة، وليس مستغربا أن ترتفع الأصوات المنددة بهذا الأمر من الأهالي، خصوصا أولئك الذين يقطنون على مقربة منها، وفي هذا السياق وردتنا شكوى في موقعنا "غدي نيوز" من بلدة كفرنبرخ الشوفية.
وتفاعلا مع أي شكوى تردنا، ومتابعاتنا لكافة الملفات، استطلعنا معظم الآراء والمواقف، وهذا المكب مستحدث منذ سنوات في بلدة كفرنبرخ ويعني اسمها بالسريانية "الأرض المباركة" نظراً لغناها الزراعي، وقد وثقت التجاوزات بالصور لمكب عشوائي في البلدة يستقطب نفايات من 5 قرى وعلى ارتفاع أكثر من 180 مترا، وهو أمر غير مقبول من الناحية البيئية لجهة تسرب عصارة المواد من المكب إلى طبقات التربة، ملوثة المياه الجوفية والينابيع الطبيعية التي تتمتع بها كفرنبرخ.

الشامي

بدايةً، تواصلنا مع رئيسة بلدية كفرنبرخ وسام الشامي نصر حول هذا الموضوع فأكدت لـ "غدي نيوز" أن "ليس لدي مشكلة باستهدافي مرارا وتكرارا في هذا الموضوع وغيره، مع العلم أن هذا المكب ليس بجديد بل هو قائم قبل تولي المجلس البلدي الحالي مهامه، ومنذ البلدية السابقة وعلى أرض خاصة بالبلدية وممنوع البناء فيها، لأنها تحت المنطقة الهابطة، ورواسب المكب الموجود يتجاوز عمرها خمس سنوات".
وأضافت: "منذ توليت رئاسة البلدية، وأنا الوحيدة التي أقاتل لتنظيف هذا المكب ونثابر على ذلك، وقد تأخرنا قليلا هذا العام بسبب الأحوال الجوية وقمنا حتى الآن بإزالة 80 بالمئة منه، وقد وثقت وسائل إعلام عدة هذا الأمر، وهنا أنتهز الفرصة لأقدم الشكر لمن قام بتغطية جزء كبير من التكلفة لشركة خاصة قمنا بتضمينها لتعمل على تنظيف الموقع، أي وليد بك جنبلاط ونجله النائب تيمور بك وأيضا الأستاذ ناجي البستاني لتغطية التكاليف ماديا، ونسعى حاليا لتسييج المكان كون المشكلة الأكبر متمثلة في مَا يلقيه الناس من نفايات تشمل من نفايات وجثث حيوانات وهو ما حصل منذ أيام".
وأكدت الشامي أن "المكب خلال الأيام القادمة سينظّف تماما، ولكن مشكلتنا الأكبر هي توعية الناس للمحافظة على أرضهم وعدم إلقاء النفايات بهذا الشكل المقيت، من جهتنا سنتابع تنظيف هذا المكب وصولا لإحاطته بسور يمنع المزيد من التعديات وتشجيره".



الدولة بأكملها عاجزة

وتابعت الشامي: "أقوم بمتابعة الملفات كافة، منها ملفات لهيئة الإغاثة، مجلس الإنماء والإعمار، لوزارة البيئة والداخلية وأقاتل لتحصيل حقوق القرية، وثمة من يواصل هجومه بأن المكب واقع على نهر، لكن ليس هناك أي مصادر مياه قريبة، والزراعات القريبة في البيوت البلاستيكية هي للأزهار والورود وليس لمزروعات للإستهلاك الغذائي، وأتمنى أن تأتي وسائل الإعلام بعد أسبوع ولن يجدوا أي أثر للنفايات".
وأشارت الشامي إلى ملفات عدة أيضا ما تزال موضع متابعة، منها الخطر المحدق المتمثل في وجود فالق صخري يهدد 22 منزلا في القرية، والذي أخذ يقترب أكثر مهددا مزيدا من المنازل، وهو ما بحثته في اجتماع مع وزيرة الداخلية والبلديات ريا حفار الحسن، وقالت "لا ينقصه سوى توقيع رئيس الوزراء سعد الحريري، وأخذ موافقة مجلس الوزراء وقد أوفد النائب وليد جنبلاط الوزير وائل أبو فاعور والسيد وليد صافي (من مجلس الإنماء والإعمار) لملاحقة الملف".
وقالت الشامي "الدولة بأكملها عاجزة عن هذا الملف، أي ملف النفايات ، في معظم المناطق، ولكني قمت بحل مشكلتي تماما، فالشركة الخاصة تابعة لـ (سيتي بلو) تجمع هذه النفايات في حاويات لترسل إلى البقاع، وقد كنت الأولى التي قدمت ملفا لوزير البيئة طارق الخطيب رقمه 1 وكان هناك مبلغ مرصود بقيمة 20 مليون دولارا لتنظيف مثل هذه المكبات، وللأسف تحول المبلغ نحو جبيل، وقد أثرت هذا الأمر مرارا".

لا أنظر للوراء

وقالت الشامي: "لا نتكلم عما نقوم به من نشاطات وإنجازات، وما يدخل إلى صندوق البلدية مئات ألوف الدولارات عبارة عن هبات أتابعها لأحصلها لمصلحة المشاريع الإنمائية، ونحن من البلديات القليلة صندوقها غني، وقمنا بإنجاز الأقنية الزراعية، أقنية الري، غرفة أوجيرو، إنشاء الحديقة العامة، البئر الإرتوازية، ملاحقة المشاريع مع وزارة الطاقة ومصلحة المياه، كلها هبات، أحاول ملاحقتها للحصول عليها، كما وزعنا 2400 مستوعب نفايات حصلت عليها مجانا بمعدل مستوعبين لكل بيت من مؤسسة ACTED المانحة، مع بوبكات وطابعة وكمبيوتر محمول مجانا وكان بإمكاني أن أفرض 10 آلاف ليرة على كل بيت لصالح البلدية وقد رفضت".
وأضافت: "من ناحية أخرى، فبلدية كفرنبرخ هي الأقل تكلفة بين بلديات لبنان فالرسوم البلدية خفضتها والإفادة من البلدية لا تتجاوز 15 ألف بينما في بتلون المجاورة 45 ألف وفي معاصر بيت الدين 65 ألف، كما أحضرنا مولدات كهرباء للقرية، 30 ألف الإشتراك مع 20 كيلوواط مجانا، وقد قدموا شكوى بحقي لوزارة الإقتصاد، على الرغم من أن أغلى فاتورة لأي منزل لا تتجاوز 40 ألفا، ومن الناحية الصحية، فإن مستوصف كفرنبرخ الذي اتابعه شخصيا، وهو أحد أفضل 3 مستوصفات في لبنان رغم أنه من الأصغر المعاينة 5 آلاف والأدوية 3 آلاف ونؤمنها للجميع من شركات الأدوية، ونحاول الآن بناء مقر أكبر وأوسع"، وختمت قائلة: "يزعجهم إني لا أنظر للوراء وإني لا أسمع من أحد...!".
وقد بادرت الشامي مشكورة بإرسال فيديو وصور خاصة لموقعنا "غدي نيوز".

مصدر من البلدة

وقال مصدر من البلدة: "هذا المكب كان نظاميا ولكنه تحول إلى مكب عشوائي ترمي فيه بعض البلدات نفاياتها، وقد مررنا بفترة قاسية لجهة الأحوال الجوية، فلم تأت الآليات التي تنقل هذه النفايات، ولكن الوضع مزر، ومنذ الحديث عن استحداث هذا المكب، قُدمت عدة بيانات واحتجاجات من قبل العديد من أهل البلدة، لا شك أن رئيسة البلدية تعمل في مجال الإنماء ومنذ أكثر من عشرين عاما في هيئة سيدات كفرنبرخ إلا أنها لم تستطع مد جسور التواصل مع من كان ضدها، وهذا ما لا نريده داخل البلدة، ولكن لا ننكر أعمالها الإنمائية المتعددة، إلا أن ملف النفايات كارثي ويسجل ضدها، خلافنا معها عن وضع هذا المكب الذي حتى وإن نظف الآن وبالكامل، خصوصا لجهة موقع هذا المكب على ارتفاع أكثر من 180 مترا، وهو ما يلوث المياه الجوفية، فضلا عن عدم وجود رقابة أو سور أو بوابة ذات قفل، وتخوفنا من عودته للإمتلاء من جديد، فالمكب وكالة ودون بواب، لذا على البلدية وضع حراسة مشددة لمنع التعديات".

رسالة لـ "غدي نيوز"

كما وصل موقعنا "غدي نيوز" رسالة من أحد الناشطين يدعو فيها إلى حل مشكلة هذا المكب، وقال: "تشكلت البلدية منذ ثلاث سنوات وكانت تسّوق الأكاذيب مجمل الأوقات، والمشاكل منذ اليوم الأول وحتى يومنا هذا لم يتبقى منها سوى بعض الأعضاء، أما الآخرون فهم بحكم المستقيلين، وضعت أول بوست منذ اسبوعين على الفيس بوك عن النفايات تحركت بعدها البلدية، ورّحلت بعض المستوعبات لحفظ ماء الوجه، وضعت بوست آخر لتغريدة موجهة إلى وزير البيئة عن مكب كفرنبرخ، فتحركت أيضا البلدية لكن نقلت كميات اكبر قليلاً"، وتابع تفاجؤ الأهالي من الغرائب، وتساءل: "إن كانت شركة city blue مسؤولة عن نفايات المنطقة بكاملها منذ أن حلت أزمة النفايات منذ سنتين فلماذا تجميعها في كفرنبرخ؟ ما الهدف منه؟ لنتنشق الأوبئة والأمراض ونلوث الأرض والمياه الجوفية والمنطقة. ام المنفعة شخصية!".
ولفت المنشور إلى أن "وليد بك كما تيمور بك اكيد لن يرضوا بهكذا وضع حتى لو تم إخفاء الصور عنهم. كما انهم لم ولن يدفعوا أموال لنقل النفايات طالما شركة سيتي بلو تقوم بذلك فلماذا القول أنّ تيمور بك يتكفل بنقلها من ماله الخاص"، وهو ما وصفه صاحب المنشور بالأكاذيب، وتابع:" معالي الوزير نعمه طعمه ساعد بإعتراف البلدية على صفحتها بتحويل المكب إلى حديقة منذ سنة البوست شاركتكم به على الفيس بوك!، ما الذي طرأ الآن لنقل النفايات خلال أسبوع؟ ما الذي تغير في الوضع؟ الخوف من الفضيحة؟ أم أنهم لا يمكنهم الكذب أكثر! رائحة الصفقات تفوح من كل صوب، من كل عمل قامت به خلال هذه السنوات، ودعا إلى إجراء تقييم وجردة حساب ولعقد لقاء مع القائمقام (الشوف) بحضور وليد بك وتيمور بك لوضع النقاط على الحروف بحضور جميع أعضاء البلدية وأهل كفرنبرخ وليكن اللقاء في بيت كفرنبرخ حتى لو انهم سرقوا صوت الناس من شعب كفرنبرخ، ليمكن إنقاذ ما تبقى من كفرنبرخ!".
وسنتابع في موقعنا "غدي نيوز" هذا الملف مع حفظ حق الرد للجميع.


اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن