يواجه منتخب لبنان الذي يخوض الدور الرابع والحاسم لاول مرة في تاريخه، ضيفه القطري، الساعة 20,30 مساء اليوم الاحد (3-6-2012) بتوقيت بيروت، على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، ضمن الجولة الأولى من مباريات المجموعة الأولى لتصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2014 لكرة القدم في البرازيل.
وأكد المدير الفني لمنتخب لبنان الألماني ثيو بوكير أن الدور الرابع الحاسم من التصفيات الآسيوية، فرصة لمتابعة التطور وتقديم الأفضل في ضوء ما تحقق في الدور الثالث. وقال: "إذا كان بعضهم اعتبر التأهل مفاجأة، فإن عروضنا برهنت عن تفاعل اللاعبين الذين آمنت بامكاناتهم، فشكلوا مع زملائهم المحترفين مجموعة متجانسة ولبنة ممتازة لبلوغ الأفضل".
في المقابل، أعرب مدرب قطر البرازيلي باولو أوتوري عن تقديره الكبير لمنتخب لبنان، الذي حقق خطوات كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة. وتوقع مباراة صعبة لا يمكن التعامل مع مجرياتها الا بتركيز ذهني وبدني كاملين، خصوصاً أن الدور الحاسم تلزمه تضحيات وإلتزام.
وكان بوكير وأوتوري يتحدثان في المؤتمر الصحافي الذي عقد، أمس، في فندق البريستول بحضور حشد إعلامي لبناني وقطري، وأداره المنسق الإعلامي لمنتخب لبنان الزميل وديع عبد النور.
ووصف بوكير ما حصدته الكرة اللبنانية في ضوء هذا التطور بـ"الثمرات الجيدة إذا ما نظرنا إلى فارق الإمكانات والظروف المتوافرة مقارنة بأحوال المنتخبات التي واجهناها وسنواجهها". وشكر الاتحاد القطري الذي وفّر لمنتخب لبنان معسكرين تدريبيين خلال الدور الثالث، مقدماً التسهيلات الممكنة "مما ساهم في تعزيز أدائنا وتحقيقنا النتائج المرجوة"، لافتاً إلى أن الأمور تختلف اليوم، إذ "سنخوض مواجهة رياضية، وطموحنا أن نستهل الدور الرابع بالفوز على أرضنا". كما نوّه بالإقبال الجماهيري وبضرورة المؤازرة الميدانية بأسلوب رياضي حضاري، متمنياً أن يسعد اللاعبون الجمهور المتحمس بتقديم عرض ممتع.
ووافقه أوتوري الرأي، موضحاً أن العوامل الميدانية تختلف عن الأمنيات والتوقعات، مشيراً إلى أن "دورنا أن نبذل الجهد سعياً لأفضل نتيجة، إنطلاقاً من عرض جيد". وأكد أنه أعدّ لاعبيه لتنفيذ المطلوب منهم وتطبيق الخطط من دون التأثر بأي غيابات.
من جهته، تمنّى قائد منتخب لبنان يوسف محمد أن يترجم الأداء (اليوم) الطموحات، ويعوض جهد اللاعبين، موضحاً أن الجمهور "لعب دوراً كبيراً في تأهلنا وعلينا الا نخيّب ظنه"، معرباً عن سعادته بالسماح بالحضور الجماهيري، "وهذا حق مكتسب، ولا طعم لأي مباراة من دون جمهور".
ورأى وسام رزق قائد منتخب قطر، أن المباراة ستجمع منتخبين تميّزا في الأدوار السابقة ويطمحان إلى مواصلة المسيرة، مؤكداً أن "العنابي" إعتاد اللعب أمام جمهور كبير وأن يحافظ على تركيزه 90 دقيقة. كما ثمّن أوتوري الاستقبال والحفاوة اللبنانيين، وقال: "لا غرابة في ذلك لأننا بين أهلنا".
