"غدي نيوز"
كشف محمد الجيداه الخبير البيئي بوزارة البيئة القطرية أن دولة قطر هي ثاني أكبر مكان لتجمع أسماك القرش الحوت غير المفترسة في العالم بعد المكسيك.
وقال الجيداه إن نحو 400 من أسماك القرش الحوت تتواجد في مكان واحد بمنطقة حقل الشاهين لمدة تصل إلى 6 شهور ويتراوح طول الواحد منها ما بين 8 إلى 9 أمتار وبأحجام كبيرة، لافتا إلي أن نسبة الإناث تصل إلى 50 بالمئة مناصفة بين الذكور والإناث، بينما في المكسيك لا تتعدى نسبة الإناث 10 بالمئة، وتعتبر هي الدولة الأولى لتجمع هذا النوع من الأسماك، يكون العدد ومدة التجمع والحجم أقل مما هو عليه في قطر.
وأوضح الجيداه في مؤتمر صحفي عقد بمقر الوزارة شارك فيه ستيفين باث مدير الفريق البيئي في مركز قطر للبحوث والتكنولوجيا التابع لشركة "ميرسك قطر للبترول"، ومسؤولون من المختبرات المركزية ومركز التقنية الحيوية في وزارة البيئة، أنه تم مؤخرا وضع 7 أجهزة ترسل بيانات للأقمار الاصطناعية على عدد من أسماك القرش الحوت وذلك لتعقّب حركتها ضمن منطقة الخليج العربي وما جاورها، وتم تصوير القرش الحوت في الجانب لتوثيق البصمة، حيث أن البقع على أجسامها تختلف من قرش لآخر وتمّت رؤية ما يُقارب من 200 قرش حوت، وتمّ تحديد هوية 107 منها، وتم التعرف على هوية 13 قرشاً من العام الماضي.
وبين إن فريق العمل المختص يتابع حركة وتنقل مثل هذه الأسماك عبر الأقمار الصناعية، لافتا إلي أن القرش الحوت يعتبر أكبر سمكة في البحر على الإطلاق، حيث يبلغ طوله 20 متراً، ويمكن أن يزن أكثر من 30 طناً.
وأوضح أنه في الوقت الحاضر، لا تتوفر معلومات كافية ودقيقة عن أعداد هذا القرش التي تتوافد إلى المياه القطرية كل صيف، مؤكدا على أنه تم اكتشاف نوع من الأسماك اللاصقة والتي تلتصق بظهر القرش الحوت ولا يوجد مثلها في أي مكان بالعالم، وهناك توجه بأن تصبح المنطقة للسياحة البيئية وذلك بمجرد الاتفاق مع جهات الأمن والسلامة لعمل آلية لجعل البيئة ملائمة للسياحة
وأضاف : "هناك اتفاقية تعاون وقعت مع قناة الجزيرة لعمل فيلم وثائقي سيتم عرضه مستقبلاً في قطر لزيادة التوعية حول القرش الحوت والأعداد الضخمة التي يتواجد بها، ولتوعية عامة الناس حول البحوث العلمية الجارية حول هذا النوع من القرش، بينما تعاقدت ميرسك من ناحيتها مع شركة متخصصة لإنتاج فيلم علمي بجانب فيلم عملي عن طريق الخبراء والباحثين في مختبرات التقنية الحيوية التابعة للوزارة ، كما يوجد فقرة عن أسماك القرش في قطر ضمن فيلم تعده قناة الـ BBC حول الحياة البحرية والبرية في الدول العربية بجانب التعاون مع مراكز بحثية أخرى متخصصة في موضوع البصمات من أجل إنشاء بنك جيني وما يخص النواحي العلمية لأسماك القرش".
وفي ما يتعلق بعملية استزراع أسماك القرش، فأكد الجيداه إن ذلك من مسئولية إدارة الثروة السمكية بالوزارة التي تعمل الآن على استزراع الأنواع الاستهلاكية من الأسماك.
من جانبه أوضح ستيفن باث أنه من خلال البصمة تم التعرف وتحديد هوية ثلاثة أنواع من أسماك القرش في قطر، واحد منها تم تحديد هويته واتضح أنه قطع مسافة ألف كيلومتر ليصل إلى قطر ، وسبق تصويره في المحيط الهندي باتجاه سلطنة عمان.
