"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

نجت اليوم الاثنين (5-5-2014) منطقة بعبدا – اليرزة من كارثة كان يمكن أن تحصد مواطنين أبرياء، بسبب الحرائق التي امتدت صباحا من بلدة بطشاي صعودا حتى بعبدا واليرزة ومحيطهما، لتصل إلى وادي شحرور ومنطقة الودايا، وظلت المنطقة تحت وطأة الحرائق والدخان ووصلت إلى الاحياء السكنية وحاصرت بعض الابنية في منطقة اليرزة – بعبدا دون وقوع اصابات وسط اجراءات مشددة للجيش اللبناني الذي استنفر عناصره لتؤازر الدفاع المدني. 
وفي تدبير إحترازي قطعت الطرق المؤدية إلى بعبدا – بطشاي من خلال حواجز أقامتها شرطة البلديات والقوى الأمنية، وحدها سيارات الاطفاء تمر مسرعة وسط النيران والدخان، فضلا عن صهاريج المياه القادمة من مناطق مختلفة، فيما ثلاث طوافات عسكرية تفرغ كل ثلث ساعة كميات من المياه في أودية وعرة يصعب الوصول إليها بوسائل نقل عادية.
بدأت الحرائق قرابة الثامنة صباحا، ولكنها كانت بعيدة أي في المنطقة المخفضة قرب بطشاي، وما بين التاسعة والنصف والعاشرة راحت رقعة النيران تتوسع صعودا من بطشاي باتجاه بعبدا – اليرزة ولكن بشكل سريع نتيجة الرياح القوية.
وعبرت النيران إلى بعبدا صعودا من بطشاي حارة الست ووادي شحرور، فيما الكل كان وسط النيران من جيش وقوى أمن ودفاع مدني وبلديات وصليب أحمر ومواطنين، فيما قام الجيش والبلديات بتأمين المياه بواسطة الصهاريج لسيارات الاطفاء.
وشاركت عشر سيارات اطفاء بينها سيارات من فوج بيروت في اخماد النيران عملت بمؤازرة الجيش اللبناني والقوى الامنية، قبل أن تصل سيارات اطفاء الضاحية وأخرى من مناطق عدة.
وأقفلت المدارس في محيط بعبدا – الجمهور، وعمدت الى اخلاء طلابها خوفا من امتداد الحرائق التي اندلعت في احراج بطشاي.
وطمأنت ادارات المدارس الاهالي قبل إخلاء التلامذة، وحتى الواحدة بعد الظهر تمت السيطرة بشكل شبه كامل على الحريق بين بطشاي وبعبدا، فيما لا يزال الحريق مندلعا بين بعبدا والجمهور، علما أن بعض الحرائق تجددت تلقائيا بعد اخمادها.
وصدر عن فوج إطفاء بيروت، البيان الآتي: "بتاريخ اليوم الاثنين في 5/4/2014، وبسبب نشوب حرائق هائلة اندلعت في احراج منطقة بطشاي وتوابعها في قضاء بعبدا، وهددت حياة المواطنين وممتلكاتهم، هرعت وحدات من فوج الاطفاء الى المكان لمساندة الجيش اللبناني والدفاع المدني والاهالي. وفور وصولها كانت النيران مندلعة بقوة كبيرة في الاحراج، وقد ساعدت حرارة الطقس المرتفعة وسرعة الرياح على امتداد الحريق الى المناطق الحرجية".
فيما تابع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق موضوع الحرائق منذ الصباح الباكر، وأعطى توجيهاته إلى مديريات الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت وقوى الامن الداخلي "لتسريع وبذل اقصى جهودهم للمساعدة على اخماد الحرائق التي شبت في منطقة جبل لبنان الجنوبي في بطشاي ووادي شحرور وامتدت الى دوحة عرمون واطراف بعبدا واليرزة".
وقد اتصل الوزير المشنوق بقيادة الجيش اللبناني للتنسيق والمساعدة عبر مروحيات اخماد الحرائق، كما اتصل بالممثل المقيم للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بعدما امتدت الحرائق الى جوار مقر بعثة الامم المتحدة في اليرزة، للاطمئنان على مقر البعثة واتخاذ التدابير السريعة لتدارك اي اخطار.