الكائنات البحرية النافقة في الكويت... لغز ينتظر الحل

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, March 9, 2014

رصد 4 منها في الجزيرة الخضراء وفيلكا والشملان
الكائنات البحرية النافقة في الكويت... لغز ينتظر الحل

"غدي نيوز"

كثرت خلال الايام القليلة الماضية حالات نفوق الاحياء البحرية على شواطئ الكويت، وربما ليس آخرها الدلفين الذي تم رصده امس (8-3-2014)على شاطئ الاحمدي قريبا من مرسى الفحيحيل، بالاضافة الى اخرى في فيلكا والجزيرة الخضراء وفي عرض البحر، وذلك بعد عدد من الحالات السابقة اولاها كان الحوت النافق على شاطئ فيلكا والذي ما زالت الفرق المتخصصة تعمل على الانتهاء من تشريحه، ما يفتح المجال امام عدد من التساؤلات حول اسباب هذه الظاهرة وتداعياتها على البيئة البحرية.
جريدة "الأنباء" الكويتية تحدثت مع رئيس فريق العمل في فيلكا نائب مدير عام الهيئة العامة للبيئة المهندس محمد العنزي الذي اكد ان هناك لجنة عاجلة ستعقد وتضم البيئة والزراعة والابحاث والبلدية للنظر في اسباب هذه الحالات بعد اجراء التحاليل عليها وتحديد سبب النفوق اذا كان نتيجة حوادث او امراض او تلوث معين.
وشدد العنزي على ان الرأي الذي يقول بوجود بقع نفطية كسبب للنفوق هو تحليل خاطئ، والواضح من المشاهدات الأولية ان نفوق الدلافين ناتج عن حوادث معينة، فاحدها الذي رصده فريق نفط الكويت في الاحمدي صباح امس يوجد على رأسه اثار كدمات، فربما يكون قد تعرض لحادث من طراد او زلاجة مائية، خصوصا ان كل الحالات كانت ترصد قرب المراسي.
ولفت الى ان التحليل الذي يقوم بها الفريق الفني المتخصص والذي يضم الزراعة والبيئة والجامعة سيحدد سبب النفوق، حيث نقل الى فيلكا احد الدلافين النافقة، وبالتالي سيتم اخذ الاجراءات المناسبة بعد اجتماع اللجنة، علما ان هذه الحيتان الصغيرة الحجم يتم نقلها الى حديقة الحيوان التابعة لهيئة الزراعة لتحليلها ومعرفة اسباب النفوق.
اما عن حوت فيلكا فقال العنزي ان الفرق ما زالت تعمل على تحقيق خطتي العمل التي وضعت، وهي اولا معرفة سبب النفوق، وثانيا المحافظة على الهيكل للاستفادة منه في الامور التعليمية، مشيرا الى انه يتم حاليا وضع خطة عمل لكيفية نقل الهيكل الذي من المرجح وضعه في المركز العلمي اذ يتم التنسيق مع رئيس المركز مجبل المطوع ومدير الاكواريوم هناك.
اما فيما يتعلق باسباب النفوق فلفت العنزي الى ان التحاليل ما زالت مستمرة، مشيرا الى ان الحوت من الكائنات البحرية الغريبة عن منطقتنا، وبالتالي سيتم التنسيق مع خبرات خارجية واطلاعها على نتائج التحاليل للوصول الى الاسباب الحقيقية للنفوق.
بدوره، نفى رئيس لجنة حماية الحياة الفطرية في جمعية حماية البيئة الدكتور مناف بهبهاني ان يكون لأي تسرب نفطي علاقة بحوت فيلكا النافق او بالدلافين النافقة التي ظهرت امس على شواطئ الكويت
وبالرغم من انه رفض الربط بين الحالتين على اعتبار ان كلا منها تختلف عن الاخرى اكد عدم وجود اي بقايا او آثار نفطية على الحالات التي وجدت سواء الحوت او الدلافين.
وقال بهبهاني وهو ضمن فريق العمل الخاص بتشريح الحوت انه تم رصد آلاف الديدان في امعاء الحوت وقت تشريحه في حين ان معدته فارغة، لافتا الى انه سيصار الى تحليل هذه الديدان بعد طلب الهيئة العامة للبيئة معرفة نوعها واسبابها.
وشدد على عدم وجود اي آثار لتعرض الحوت النافق لحادث من سفينة مارة او اي حادث بحري او حتى لفيروس معين قد اصابه، مرجحا ان يكون الحوت قد فقد حاسة الاستشعار عن بعد الموجودة اصلا في دماغه وانفصل عن جماعته وضل طريقه بفعل التيارات المائية التي قذفته الى المياه الكويتية. اما فيما يتعلق بالدلافين النافقة فاكد انه تمت معاينتها من فريق مختص وثبت عدم وجود اي بقايا نفطية فيها، مرجحا ان تكون قد علقت بشباك صيد ولم تستطع تخليص نفسها فاختنقت داخل المياه لانها تحتاج الى الهواء لتتنفس.
من جانبه، قال الخبير البيئي الدكتور علي خريبط ان هناك أربعة أسباب محتملة تقف وراء ظاهرة نفوق الكائنات البحرية المشابهة، الأول ان هذه الكائنات تأتي للساحل للبحث عن الغذاء فتتعرض لادنى جزر ما يمنعها من الحركة فتموت في مكانها.
اما الاحتمال الثاني فهو ان بعض هذه الكائنات يكون مريضا ويبحث عن مكان آمن قرب الشاطئ ويموت نتيجة ادنى جزر ايضا، والسبب الثالث ان بعض هذه الكائنات يعتمد على وجود نظام جهاز ملاحة طبيعي في جسدها وربما تتعرض للتعطل بسبب موجات السونار التي تبثها السفن الحربية والمعدات مما يفقدها حاسة التوجه الذاتي فتضل طريقها الى السواحل وتتعرض للحوادث، اما السبب الرابع فهو امكانية وجود امراض وملوثات في البحر تؤدي الى نفوقها.
وعن الحالات التي تسجل في الكويت، قال خريبط ان الكدمات التي تشاهد على هذه الكائنات النافقة ربما تكون بسبب التدرج على المد والجزر وليس دليلا على انها سبب النفوق.
وطالب الجهات المسؤولة بان تعلن عن الأسباب بسرعة حتى يتسنى للمعنيين التعامل مع الأمر.