وكان سبق المؤتمر الصحافي الإجتماع الفني التنسيقي الذي رأسه مراقب المباراة ممثل الاتحاد الدولي الأردني منعم فاخوري، وحضره الأمين العام للاتحاد اللبناني بالوكالة جهاد الشحف، ورئيس لجنة المنتخبات المتأهلة للدور الرابع الأوزبكستاني أفازبيك بيرديلوكوف، والمسؤول عن أمن المباراة المنتدب من الاتحاد الآسيوي الماليزي دل أكبر خان، وعضو اللجنة العليا في الاتحاد كرة القدم رئيس لجنة الملاعب موسى مكي، ومراقب الحكام السعودي علي الطريفي، وحكام المباراة البحرينيون نواف شكرالله وياسر طليفات وإبراهيم صالح وجميل عبد المحسن، ومديرا المنتخبين اللبناني فؤاد بلهوان والقطري عبد الرحمن المحمود، إلى مسؤولين في مجلس إدارة مدينة كميل شمعون الرياضية والنقل التلفزيوني والشؤون الأمنية والصحية واللوجستية.
وإفتتح الشحف الإجتماع مرحباً بالحضور، متمنياً طيب الإقامة للضيوف ومبدياً الاستعداد لمعاجة أي طارئ. وشرح فاخوري والطريفي وحيدر خان الآلية التنظيمية المقررة. وتم اعتماد ارتداء أفراد المنتخب القطري قمصاناً وسراويل عنابية وجرابات بيض (حارس المرمى: قميص أزرق وسروال وجرابات سود)، والمنتخب اللبناني قمصاناً وسراويل بيضاً وجرابات حمر (حارس المرمى: قميص أصفر وسروال وجرابات سود). وبموجب حقوق النقل التلفزيوني، يسمح فقط لـ"الجزيرة الرياضية" وقناة "الكأس" بالتصوير داخل الملعب وفي محيطه والنقل المباشر.
وأمس، تدرّب منتخب لبنان بعد الظهر، ونظيره الكويتي الساعة الثامنة والنصف مساء في المدينة الرياضية.
وحسب معطيات المدرب بوكير، فإن التشكيلة المتوقعة لمنتخب لبنان ستضم: زياد الصمد أو عباس حسن (لحراسة المرمى)، يوسف محمد وبلال شيخ النجارين ورامز ديوب ووليد إسماعيل، حسين دقيق وعباس عطوي وهيثم فاعور، حسن معتوق ومحمد غدار وأحمد زريق.

الأرض والجمهور

تتلخص الرغبة الجامحة لدى منتخب "الارز" في بلوغ النهائيات للمرة الأولى في تاريخه مستفيدا من جميع الامكانات المتاحة أمام لاعبيه والجهازين الفني والاداري، فضلا عن جرأة اللبنانيين في قلب التوقعات بالاستناد الى النتائج المبهرة التي حققها منتخب "الارز" في الدور الثالث عندما تغلب على كوريا الجنوبية والكويت والامارات. وسيفتح الملعب ابوابه أمام الجمهور، إذ كانت هناك مخاوف لدى جماهير المنتخب بعدم مشاهدة ومؤازرة اللاعبين نزولا عند قرار الحكومة اللبنانية، واستوجبت المباراة اجتماع مجلس الامن المركزي اللبناني لوضع خطة أمنية لاستيعاب الجمهور مع تحذيرات من أعمال شغب واطلاق هتافات تسيء للعلاقات بين البلدين.
