"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

يواجه مربو النحل في هذه الفترة من كل عام، مشكلات كثيرة تتهدد القفران وتاليا المواسم، أبرزها وأكثرها خطورة استخدام مبيدات الأعشاب السامة، وهي تقضي على الغطاء النباتي، وهو يمثل نظاما بيئيا متكاملا من الأعشاب والأزهار إلى الحشرات بأنواعها الكثيرة الضار منها والمفيد، إذ غالباً ما يلجأ المزارعون والبلديات إلى استخدام هذا النوع من المبيدات للتخلص من الأعشاب على جوانب الطرق وفي البساتين والحقول قبيل التحضير للموسم الزراعي الجديد، بدلا من اجتثاث الضار والمتطفل منها بسواعد المزارعين دون استخدام مبيدات تُصدّر إلى الدول النامية، وممنوع استخدامها في بلد المنشأ، كونها تقضي على نظام ايكولوجي قائم بذاته، ما تكون له نتائج اكثر سلبية.
وثمة مشكلة لا تقل خطورة أيضا، ففي هذه الفترة يعمد كثيرون الى قطع النباتات العاسلة والعطرية كالصعتر والريحان والقصعين وغيرها للافادة منها وتسويقها، دون مراعاة لدورة تجددها، بحيث يتم اجتثاثها من الجذور، ما يحرم النحل الغذاء للتكاثر وتأمين وفرة في إنتاج العسل، فضلا عن اختفاء هذه الأنواع عاما بعد عام، ما حدا بوزراة الزراعة إلى إصداد قرار "يقضي بمنع قطع النباتات العطرية والطبية والعاسلة الا ضمن شروط محددة بموجب القرار رقم 1/1996"، على ما أشار لـ "غدي نيوز" رئيس "الجمعية التعاونية لمربي النحل في المتن الأعلى" والخبير في مجال الحياة الطبيعية عبدالناصر المصري.

المصري

  هاتان المشكلتان تؤرقان العاملين في قطاع النحل، تضاف إليهما مشكلات عدة، كانحباس المطر وانتشار الأمراض، إلا أن هاتين المشكلتين يمكن مواجهتهما بقليل من الاهتمام، وهنا ثمة دور للوزارات المعنية ليس لجهة استصدار قرارات فحسب وهي موجودة أساسا، وإنما في تطبيق القوانين.
وأشار المصري إلى أن "مبيدات الأعشاب وقطع النباتات الرحيقية واحدة من أكبر المشكلات التي تهدد قطاع النحل ليس في الأعلى فحسب، وإنما في كافة المناطق اللبنانية"، لافتاً إلى أن ثمة "تحديات كثيرة أيضا تواجه هذا القطاع"، مشيرا إلى "اننا كجمعيات بدأنا الخطوات التحضيرية لإطلاق (الإتحاد الوطني للنحالين اللبنانيين) ولقاءاتنا مستمرة دوريا من الجنوب الى الشمال والجبل والبقاع، وكان لقاؤنا الاخير في بلدة الكفير – حاصبيا".
وقال المصري: "قمنا كتعاونية وجمعية الثروة الحرجية والتنمية AFDC، بمناشدة بلديات المنطقة والجوار عبر رسالة خطية مشتركة، للتعاون في منع استخدام مبيدات الأعشاب لضررها بالبيئة النحل، وبالتشدد في منع قطع او اقتلاع النباتات العطرية والرحيقية إلا ضمن اشراف وزارة الزراعة وبطرق سليمة، وقد ارفق الكتاب بنسخة عن قرار وزارة الزراعة المتعلق بهذا الشأن".
ونوه إلى أن "العديد من البلديات أبدت تجاوبا وبدأت فعلا بمعالجة الأعشاب بطرق تقليدية"، واعتبر أن "المشكلة تبقى حاضرة في عدم القدرة على مراقبة العابثين بالنباتات الرحيقية".

هلال

وأشار رئيس وحدة قرنايل في AFDC الدكتور أنور هلال إلى أنه في كل عام تتعرض مناحلنا لخسائر كبيرة ناجمة عن قيام بعض البلديات والمزارعين باستخدام مبيدات الأعشاب، مما يسبب تسمماً للنحل السارح في الحقول مع انتشار بعض الأمراض الخطيرة الناجمة عن موت بعض الحضنة داخل القفران، وكذلك تسبب تلوثاً في البيئة"، وشدد على "استخدام الوسائل الميكانيكية لإزالة الأعشاب بواسطة آلات خاصة".
وأكد هلال على "منع بعض الجماعات التي تقوم وبشكل مخالف لتعميم وزارة الزراعة رقم 1/2 تاريخ 28 شباط 1996 وملحقاته، بقطع واقتلاع العديد من النباتات الرحيقية والطبية، مما يلحق اكبر الضرر بثروتنا النباتية، ما يحرم النحل من مصدر غذائه الطبيعي".
أما النحال توفيق حسن فأشار الى أن أن "هناك أيضا فوضى في استخدام المبيدات الزراعية على أنواعها وليس في تلك التي "تحرق" الغطاء النباتي فحسب"، وأكد أن "تراجع إنتاج العسل في لبنان يساهم في تفاقم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة أساسا، فيما يمكن أن يشكل العسل اللبناني بجودته رافدا اقتصاديا مهما"، ورأى ان "هناك مشكلات يمكن أن نتجاوزها كالحرائق التي تعتبر كارثية على قطاع النحل".