"غدي نيوز"
رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال المهندس غابي ليون في قصر الاونيسكو، حفل افتتاح مؤتمر اندية اليونسكو في ضفتي المتوسط، بعنوان "دور اندية اليونسكو في مواجهة تحديات العالم المعاصر"، بدعوة من اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، وبالتعاون مع نادي روتاري - بيروت (193).
حضر الحفل الى ليون، ديبلوماسيون من سفارات عربية وامنية، رؤساء واعضاء مكاتب اليونسكو، وعدد من المهتمين.
النشيد الوطني افتتاحا، فالوقوف دقيقة صمت على ارواح مدير قصر الاونيسكو الراحل انطوان حرب، والطالبين محمد الشعار وملاك زهوة لانتساب مدارسهما للشبكة التي تدعمها اليونسكو. ثم ألقت عريفة الحفل كريستيان جعيتاني كلمة ترحيبية.
جبور
بداية تحدثت الأمينة العامة للجنة الوطنية للبنانية لليونسكو البروفسور زهيدة درويش جبور فقالت: "بادرت اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو بالتعاون مع نادي روتاري بيروت الذي له تاريخ عريق في الخدمة المجتمعية ونشر ثقافة التعاون داخل المجتمع الواحد وبين الشعوب المختلفة، الى تنظيم هذا المؤتمر ليكون مساحة لتبادل الافكار والخبرات وتشخيص المشكلات واقتراح الحلول الممكنة، وصولا الى قيام شراكات مثمرة مأمولة بين اندية اليونسكو في الضفتين فتتضافر الجهود وتترسخ المعرفة المتبادلة كما الحوار البناء".
أضافت: "إن العالم المعاصر الذي أصبح قرية كونية حسب العبارة الشائعة بعد ان ألغيت المسافات الجغرافية بين الشعوب بفعل تقدم تقنيات الاتصال الحديثة وانتشار المعلومات ووسائل الاعلام الجماهيري، يشهد في المقابل نزاعات الى انغلاق الهويات على ذاتها خوفا على خصوصيتها".
وتابعت: "تتخذ هذه النزاعات الانكماشية أشكالا عدة: نمو الحركات الاصولية المتشددة في المجتمعات الاسلامية ومن ضمنها بلداننا العربية المتوسطية، من جهة، وصعود الاحزاب والحركات الرديكالية والشوفينية والعنصرية في المجتمعات الاوروبية من جهة أخرى، يضاف الى ذلك تناسي ظاهرة العنف بأشكاله المختلفة بين الافراد والجماعات وتفاقم الصراعات والانقسامات الداخلية، والامثلة على ذلك كثيرة في بلدان الربيع العربي كما في لبنان الذي يدفع ثمن ربيع الآخرين انقساما عموميا بين حكوماته السياسية والاجتماعية لم يشهد له مثيلا من قبل حتى اضحى سلمه الاهلي مهددا ومواطنوه ضحية للتفجيرات الارهابية التي حصدت منهم العشرات بالامس القريب. اما في بلدان غرب المتوسط فيلاحظ ارتفاع معدل الجريمة، وظهور بؤر عنف في ضواحي المدن الكبرى، كما تعيش هذه البلدان خوفا من الارهاب يرتبط للاسف بفوبيا الاسلام".
وإذ رأت أن للعولمة "الكثير من الجوانب المضيئة"، أشارت الى أنها "تختزن تحديات كبيرة تحتم على المفكرين والباحثين والناشطين في المجتمع المدني والمسؤولين في مواقع القرار مضاعفة الجهود لمواكبة التقدم التكنولوجي الحديث بمفاهيم ورؤى وسلوكيات تتأسس على مجموعة من القيم التي تسهم في اعادة التوازن في تحقيق العدالة والانسجام في المجتمعات".
غزيري
وألقى رئيس نادي روتاري بيروت حبيب غزيري كلمة أوضح فيها ان "الروتاري منظمة تعاون عالمية تأسست في 23 شباط (فبراير) 1905 تضم نخبة من المسؤولين في عالم الاعمال والمهن الحرة، يجمعهم هدف خدمة المجتمع والانسان ورفع المستويات الاخلاقية في الحياة المهنية وتعزيز التفاهم والسلام في العالم. اما نادي روتاري بيروت فتأسس سنة 1931 برعاية من نادي القاهرة".