ويدخل اللبنانيون المباراة واضعين احراز النقاط الثلاث نصب أعينهم، معولين على حماستهم الكبيرة ولا سيما استغلالهم عاملي الأرض والجمهور بأفضل طريقة على غرار الدور الثالث حين تغلبوا على الامارات 3 - 1 وكوريا الجنوبية 2 - 1 وتعادلوا في الثواني الاخيرة مع الكويت 2 2. ويسعى ثيو بوكير لإثبات ان ما حققه مع المنتخب اللبناني لم يكن ضربة حظ، وهو يتكتم على خططه بالنسبة للمباراة، إذ ينتظر اللحظات الأخيرة للاعلان عن تشكيلته وتكتيكه، ولا سيما بعد غياب قائد الفريق رضا عنتر لاعب شاندونغ لياونينغ الصيني بسبب الاصابة، لينضم الى المهاجم محمود العلي الذي يخضع للعلاج حاليا في قطر بعد اجرائه جراحة في الرباط الصليبي. ويملك الألماني اوراقا مهمة في خطوطه قادرة على متابعة النتائج الايجابية التي تحققت في الفترة الماضية. ويأتي في المقدمة المدافع يوسف محمد لاعب الأهلي الاماراتي والى جانبه رامز ديوب مدافع سيلانغور الماليزي وأفضل لاعب في لبنان بلال شيخ النجارين. وفي الوسط، هناك عباس عطوي لاعب دبي الاماراتي والشاب نادر مطر (19 سنة) لاعب كانياس الاسباني وزكريا شرارة المحترف مع اف سي كوالالمبور الماليزي إضافة الى احمد زريق وهيثم فاعور والمهاجمين حسن معتوق لاعب عجمان الاماراتي ومحمد غدار لاعب كيلانتان الماليزي. وكان بوكير أشار الى انه يحضر مفاجأة للقطريين من دون الافصاح عنها. وانتظم المنتخب اللبناني في ثلاثة معسكرات احدها خارجي في سلطنة عمان، ولعب ثلاث مباريات دولية ودية، فخسر أمام مصر 1 ـ 4 والاردن 1 ـ 2 وتعادل مع نظيره العماني 1 ـ 1.
في المقابل، فإن المدرب البرازيلي باولو أوتوري يعي صعوبة اللقاء، وأكد ان لاعبيه سيخوضون المباراة بروح عالية وكمجموعة واحدة، ويغيب عن العنابي فابيو سيزار بسبب الوقف، والمهاجم جار الله المري بسبب الاصابة. إلا أنه يعتمد على ابرز لاعبي الدوري المحلي ولا سيما المجنسين منهم. وكانت قطر حلت وصيفة لايران في المجموعة الخامسة بعدما حصدت 10 نقاط من 6 مباريات، اذ فازت مرتين وتعادلت اربع مرات ولم تخسر. واختار اوتوري للمباراة 23 لاعبا هم: قاسم برهان، بابا مالك، رجب حمزة، مسعد الحمد، حامد اسماعيل، محمد كسولا، ابراهيم ماجد، ابراهيم الغانم، ماركوني اميرال، خالد مفتاح، وسام رزق، يونس علي، طلال البلوشي، مجدي صديق، لورانس، عادل لامي، خلفان ابراهيم، حسن الهيدوس، محمد السيد عبد المطلب، ماجد محمد، محمد رزاق، سيباستيان سوريا ويوسف احمد.
وضمن المجموعة عينها، يخوض منتخب اوزبكستان صاحب افضل رصيد في الدور الثالث مواجهة بالغة الصعوبة، عندما يستضيف نظيره الايراني. وكانت اوزبكستان حققت 16 نقطة في المجموعة الثالثة من الدور الثالث من خمسة انتصارات وتعادل واحد متقدمة على اليابان وكوريا الشمالية، في حين تصدرت ايران مجموعتها الخامسة بـ12 نقطة امام قطر.
وضمن المجموعة الثانية، يلعب المنتخب العراقي امام مضيفه الاردني على استاد عمان الدولي، وتستضيف اليابان عمان على ملعب "سايتاما".
يذكر ان منافسات الدور الحاسم تقام بنظام الدوري من مرحلتين ذهابا وايابا، ويتأهل الاول والثاني من كل مجموعة مباشرة للنهائيات في البرازيل، على ان يلتقي صاحبا المركزين الثالث في المجموعتين ذهابا وايابا في ملحق آسيوي، يعبر المتأهل فيه لخوض ملحق آخر من مباراتين ايضا مع خامس اميركا الجنوبية.