"غدي نيوز"
قال الرجل الذي اكتشف حطام سفينة الركاب الأسطورية "تايتانيك" والصندوق الأسود للطائرة الفرنسية بعد عامين من تحطمها إن "لغز" الطائرة الماليزية المفقودة هو "أحد أكبر الألغاز في كل العصور".
وأضاف عالم المحيطات ديفيد غالو إن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما حدث للطائرة الماليزية المفقودة هي استعادة الصندوق الأسود الخاص بها.
وأوضح العالم، الذي قاد عملية البحث والعثور على الطائرة الفرنسية المفقودة رحلة رقم 477، إن الطائرة الماليزية المفقودة تشكل "لغزاً محيراً بصورة مطلقة".
وقال غالو، أحد العلماء البارزين في مجاله على مستوى العالم الذي ساعد في العثور على الصندوق الأسود للطائرة الفرنسية عام 2011، أي بعد عامين على فقدانها جنوبي المحيط الأطلسي "لقد أصبح هذا الأمر أحد أكبر الألغاز في كل الأزمنة في مجال اختفاء طائرة أو سفينة في البحر".
وأشار غالو إلى أنه يعتقد أن السلطات الماليزية تبذل كل جهودها بالفعل في مواجهة "مهمة غير مسبوقة"، رغم كل الانتقادات الموجهة إليها.
وأضاف في تصريح ل "سكاي نيوز": "منذ البداية كان من السهل توجيه الانتقادات للمسؤولين. أعتقد أنه ينبغي علينا أن نمنح الثقة لوزير النقل الماليزي لأنه منصب مرعب حالياً. إن أنظار العالم بأسره مسلطة عليه الآن، ويحمل على ظهره عاتق المؤسسات الحكومية ناهيك عن هموم أسر الضحايا".
وقال "عندما يقول (الوزير الماليزي) إنه سيبذل كل جهد ممكن لحل هذه المشكلة وإزالة الغموض.. فإنني أصدقه".
يشار إلى أن الطائرة الفرنسية تحطمت في المحيط الأطلسي عام 2009، من دون أي إشارة واضحة عن موقع تحطمها، واستغرق العثور على أول حطام لها 5 أيام، وبعد عامين عثر غالو وفريقه على الصندوق الأسود.
وقال غالو: "في حالة الطائرة الفرنسية رحلة رقم 477، كان عندنا فريق مكرس لهذه الغاية. وكلي أمل أن يحدث الأمر نفسه مع الطائرة الماليزية بحيث أنه عندما تبدأ بعمليات البحث تحت البحر، أن يتم الأمر بسرعة مقبولة".
ويأمل غالو في أن يتم العثور على الطائرة في مسارها الأصلي، مشيراً إلى أن التاريخ يكشف أن الطائرات المفقودة عادة ما يتم العثور عليها حيث ينبغي لها أن تكون.
وأوضح أنه إذا عثر عليها في مسارها الأصلي، فإن فرص معرفة سبب اختفائها يصبح كبيراً جداً.
وأشار إلى أن المياه في تلك المنطقة تعد ضحلة نسبياً ما يجعل استعادة الصندوق الأسود أكثر احتمالاً، بينما تعد منطقة بحر أمدان ومضيق ملقا عميقة للغاية.
وقال غالو: "أميل إلى اللجوء إلى فكرة البحث عن إبرة في كومة قش، وغالباً ما تكون كومة القش صغيرة جداً، ولذلك فإننا نبدأ بضرورة معرفة مكان سقوط الطائرة في المياه، ومنها نبدأ بالحصول على المعلومات عبر العثور على حطامها الذي نقلته التيارات البحرية والرياح. ثم نبدأ بتعقب المسارات التي قادتها إلى مناطقها الجديدة ونعتمد على التخمين الجيد ثم نضع خطة البحث بناء على النمط".
وأشار إلى إن هذا العمل "شبيه بالتحقيقات، ووفقاً لمنهجية الخطوة خطوة وببطء شديد، لكنه دقيق للغاية، وينبغي أن تتوافر لديك كل مكونات النجاح العديدة والأشخاص المناسبين والفريق المناسب. بالإضافة إلى الأدوات المناسبة كالروبوتات وأجهزة السونار والغواصات والسفن والخطة المحكمة".
وشبه الأمر بالسمفونية، التي لا تحتاج إلى موسيقيين وأدوات موسيقية فحسب، وإنما إلى مايسترو وقطعة موسيقية محكمة.