من يوقف مجازر الطيور المهاجرة في لبنَان؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, March 24, 2019

... عواصم أوروبية تشهد قريبا احتجاجات واعتصامات!

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

 

يبدو أن الحملات المتعددة التي تطلقها الجهات المختلفة المعنية بالشأن البيئي تسير في اتجاهين، أولهما، على الرغم من "أحقية" القضية التي يطالب بها أصحابها، يستمر الملوثون، وأصحاب الشأن، في التفافهم على القوانين، والأمثلة كثيرة ومنها أصحاب المقالع والكسارات، ومصانع الإسمنت والمصانع الملوثة للأجواء والمياه والأنهر، وثانيهما، على الرغم من وجود القوانين الواضحة، فآلية تنفيذها تشوبها الكثير من العقبات، وتبقى شعارات رنانة.

وحملة "بتعاقبو بحريتو... بتتعاقب بحريتك"، بقيت شعارا "مهضوما" على رأي اللبنانيين، استرعى الإنتباه، ولم ينل حظه من التنفيذ الفعلي، فشمالا، وفي عديد من المناطق، استمرت مذابح الطيور المهاجرة على مرأى من الجميع، (قوى أمن، جيش، بلديات ومواطنون)، ضاربة بعرض الحائط الحملة إياها، التي توافقت عليها وزارتي الداخلية والبلديات ووزارة البيئة والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية.

 

وضع لا يحتمل

 

فقد تواصل مع "غدي نيوز" ناشطون من الشمال، مؤكدين أن قرى: حيلان، كفرحبو، إيزال، بيت عوكر، عزقي، بوسيط، تربل، زغرتغرين، صخرة، جرجور، عشاش، مرياطة القادرية والفوار تشهد مجازر لا يمكن وصفها، تطاول الطيور المهاجرة وخصوصا اللقلق، تم توثيقها بالفيديو، كما عثر ناشطون على مجموعة من الطيور المصابة يحتفظ أحدهم بها في محطة بنزين وتشمل طائر لقلق، وطيور جارحة من أنواع مختلفة، وعلى الرغم من تبليغ معنيين، لم يتحرك أحد لمنع هذه المجازر.

وقال أحد الناشطين الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ "غدي نيوز": "لم يفعل أحد شيئا، لا السياسيين، لا القوى الأمنية ولا وزارتي الداخلية والبيئة ، اتصلنا بالجميع، ثم اعتمدنا المبادرات الفردية، وإحداها مع جمعية حماية الطيور في لبنان ABCL، وبدأنا بتخويف الصيادين من الملاحقة من قبل القوى الأمنية، لنتمكن من إنقاذ بعض الطيور، وعلى الرغم من ذلك استمر إطلاق النار (وعلى عدة جبهات)، الوضع لا يحتمل، وسنتواصل مع السفارات البولندية وغيرها من السفارات التي تتابع هذا الطائر للتنسيق معها، لما يمكن فعله للضغط في سبيل إنقاذ هذه الطيور".

 

سعد: لمواجهة الإجرام

 

من جهته، قال المسؤول الإعلامي في جمعية حماية الطيور في لبنان روجيه سعد: "خلال اليومين الماضيين، سمعنا بمجازر ترتكب بحق هذه الطيور، من لقلق وجوارح، وذهبنا لمعاينة المنطقة شمالا والتي تعتبر من أهم الممرات للطيور المهاجرة، وأبلغنا أنه يبدأ الكثيرون بإطلاق النار، ولا يوقفهم أحد، وعلى مقربة من مناطق تابعة للجيش، وفي هذا المجال، نطلب من وزارة الدفاع أن تعطي تعليماتها للجيش اللبناني لمواجهة هذا الإجرام، فـ (المقوس) المذكور على مقربة من ثكنة تابعة لهم، وعندما طلبنا منهم المساعدة، أجابوا أنها ليست من صلاحياتنا، بل من صلاحيات القوى الأمنية،  لذا نطلب من وزارة الدفاع الإيعاز بمؤازرة الجيش اللبناني والتعاون مع قوى الأمن الداخلي لوقف هذه المجازر"، وأشار سعد إلى أنه: "لم يعد العديد يتباهى بما يقوم به من مجازر على وسائل التواصل الاجتماعي، ولذا لا نعرف عدد التعديات الحاصلة، وإن كان يصلنا من ناشطين بأن هناك مجازر ترتكب في البقاع الغربي ومناطق أخرى من لبنان".

وتابع سعد: "هناك محطة وقود في المنطقة تحتفظ بمجموعة من الطيور المهاجرة ضمن أقفاص، على اعتبار أنها جريحة ولا تستطيع الطيران، وقد التقطنا صورا لها، ومستعدون لإرسال كافة المعلومات المطلوبة للجهات المعنية"، وقال: "المناطق التي تتم فيها التعديات معروفة، فلترسل القوى الأمنية عناصرها لمنع ومتابعة هذا الأمر، ولتسيّر دوريات، فالقضية أصبحت لا تحتمل، وتشوه صورة لبنان محليا وعالميا، ونتمنى ألا تبقى الحملة التي وعدت بها وزارتي الداخلية والبيئة مجرد شعار رنان آخر أو حبرا على ورق، وأن تطبق العقوبات الرادعة بشكل صارم وتشديدها وليس مجرد تعهد أو بدل مادي بل سجن فوري".

 

الرئيس عون يغرد

 

وعلمت مصادرنا أنه سيكون هناك اعتصاما في 28 آذار (مارس) أمام السفارة اللبنانية في العاصمة المجرية (هنغاريا) بودابست حيث تتواجد أعشاش هذه الطيور، وينتظرها الناشطون، للإحتجاج على هذه المجازر التي ترتكب في لبنان بحقها.

وبالعودة للحملة المذكورة، فهي تهدف إلى تذكير الصيادين بضرورة الإلتزام بالتواريخ المحددة لموسم الصيد البري وعدم ممارسة الصيد خارجها، وذلك بغية الحفاظ على الطيور المقيمة وحماية الطيور المهاجرة وخصوصا أنواع الطيور الآيلة إلى الإنقراض، وقد أكدت الحملة التزام الجهات المعنية تشديد العقوبات، بالتغريم والسجن، على كل من يخالف القوانين المعتمدة، وكل من يصطاد الطيور الممنوع صيدها على مدار السنة، أو يصطاد خارج موسم الصيد المعتمد، وتأتي هذه الحملة في إطار الالتزام بتعهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ بداية عهده، بحماية البيئة توصلا إلى مصالحة الإنسان مع الطبيعة وإجراء "معاهدة سلام" بينهما، وبالعمل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

وفي هذا السياق، غرد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائلا: "كان إصراري على تنفيذ قانون الصيد الذي ينظم عملية صيد الطيور فلا تبقى عشوائية، بل يحدد لها موسماً واضحاً، بالإضافة الى تحديد الأنواع المسموح صيدها كما أسعى ليصبح لبنان ممراً آمناً للطيور المهاجرة، وعملت لإقرار قانون حماية الحيوانات والرفق بها، كما أدعم حملات التحريج لمكافحة التصحّر".

 

رابط التويتر

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن