رحلة حول العالم

Ghadi news

Tuesday, May 29, 2012

من أستراليا عبر أميركا ووصولا إلى أوروبا، محطات نجح خلالها فريق من الطلبة في قطع المسافات الطويلة بينها بهدف اكتشاف العالم باستخدام سيارة تعمل بالطاقة الشمسية. إنهم متحمسون على الرغم من وجود سيارات أخرى أكثر راحة.
وبالرغم من كون الشمس تتوهج حرارة في السماء، إلا أن الجولة التجريبية الموعودة بالسيارة الشمسية لن تنطلق فورا، لأن بطاريات السيارة فارغة حاليا كما يوضح ماتياس دروسل طالب الهندسة الكهربائية بجامعة بوخوم الألمانية. فـ "الشمس لم تشرق خلال الأيام الماضية إلا قليلا، وكان الطقس سيئا بشكل خاص أثناء رحلتنا عبر بلجيكا".
والآن يتحتم على دروسل وفريقه المكون من نحو 12 شخصا الاستفادة من هذا اليوم المشمس. لقد قاموا بفك الألواح الشمسية وتثبيتها في وضع مائل صوب السماء حتى يمكن شحن الألواح الشمسية بقدر كبير من الطاقة، من خلال ضبطها على الزاوية المثلي لسقوط أشعة الشمس. ويقول ماتياس دروسل بعد إلقائه نظرة على الكمبيوتر المحمول الخاص به "يبقى من الزمن أربعة ساعات، وبعدها يعاد شحن البطاريات بالكامل". وبدلا من القيام بجولة تجريبية يجلس ماتياس في السيارة Solar World GT الشمسية الصديقة للبيئة.

الخداع ممنوع

قامت جامعة بوخوم بابتكار هذه السيارة الشمسية وكما يكشف الاسم فقد تم ذلك بدعم من شركة Solar world، ومن المقرر أن تقوم السيارة بجولة حول العالم اعتمادا على الطاقة الشمسية فقط. وتستغرق رحلتها عاما انطلاقا من أستراليا عبر الولايات المتحدة وصولا إلى آسيا ثم منها مرة أخرى إلى أستراليا. ومن غير المسموح خلال الرحلة الاعتماد على الطاقة الكهربائية كمصدر للطاقة، كما يؤكد طالب الهندسة الميكانيكية ياغو ألبريشت بقوله "نحن نريد أن نثبت أنه يمكن السفر بالسيارة حول العالم اعتمادا على الطاقة الشمسية فحسب، وإنه في حالة عدم سطوع الشمس فإننا نتوقف ليوم أو يومين في نفس المكان وننتظر".
خلال فترة شمس الظهيرة تكفي الطاقة الشمسية لتحريك السيارة بسرعة 50 كيلومترا في الساعة. في حين يجب أن يسحب المحرك طاقة إضافية من البطاريات خلال ساعات شروق الشمس في الصباح وغروبها في المساء، وكذلك في حال قيام السائق بزيادة السرعة. ومن ثم فالطلاب يتدحرجون بسيارتهم عبر العالم بسرعة 50 كيلومترا في الساعة في أغلب الأحيان على الأقل.
ويقول إلبريشت: "أقصى سرعة انطلقنا بها هي 110 كيلومترا في الساعة، كانت كما أعتقد في نيوزيلندا وكنا نسير وقتها في طريق ينحدر إلى أسفل".
لكن الفريق رافقته خلال رحلته حول العالم سيارتان تعملان بالبنزين وتقومان بنقل الأمتعة وفريق جامعة بوخوم، لأن الطلاب يقومون بالتناوب على قيادة السيارة ويتأكدون علاوة على ذلك، من أن كل شيء يعمل ويقومون بأعمال الصيانة حين يقتضي الأمر ذلك. ويقول إلبرشت متحمسا "قلت لنفسي لن تتاح لك هذه الفرصة مرة أخرى كي تقود سيارة في رحلة حول العالم، وكونها سيارة تعمل بالطاقة الشمسية أمر رائع حقا."

ذكريات آخر مهرجان سنوي في القرية

من يجلس لأول مرة خلف عجلة قيادة السيارة الشمسية يتذكر على الفور سيارات الملاهي خلال المهرجانات الشعبية السنوية التي كانت تقام في القرى، فعجلة القيادة صغيرة حقا وحتى المقعدان الوحيدان بالسيارة غير مريحين نوعا ما. ولا يوجد حيز كبير بالسيارة، ومن هو في حجم ياغو إلبريشت لا يمكنه الجلوس مستريحا، مع هذا فهو يؤكد أن هذا مقبول، وأن كل ما هنالك هو أنه يجلس منحنيا بعض الشيء داخل السيارة. لكن ليس كل أعضاء الفريق في مثل طوله.
يكفي الجلوس لبضع دقائق داخل السيارة في يوم مشمس مثل اليوم ليتصبب المرء عرقا وشأنها شأن السيارة العادية فإن درجة الحرارة داخلها تصبح بالغة السخونة، ولا يوجد جهاز تكييف بالطبع، فالتكييف سيكون ثقيلا على السيارة وسيلتهم قدرا كبيرا من الطاقة، ولا توجد سوى فتحتان للهواء في الجزء الأمامي تسمحان بدخول بعض الهواء إلى الداخل وتمنح السائق بعض الهواء. ويقول إلبريشت: "حين كنا في أستراليا لم ينفعنا ذلك كثيرا لأن الطقس كان شديد الحرارة."
كذلك ليس هناك تدفئة، لذا اضطر السائق حين كنا في جبال الأريزونا إلى ارتداء الملابس الثقيلة. ليس بالسيارة أيضا نظام لتسهيل التحكم في عجلة القيادةpower steering أو مساعد للفرامل brake booster .
وكما هو الحال في السيارات الرياضية فإن أرضية السيارة تكون منخفضة وبالتالي فإن السائق يكون أثناء جلوسه قريبا من الأرض ومن الشارع أو الطريق، كما أن هيكل السيارة أقل صلابة من السيارات العادية لذا مع كل مطب أو عثرة يمر بها السائق ترتج السيارة بدرجة كبيرة.

الارتجاج بدلا من الهدير

بعد مرور أربع ساعات تم شحن بطاريات السيارة الشمسية بالكامل. وقام دروسل وإلبريشت وآخرون بتثبيت الألواح الشمسية مجددا على السيارة. بالإمكان الآن الجلوس بجوار السائق أثناء القيام بجولة تجربة السيارة. وقبل الانطلاق يقوم السائق بوضع خوذة على رأسه، حيث ثبت جهاز لاسلكي يتواصل من خلاله السائق باستمرار مع زملائه في السيارات المجاورة. ويصرخ عبر الميكروفون: "سأبدأ الآن في تشغيل المحرك".
ويدير السائق المفتاح ويبدأ المحرك في إصدار هدير هادئ يختلف عن محركات الاحتراق الداخلي. وعندما يبدأ السائق في زيادة السرعة وينطلق يصدر المحرك صليلا أعلى، يبدو أن الضوضاء الصادرة غير صحية ولكن يبدو أن السائق يتقبل ذلك راضيا. ويقول إلبريشت: "بدءا من سرعة 15 كيلومترا في الساعة يصبح صوت المحرك هادئا من جديد".
انتهت جولة تجربة السيارة بسرعة للأسف عند ناصية الشارع التالية، ومن هناك تواصل السيارة سيرها باتجاه مدينة دويسبورغ الألمانية ومنها إلى آسيا لتعود مرة أخرى إلى أستراليا.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن