"غدي نيوز"- سوزان أبو سعيد ضو
صدر حديثاً ضمن سلسلة علوم الايزوتيريك رواية ايزوتيريكيّة بعنوان "حبّ في كنف المعلّم" تأليف الأستاذ زياد شهاب الدين. تضمّ الرواية 160 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت.
المشاعر، هذا العالم الساحر بمختلف جوانبه الذي فاضت دواوين الشعر تعبيرًا عن تفاعلاته، يستحوذ على وعي الإنسان ويسيطر على أغلبيّة تصرفاته. حقيقة القول أيضًا انّ الانسان، ومع تطوّر وعيه، سيتفتّح على أهميّة تشذيب هذا البُعد في نفسه، وتنقيته من سلبيّاته كالغضب، الغيرة، البغض والكره الخ... عبر وسائل عمليّة تقدّمها علوم الإيزوتيريك لإستئصال تلك السلبيّات من البُعد المشاعري، والذي يدعى في عرف الباطن، الجسم الكوكبي. أهم تلك الوسائل هو تفتيح بُعد المشاعر عن طريق إكتساب عاطفة الحب الواعي الذي يزاوج بين المشاعر وبين الفكر والجسد، ويخلق تناغمًا باطنيَّا بين كل تلك الأبعاد في النفس البشريّة.
فالحب الواعي يمثّل الصاقل الأكبر لسلبيّات النفس، والمحفّز الأهم لتحقيق التوازن النفسي- الباطني. الحب الواعي طاقة كامنة في باطن كل إنسان، وتفعيلها، كما تشرحها علوم باطن الانسان– الايزوتيريك يعني الإنطلاق من الحيّز البشري نحو البعد الإنساني في تكوين المرء.
"حبّ في كنف المعلّم"، رواية تسرد أحداث طالب إيزوتيريكي في رحلته لتفتيح مشاعر الحب في نفسه. فبعد أن نجح البطل حياتيًا، وتفوّق مهنيًا، وتألق فكريًا في مسيرته على درب المعرفة– الإيزوتيريك، بقي إهتمامه بتفتيح البُعد المشاعري في نفسه فاتراً بسبب صفات سلبيّة غارت وترسخّت في باطنه. فبات التقدّم على درب المعرفة عسيرًا نتيجة تخلّف المشاعر مقارنة مع باقي الأبعاد النفسيّة، الفكر والجسد. ممّا إستلزم الحسم من جانب المعلّم.
أدرك بطل الرواية أن لا مجال أمامه إن أراد مواصلة الترقي على سلالم الوعي، سوى الغوص في أعماق نفسه، وكشف النقاب عن سلبيّاتها الدفينة، ثم العمل على إستئصال تلك السلبيّات فيهيئ تربة نفسه لتستقبل بذور الحب الواعي فيها. فإنطلق برحلة مشوّقة ليتعرّف الى "ناي"، بطلة الرواية، في أجواء صاخبة، فيبدآ سوياً رحلة مشوّقة على معارج تفتيح الحب في نفسهما، فكانت رحلة مليئة بالأحداث والمفاجآت.
" حبّ في كنف المعلّم" رواية إيزوتيريكيّة تسلّط الضوء على الواقع الحياتي اليومي بما يتخللّه من أحداث قد يختبرها الكثير من البشر. لكنّ يبقى الهدف الأهم هو كيفيّة إستنهاض النفس مما تحمله أحداث الحياة من أدران ترهق الباطن وتبدد طاقته. مثال على ذلك، الخيانة التي يوضّح الكتاب أسبابها، ويسلّط الضوء على كيفيّة التخلّص منها، وتفادي نتائجها عبر منهج عمليّ إيزوتيريكي يطبّق في الحياة اليوميّة بين المرأة والرجل. هذا المنهج يخلص الى تحقيق الإخلاص للنفس، والوفاء في الحب بين الشريكين من منطلق إرشادات وتوجيهات نوعيّة يقدّمها المعلّم الى بطل الرواية، والتي بفضلها إستطاع التغلّب على ضعفه وساعد حبيبته على وعي مكامن النقصان في نفسها، من ثم العمل على معالجة تلك المكامن عن طريق الرقّة والعاطفة والدفء تارة، والحسم والحزم والجزم تارة أخرى .
"مهما خسر الإنسان في الحياة، أكان مالا او جاها او سلطة او حبا او عزيزا يمكنه تعويضه.. لكن إن خسر الإنسان نفسه فلا شيء يعوّض هذه الخسارة... والنفس، كل نفس زادها الوعي، هدفها الوعي، وقدرها الوعي.." بهذه الكلمات، ينهي مؤلف رواية "حب في كنف المعلم" زياد شهاب الدين الذي يعتبر نفسه وبعد هذه الكلمات العميقة، طالبا في منتدى الإيزوتيريك.
وفي خاتمة مقالنا لفتتني بشكل كبير حكمة إيزوتيريكية مميزة أتت في السياق حيت يقتبس المؤلف من المعلم الدكتور جوزيف مجدلاني "ما نفع حياة تبدأ بمجد، وتنتهي بمجد، ولم تكَلَّل بدمعة حب واحدة". متمنين على قرائنا في موقع "غدي نيوز" أن يستمتعوا بالرواية النوعيّة والشيّقة، فلنبحر معًا في قراءتها. ولنتمتع بالوعي والرقي في التعامل الذي يحاول الإيزوتيريك ايصاله الينا فنحاول التوصل فيما بيننا وفي بلادنا الى بر الأمان والمحبة والسلام.