وقال : "إنه تم تركيب بعض الأجهزة الخاصة لتبقى على جسم هذه الأسماك لمدة عام كامل لتوضيح اتجاهات تحركها والمناطق التي تذهب إليها، علما أن الأجهزة السابقة بقيت عليها لمدة 4 شهور فقط، مشيرا إلى أنه في حال التقاط جهات أخرى أي إشارات من هذه الأجهزة والشرائح عليها سيتم إرسالها للفريق المعني متضمنة كافة المعلومات التي يتم رصدها".
وأضاف ستيفين إن تم وضع ثلاثة أنواع من أجهزة التتبع التي جرى تركيبها على هذه الأسماك و يعطي أحدها معلومات يومية عن أماكن تواجدها وحركتها والبعض الآخر يعطي معلومات بعد سنة تقريبا تبين موقع تواجدها في أعماق البحر ودرجة الحرارة التي تفضل أن تعيش فيها وبعضها يوفر معلومات بعد حوالي 6 سنوات.
وتابع : "كما تم وضع 10 أجهزة بثّ صوتية على 10 أسماك قرش حوت، ومن المتوقّع أن يتم وضع 40 جهازاً إضافياً هذا العام. واستخدام 15 جهاز استقبال صوتي لرصد تحركات الحوت القرش الذي تمّ وضع جهاز بثّ صوتي عليه".
وعن سبب اختيار سمك القرش الحوت لإجراء هذه الدراسة، أوضح ستيفين أن التجمع الكبير لأسماك القرش "الحوت" بمنطقة حقل الشاهين دفع إلى إجراء هذه الدراسة لمعرفة ما إذا كانت أسماكا ضارة من عدمه، صحية أو غير صحية بالإضافة إلى التعرف على خاصية المنطقة التي تتواجد فيها وما إذا كانت بالتالي في حاجة لحمايتها، مشيرا إلى أن ميرسك دخلت في شراكة مع وزارة البيئة لدراسة هذه المنطقة.
وأضاف "لقد اكتشفنا أن منطقة حقل الشاهين يحدث بها تزاوج كبير لأسماك القرش الحوت، وسنقوم بدراسة التنوع البيولوجي للمنطقة لنتعرف على أنواع الأحياء وتكاثرها فيها وكذا جودة المياه.
بدوره، قال الدكتور علي بدر ممثل مركز التقنية الحيوية إنه من خلال دراسة البصمة الوراثية وبيض الأسماك في منطقة حقل الشاهين ، تبين لنا نوعان من الأسماك في المنطقة هما أسماك الساردين والتونة مما يعني أن أسماك القرش "الحوت" تتجمع في هذه المنطقة لتتغذى بهذين النوعين من الأسماك، وهي معلومات تؤكد أهمية حماية هذه المنطقة من أجل تكاثر الأسماك فيها.
كما تحدثت الدكتورة نهاد نور الدين ممثل إدارة المختبرات المركزية بوزارة البيئة عن فكرة المشروع وأسباب الدراسة وكيفية تغذية هذا النوع من أسماك القرش لنفسه عبر ترشيح المياه وتناول العوالق فيها نباتية كانت أو حيوانية . وقالت إننا رصدنا 9 أنواع من العائلات العوالق في هذه المنطقة و26 صنفا من الكائنات فيها، وعدد من بيوض الأسماك والتي كان 87 بالمئة من العينة عبارة عن بيض أسماك
يذكر أن وزارة البيئة وميرسيك قطر للبترول ممثلة في مركز البحوث والتكنولوجيا التابع لها، قد وقعا في مارس من 2012، مذكرة تفاهم بشأن مشروع بحث علمي جديد لاستكشاف وتوثيق التنوّع البيولوجي في المياه القطرية، وعلى الأخص مجموعات الكائنات المتواجدة في المناطق المحيطة بحقل الشاهين وبدء الدراسة في هذا الصدد عن أسماك القرش "الحوت" واسمه العلمي هو Rhincodon typus أو ما يعرف بـ (النهام).
وبمقتضى المذكرة سيدعم المركز مشروع الأبحاث الخاصة بالقرش الحوت والتنوع البيولوجي في قطر والذي أطلقته وزارة البيئة في العام 2010. كما سيعمل الشركاء على تنفيذ برنامج أبحاث علمي دقيق يوثق مختلف فصائل الحياة البحرية في قطر، مع التركيز على المناطق القريبة من حقل الشاهين النفطي من خلال التعاون بين مركز ميرسك للبترول للأبحاث والتقنية ووزارة البيئة.