وعدد الخدمات التي قدمها النادي من ابرزها اطباء بلا حدود وانشطة متعددة في المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية.
وقال: "في سنوات الحرب الاهلية السيئة الذكر، برز النادي بتمكنه من تنفيذ مشروعين هامين هما "البوليو بلاس" حيث انه قام بعدة حملات سنوية لتلقيح جميع الاطفال في لبنان وSOS روتاري لبنان لإغاثة عدد كبير من ضحايا الاجتياح الاسرائيلي في عام 1982 كما انه قام بتنظيم معارض سنوية منذ عام 1993 وحتى 2001 لأعمال حرفية انجزها المعوقون والمكفوفون من خلال عدة جمعيات خيرية محلية. وساعد ايضا في اعمال التنظيف والتعقيم للكتب التي كانت متواجدة في المكتبة الوطنية".
وتحدث أيضا عن دعم النادي مستشفى سانت جود في بيروت ومستوصف عين ابل وجمعية كشافة الجراح ومن خلال الجمعية الدولية "مياه بلا حدود" تأمين مياه الصرف لحوالي عشرين قرية في الكامرون، ودعم مستوصف دار العناية في الصالحية". وقال: "ان المنطقة 2452 التي ينتمي اليها نوادي لبنان تقوم حاليا بالمساهمة في تأمين مياه الشرب الى المدارس الرسمية في لبنان".
الهمامي
ثم ألقى مدير مكتب اليونسكو الاقليمي للدول العربية في بيروت الدكتور حمد بن سيف الهمامي كلمة، فقال: "يأتي هذا الملتقى والموضوعات التي سوف تتم مناقشتها في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة العربية حيث تشهد بعض الدول توترات وعدم استقرار وتطرف وعنف يأتي كنتيجة طبيعية لتفاوت اقتصادي وثقافي واجتماعي بين فئات المجتمع لسنوات عديدة أدى بدوره الى تفويض الانسجام الاجتماعي والاستقرار السياسي وشجع على الفساد وظهور سلوكيات غريبة عن ثقافتنا العربية".
أضاف: "لا سبيل لنا للخروج من هذه المشكلات الا باتباع سياسات تنموية متوازنة تعتمد على اقتصاد قائم على المعرفة وترسيخ اسس الديمقراطية واحترام سيادة القانون والتوظيف الجيد لأدوات الاتصال والتكنولوجيا الرقمية وتأسيس المجتمعات المعرفة".
الطيار
أما رئيس الاتحاد العربي لأندية اليونسكو عبد الرحمن احمد الطيار فألقى كلمة قال فيها: "انني استبشر خيرا وانتظر املا قادما في مسيرة الاتحاد العربي لاندية اليونسكو يوم ان تنطلق الفعاليات من بيروت ونجد المساندة الكافية لعملنا والتي سبق وان كان لها الفضل في انطلاق المرحلة الاولى للعمل العربي المشترك في اندية اليونسكو في العام 2002. نعم كانت البداية العملية من لبنان حيث عقد المنتدى الاول لأندية اليونسكو العربية، وكان من نتائجه انشاء الاتحاد العربي لأندية اليونسكو في العام 2003 بمكتبة الاسكندرية. لذلك، ها نحن نعود من جديد الى لبنان لتقييم الرؤية والرسالة والهدف وتحديد الاولويات والانشطة والبرامج لعملنا في المرحلة القادمة والتي نعتقد انها ستمثل نتاجا لخبرة تراكمية مدتها لا تقل عن اثني عشر عاما عملنا فيها منذ الانطلاقة الاولى لنضع اليوم بصمة حقيقية لعمل مدني نوعي محترف في المنطقة العربية والعالم".
وأشار الى ما تواجهه المنطقة العربية هذه الايام من تحديات صعبة، أبرزها "تنامي ظاهرة العنف والعنف المضاد وتداعياتها على الامن والسلم الاجتماعي". وقال إن "مفاهيم ومفردات الحوار والتسامح والسلام والعيش المشترك والقبول بالآخر مفاهيم جامدة غير متحركة تتطلب منا الانتقال بالعمل المدني من طور التنظير الى طور التخطيط والتنظيم والعمل الجاد للوصول الى قناعات مدنية ضاغطة للحد من تلك المخاطر وتداعياتها الكارثية التي لن يسلم منها احد".
كريستوفيوس
وكانت كلمة لرئيس الاتحاد العالمي ومراكز وجمعيات الاونيسكو جورج كريستوفيوس فقال: "انا على ثقة تامة انه خلال هذه الندوة، هذا المؤتمر سيحظى بفرصة لتبادل الافكار حول كيفية تعزيز وتقوية العلاقات والتعاون من اجل العمل معا للترويج للنزعة الانسانية.
لقد حققت ال WFUCA تطورا ملحوظا خلال السنوات الاخيرة، عبر نشاطاتها الهادفة للتعليم من أجل السلام، التنمية المستدامة، والتفاعل بين وسائل الاعلام الاجتماعية والاتصالات. ستقوم WFUCA بتقديم اقتراح للامم المتحدة لإطلاق اليوم العالمي للأخلاقيات العالمية خلال المؤتمر العالمي حول الاخلاق العالمية للتنمية المستدامة ووسائل الاعلام الاجتماعية".
ليون
وأخيرا، تحدث ليون فقال: "على ضفاف المتوسط نشأت أعرق الحضارات الانسانية، وتفاعلت، وامتدت أذرعها الى ضفاف المحيطات ويابساتها. ومن ضفاف المتوسط كوكب الإله الواحد مبادئه، وتعاليمه، ومعاييره في الخير والشر، فالتف بها العالم من الأقصى الى الأقصى. وعند ضفاف المتوسط كان للعالم شرق وغرب. فعلى أندية اليونسكو في ضفتي المتوسط أن تستوعي المغزى المعنوي لهذا الفضاء الجغرافي، وإرثه الثقافي في تاريخ العالم، وفي وجوده وكينونته، وأن تدرك بالتالي حجم المسؤوليات التي تتنكبها".
اضاف: "إن تحديات العالم المعاصر لا تحصى، ولا تعد. أما الذي يحصى ويعد فهي المؤسسات العلمية والثقافية التي تدرك أن العلم بدون العمل هو روح بلا جسد، وأن المعرفة بدون الفعل هي فكر بدون لغة، وأن الديمقراطية بدون المجتمع المدني هي أشرعة بلا رياح. فعلى الفكر، والمعرفة، والمبادئ، والعلم، والثقافة.. أن تنزل كلها الى ميدان العمل والتطبيق. إن الأنظمة الديمقراطية التي نعيش في كنفها، لا تستقيم، ولا تندفع صوب ما هو أفضل، وأوفى، وأكمل، سوى بخوض مؤسسات المجتمع المدني في الحياة العامة تطبيقا لمشاركة مصدر السلطة في صنع القرار داخل المجتمع".
وتابع: "إن أندية اليونسكو في ضفتي المتوسط هي في واقعها تجسيد لمشاركة الهيئة الاجتماعية في شؤون مجتمعها، وفي تحقيق الأهداف السامية والمبادئ العليا التي تغذي ثقافة هذه المجتمعات وذهنيات أهلها".
وختم: "في هذه المناسبة، أتمنى للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو ولرئيسها الدكتور هنري عويط وأمينتها العامة الدكتورة زهيدة درويش، العمر المديد، والأنشطة السخية، وأتمنى لأعضائها جميعا القدرة الدائمة على المثابرة واجتراح الأفكار وتطبيقها. كما أتمنى لأندية اليونسكو على ضفتي المتوسط التعاون الدائم في ما بينها، والتضامن في النضال الديمقراطي من أجل الإنسان والمجتمع".
جلستان
ثم كانت جلستا عمل الأولى بعنوان "العنف: الأسباب والمظاهر وسبل الحل"، والثانية بعنوان "مختلف أشكال الإقصاء والتمييز".