"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو
تحيي منظمة غرينبيس العالمية Green peace "أسبوع أسماك القرش"، وقد بدأت منذ العاشر من الشهر الجاري بحملة عبر الإنترنت وقد وصلتنا إلى موقع "غدي نيوز"، على شكل رسالة "SOS"، وهي الرسالة المعروفة لطلب النجدة إلا أنها في هذه الحالة تعني "Save Our Oceans".
وذكرت غرينبيس أن هناك ما يزيد على 100 مليون قرش يقتل سنويا، ولو أن الأرقام الحقيقية تشير إلى رقم 273 مليون سمكة قرش يقضى عليها سنويا، وبالاستناد إلى هذه الأعداد الضخمة، ففكرة بقاء هذا المخلوق القديم – بالاستناد إلى أحافير ترقى الى ملايين السنين – قد تكون من سابع المستحيلات.
وعند علمنا بهذا العدد الهائل وأن هناك أكثر من 100 نوع من أصل 400 نوع تستغل تجاريا وبشكل مفرط. فلا نستغرب ان هناك انواعاً كثيرة من أسماك القرش معرضة للإنقراض، ومن هنا يعتقد الباحثون أن بقاء هذه الأنواع على المدى البعيد هو أمر مشكوك به.
موت 3 سمكات قرش كل ثانية
وخلال تصفح صفحة Shark Foundation كان هناك عداد متواصل منذ اول كانون الثاني (يناير) لأعداد القرش التي تموت نتيجة الصيد الجائر، او عبر تدمير بيئتها الطبيعية، حيث يؤكد القيمون على الصفحة موت 3 سمكات قرش كل ثانية، ليصل حتى وقت انهائنا التصفح الى ما يزيد على 61 مليون سمكة قرش.
وعند انهائنا الصفحة كان هناك عداد آخر للعدد الذي مات حتى تلك اللحظة التي كنا نتابع فيها المعلومات،حيث وصل الرقم الى ما يزيد على 1000 سمكة قرش، أو ما سمي بالــ "الصياد المـُطارَد "hunted hunter طبقا لمحرر الصفحة. ويذكر ان هناك اكثر من 200 نوعا مهددا او في وضع قريب من الإنقراض.
وللعلم فإن عملية صيد القرش التي يبررها البعض بحوادث مهاجمة اسماك القرش للسابحين او مرتادي الشواطىء والتي سوقتها أفلام السبعينيات من القرن الماضي والتي شجعت وبشكل غير مباشر على قتل هذا المخلوق، لا تحصل الا بالصدفة، ويموت 12 شخصا على الأكثر نتيجة هجوم سمك القرش، ومن المثير للإستغراب، أن عدد الذين يموتون نتيجة اصابتهم بصاعقة في ملاعب الغولف أكثر بكثير ممن يقتلهم سمك القرش.
حساء زعانف القرش
ولم تعد المحيطات آمنة لأسماك القرش. وهنا تستخدم الزعانف فقط في معظم الأحيان، والتي تشكل 4 بالمئة فقط من وزن السمكة، ويعاد رمي جسد سمكة القرش المتبقي والمشوه الى المحيط والذي يقدر بمئتي الف طن سنويا من سمك القرش في البحار لتموت موتا مؤلما ومروعا.
وهنا تستعمل الزعانف كدواء زائف لمرض السرطان، كما يجري استهلاك هذه الزعانف لعمل حساء زعانف القرش، واستهلاك جلودها، ونحن أيضا نقتلها لاستعمال أسنان فكيها في الزينة، كما يجري سلخها لاستعمال جلودها للأحذية والأحزمة. كما يجري استخراج زيت كبد سمك القرش، وكما قلنا سابقا هناك من يستخدم غضاريفها لعلاجات السرطان الزائفة. وتستخدم أسماك القرش في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة والأدوية.
وسنتابع في موقع "غدي نيوز" بحثا متخصصا شاملا عن أسماك القرش قريبا مبينين عمليات الصيد الجائر والمعتقدات الخاطئة السائدة بالنسبة للعلاجات السائدة من أسماك القرش.
انهيار السلسلة الغذائية
وبالحقيقة فإن وجود سمك القرش بالغ الأهمية على النظم الإيكولوجية البحرية بأكملها. فبدون هذه الأسماك تنهار السلسلة الغذائية. فهي ليست مفترسة فحسب كما أوضحت مجلة ساينتفيك أميركان"Scientific American"، فهيمنة الحيوانات المفترسة مثل القرش تتحكم في كثافة وسلوك فرائسها، مما يؤثر بشكل غير مباشر على وفرة الأنواع في أسفل الشبكة الغذائية. فليس سمك القرش مفترسا فحسب بل هو عامل نظافة البحار، حيث يساهم في القضاء على الحيوانات المريضة او التي فيها عيبا وراثيا وتساعد على استقرار أعداد الاسماك. ولا نعلم مقدار تأثير تدهور أعدادها على التوازن في البيئة البحرية. وخصوصا أن معدل بعض الأنواع تناقص من 70 إلى 95 بالمئة.
فعلى سبيل المثال، فإن تدهور أعداد القرش أدى الى زيادة أعداد الأخطبوط الذي أدى بالتالي إلى مزيد من افتراس الكركند. مما أوصلنا الى انهيار ثروة وعمليات صيد جراد البحر (ولاية تسمانيا على سبيل المثال).
تكامل البيئة البحرية
والأمر الأكثر أهمية أن أسماك القرش تختلف عن الأسماك الأخرى. أنها لا تضع الآلاف أو الملايين من البيض. فالعديد من أنواع أسماك القرش تستغرق فترة تصل الى خمسة عشر عاما لتصل إلى مرحلة النضوج ثم تنتج قرش واحد فقط في السنة. ومثل هذا المعدل الهش والبطيء من التكاثر يعني أن أعداد أسماك القرش قد لايتتعافى من الضرر الذي أحدثناه.
وعلى الجميع الوعي أن عملية المحافظة على أسماك القرش هو جزء من المحافظة على تكامل البيئة البحرية، وأن عملية المحافظة عليها لا تقل أهمية عن عملية المحافظة على الفقمة والحيتان والدولفينات.
وختاما، لا نحتاج إلى البحث في أعماق مظلمة من البحر لرؤية المخلوقات البشعة التي تشوه وتقتل بالملايين، نحتاج فقط الى النظر في المرآة فقط.
يرجى عدم الاقتباس دون ذكر المصدر "غدي نيوز"