"غدي نيوز"
وزع مركز الامم المتحدة للاعلام في بيروت نص رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمناسبة "اليوم العالمي للصحة"، وجاء فيها: "يموت كل سنة ما يزيد على مليون شخص بسبب الأمراض التي ينقلها البعوض والذباب والقراد وغيره من الحشرات، من قبيل براغيث الترياتومين. فهذه الحشرات الناقلة للأمراض - التي تشمل الملاريا، وحمى الضنك، والحمى الصفراء، والتهاب الدماغ الياباني، ومرض شاغاس وداء الليشمانيات - تتسبب في أمراض مزمنة ومعاناة شديدة لمئات الملايين من البشر.
وبسبب تغير المناخ وتحول الموائل وتزايد التجارة الدولية والسفر على المستوى الدولي، يتعرض المزيد من الناس للحشرات الناقلة لهذه الأمراض. فهي تشكل مخاطر في كل المناطق، بما فيها البلدان التي تم فيها استئصال شأفة هذا التهديد في السابق، لكن أفقر الفقراء في العالم هم الأشد عرضة لها، لا سيما منهم أولئك الذين يعيشون في المجتمعات المحلية الريفية النائية والبعيدة عن الخدمات الصحية أو الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة في الحواضر. وبسبب ما للحشرات الناقلة للأمراض من أثر عميق على صحة الناس، فإنها تشكل عائقا خطيرا يحول دون الحد من الفقر ويمنع تحقيق التنمية المستدامة.
وفي الوقت الذي نعمل فيه من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وتحديد خطة التنمية لما بعد عام 2015، علينا أن نسلم بأن الاستثمار في مكافحة الحشرات الناقلة للأمراض والوقاية من الأمراض استثمار حكيم وضروري. فلدينا المعرفة العلمية وما فتئنا نصمم تدخلات ناجعة للتصدي لهذه الأمراض. وفي أفريقيا، مثلا، عمل توزيع ما يزيد على 700 مليون ناموسية معالجة بالمبيدات على تخفيض معدلات الإصابة بالملاريا تخفيضا جذريا، ولا سيما في صفوف الأطفال والحوامل.
ومن شأن الالتزام السياسي المعزز أن ينقذ ملايين الأرواح البشرية ويعود بمنافع اجتماعية واقتصادية جوهرية. لكن من المهم الإقرار بأن مكافحة الحشرات الناقلة للأمراض تتجاوز القطاع الصحي. فالمبادرات الإنمائية السيئة التخطيط - من قبيل إزالة الأحراج، أو بناء السدود أو الري لدعم إنتاج الغذاء - قد تزيد من عبء الأمراض. والتصدي لهذه المسألة يتطلب بذل جهد متكامل ومنسق وموحد عبر العديد من القطاعات، بما فيها البيئة والزراعة والماء والصرف الصحي والتخطيط الحضري والتعليم.
إن لكل جهة - بما فيها المنظمات الدولية والحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمجتمع المحلي بجماعاته وأفراده - دورا يتعين عليها القيام به في مكافحة الحشرات الناقلة للأمراض. وفي هذا اليوم العالمي للصحة، أحث البلدان والشركاء الإنمائيين على يولوا الأولوية لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض. فلنعمل جميعا للتصدي لهذا التهديد المحدق بالصحة والتنمية البشريتين، فهو تهديد خطير لكن من الواضح أن بالإمكان اتقاؤه".