"غدي نيوز"
يبدو أن التمييز المبني على الجنس ليس له حدود ولا يقتصر على المجتمعات البشرية في العالم فحسب، بل يتعداها إلى أبعد من ذلك وصولاً إلى غضب الطبيعة الأم وما يشهد العالم من كوارث، بعدما أثبتت دراسات أن الاعاصير التي تحمل أسماء مؤنثة هي الأكثر دمارا من تلك التي تحمل أسماء مذكرة.
وخلص باحثون بأن الاستعدادات لاستقبال الأعاصير تختلف باختلاف المسميات، فإذا أطلق عليه اسم "بريسيلا" مثلا فأنه يشيع الاعتقاد بتدني المخاطر، وبالتالي تراخي في الاستعدادات، ما قد يتسبب في إيقاع المزيد من القتلى والأضرار.
وبحسب الدراسة المنشورة في "دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم" فقد استندت خلاصتها إلى تحليل معدلات الوفيات بسبب الأعاصير في الولايات المتحدة الأميركية خلال العقود الستة الماضية.
ويعتقد الباحثون أنه مع تغيير مسمى اعصار عنيف من "تشارلي" إلى "إليوس" مثلا، فإن عدد الضحايا قد يصل إلى ثلاثة أضعاف، وتضيف الدراسة: "بالنسبة للأعاصير العنيفة، حيث الإجراءات الوقائية المتبعة تبقى الاحتمال الأكبر لإنقاذ الأرواح، فإن مسميات الإعصار، سواء ذكر أو مؤنث كانت، تتنبأ بحصيلة القتلى".
ولم يُضمن الإعصاران "كاترينا" الذي أوقع أكثر من 1800 قتيلا عام 2005، أو "أودري" وراح ضحيته 461 قتيلا سنة 1957، ضمن الدراسة.
لماذا التسمية؟
وحسب الـ CNN يرى "المركز القومي للأعاصير" بالولايات المتحدة الأميركية إن إطلاق أسماء خفيفة وسهلة التذكر تساعد في تلافي الالتباس لدى وقوع إعصارين أو أكثر في نفس الوقت.
ولعقود مضت، حملت كل الأعاصير مسميات مؤنثة ويعود ذلك، جزئياً، إلى أن الأعاصير لا يمكن التكهن بها، بحسب البحث الذي جاء في تقريره: "هذه ممارسة انتهت أواخر السبعينيات من القرن الماضي مع تزايد وعي المجتمع بشأن التمييز الجنسي، ومن ثم تبني نظام تبادل المسميات الانثوية والذكورية دوريا".
وإن راودتك فكرة إطلاق اسمك على أحد الأعاصير، فلا مجال لتحقيق حلمك. فهناك لائحة معدة مسبقا من قبل المنظمة العالمية للارصاد الجوية بأسماء أعاصير لمدة ست سنوات، ومع نهايتها يعاد تدوير الأسماء.