تأسيس فريق لرصد حالات النفوق

وأعلن فريق الغوص التابع للنادي العلمي عن ظهور حالات اخرى لنفوق أعداد كبيرة من ثدييات البحر، الأمر الذي يشكل مؤشرا خطيرا ومقلقا على تدهور البيئة البحرية الكويتية.
من جانبه، قال رئيس فريق الغوص ومدير إدارة علوم البيئة البحرية بالنادي العلمي طلال السرحان إن الفريق تلقى إخبارية من المواطنين امس بوجود دولفين نافق على شاطئ الجزيرة الخضراء وآخر في نقعة الشملان، مشيرا إلى أنهما من نفس النوع (حيوان الدقس)، مبديا استغرابه لنفوق هذا العدد الكبير من الدلالفين.
وأشار السرحان إلى أن أعضاء الفريق قد قاموا بنقل الدلافين النافقة إلى مقر رابطة فريق الغوص بمنطقة السالمية لأخذ المعاينات والفحوصات لإجراء الدراسات العلمية لمعرفة الأسباب وراء نفوق هذه الكائنات. أسست فريقا علميا متخصصا لرصد حالات النفوق للكائنات البحرية حيث تم مؤخرا اكتشاف العديد من حالات النفوق لثدييات البحر، ومن المتوقع ظهور مزيد من حالات النفوق مستقبلا، موضحا أن هذا الأمر يرجع لعدة عوامل منها زيادة الآثار السلبية على البيئة البحرية، وظاهرة تغيير المناخ، والشباك السائبة (الصيد الشبحي)، ورمي المخلفات، وزيوت البواخر ومخلفات السفن ومياه التوازن، بالإضافة إلى عامل المرونة البيئية المتمثل في قدرة البيئة على التعافي، وأضاف أن فريق الرصد الذي تم تشكيله يقوم بعدة مهام وفق منهجية علمية وأكاديمية بالتعاون مع الجهات الحكومية والعالمية المتخصصة، حيث سيقوم الفريق بإعداد الدراسات الإحصائية لحالات النفوق سنويا، والتحليل الأولي لعوامل النفوق لتحديد أسبابها، بالإضافة إلى رفع الوعي وتثقيف المجتمع حول الكائنات الثديية وأهميتها للبيئة والتنوع البيولوجي لهذه الكائنات، والتي عادة ما تتواجد عند مدخل مضيق هرمز في بحر العرب والذي يشكل منطقة عبور لبعض هذه الكائنات.
وأهاب السرحان بالمواطنين والمقيمين مرتادي البحر الى التبليغ الفوري عند معاينة أو مشاهدة أي حالات نفوق لأي كائن، وذلك على الخط 55055093 أو على البريد الإلكتروني الخاص بالفريق [email protected]، وذلك حتى يتسنى للفريق أخذ العينات للاستخدام المخبري والاستفادة منها.

بتصرف عن "الانباء" الكويتية

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن