"غدي نيوز"
أطلق مصرف لبنان في مركزه الرئيسي في الحمرا "السطح الأخضر "Green Roof بالتعاون مع مشروع "سيدرو" التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيCEDRO UNDP.
واعتبر المركزي في بيان إثر الإطلاق، انه "بما أن زيادة المساحات الخضراء في بيروت والمدن اللبنانية الأخرى قد أصبحت تحديا كبيرا، باتت السطوح الخضراء تشكل بديلا لتجميل المدينة حيث استحداث الحدائق أمر مستحيل"، لافتا الى أنه "مشروع ريادي في لبنان والمنطقة ونأمل بأن يشجع ويعتمد من قبل القطاعين العام والخاص".
واوضح البيان أن "مبادرة السطح الأخضر النموذجية حصلت على تمويل من مصرف لبنان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، علما أن الحكومة الإسبانية هي التي مولت مساهمة الـUNDP عبر صندوق إعمار لبنان الداعم لمشروع سيدرو. وقد قامت شركة محلية بتصميم السطح الأخضر بمساعدة خبراء دوليين".
وتم تجهيز المقر بسطح أخضر مساحته 834 مترا مربعا، وهو سطح مزروع بالنبات لتجميل المبنى وتعزيز أداء الطاقة، مما يزيد حصة المساحات الخضراء. ويعتبر السطح الأخضر عازلا يتيح تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 10 في المئة، بفضل عدد الطبقات التي تكونه (التربة والنباتات والمياه). فهو يمتص الحرارة ويخفف بالتالي من الحاجة إلى المكيفات في الطابق الواقع مباشرة تحت السطح، وحتى في الطوابق السفلى ولو بدرجة أقل. أما من الناحية البيئية، فالسطح الأخضر يخفف من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون (CO2) من خلال الحد من استعمال المكيفات.
وتضم مكونات السطح الأخضر الخث والرمل والحصى والإطارات المطاطية القديمة والصوف الصخري والبرليت أو الفيرمكوليت الخاضعة لمراقبة أجهزة تحسس موصولة بغرفة تحكم لقياس مستوى المياه والمواد المغذية. تشمل المرحلة الأولى من المشروع غطاء أفقيا مؤلفا من نباتات محلية متنوعة الألوان والأحجام ومواسم الإزهار، في حين تركز المرحلة الثانية على الشكل العمودي عبر زرع ثلاث أشجار زيتون أوروبية. ولقد تم اختيار النباتات وفقا لمواسم ازهرارها ليبقى السطح مزهرا على الدوام.
سلامة
وألقى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كلمة للمناسبة قال فيها: "تجهز مصرف لبنان أخيرا بمساحات خضراء، كهذا السطح الأخضر الذي يسمح لنا أيضا بتوفير الطاقة.
يسعى المصرف المركزي إلى استحداث برامج تمويل من شأنها أن تساهم في تطوير قطاع البيئة في لبنان. وفي هذا الإطار، اعتمدنا مقاربة اقتصادية باعتبار أن قطاع البيئة يساعد في خلق الوظائف وفرص العمل ويمثل مصدر ثروة للبلاد إذ إنه قد يشكل 2-3 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي. ويؤثر هذا القطاع بشكل غير مباشر على مختلف القطاعات الإقتصادية، لا سيما السياحة".
وأضاف: "كما تعلمون، تعاني القرى اللبنانية حاليا من قلة النشاطات. لذا، إن إنشاء مساحات خضراء سيجمل البيئة ويسمح لقرانا مجددا بجذب السياح وتأمين فرص عمل جديدة للحد من الهجرة الريفية. وعلينا أيضا الاستفادة من البحر. فوضعه الحالي، لسوء الحظ، لا يشجع العديد من النشاطات السياحية. ولنهتم أيضا بالجبل اللبناني الذي يزيد من جمال بلدنا والذي تستلزم المحافظة عليه جهودا مشتركة".
وأردف سلامة: "إن مصرف لبنان يشجع المصارف على منح قروض لأية مشاريع صديقة للبيئة، بعد دراسة معمقة للمشروع، مثل تشييد الأبنية المطابقة للمعايير البيئية. وقد زاد اهتمام المصارف بهذا الشق البيئي، كما يتبين من طلبات القروض المرسلة إلى البنك المركزي بخصوص مشاريع صديقة للبيئة، لا سيما في قطاع البناء، والتي تجاوز مجموعها المئة مليون دولار".
وقال: "إن الإستخدام الفعال للطاقة أمر حيوي بالنسبة إلى لبنان. نتكلم اليوم عن الإمكانيات النفطية والغازية، علما أن تنفيذ هذه المشاريع يتطلب وقتا طويلا. زد على ذلك أن تغطية إحتياجات لبنان الحالية تتطلب استيراد الطاقة بمبلغ 6 مليار دولار سنويا. فإن استطعنا توفير 10-20 بالمئة من هذا المبلغ، سيتحسن ميزان المدفوعات بنسبة ملحوظة كما يساهم التطور البيئي في خفض الفاتورة الصحية".وختم: "سيواصل مصرف لبنان جهوده الرامية إلى تعزيز البيئة والقطاع البيئي، لا سيما من خلال استحداث تقنيات هندسة مالية ملائمة. وها نحن اليوم نقرن القول بالفعل ونشارك في نشاطات بيئية لا تقتصر على حرم مصرف لبنان كما في هذه الحديقة، بل تشمل نطاقا أوسع إذ إننا نشجع المصارف على تحمل مسؤولياتها الإجتماعية من خلال دعم مشاريع صديقة للبيئة".