"غدي نيوز"
لا يمكن أن تتوقع وجود محال لبيع ملابس داخلية مثيرة في مراكز التسوق بالسعودية، فهنا تلتزم النساء بتغطية أجسادهن بالكامل، كما أن عليهن الحصول على إذن ولي أمرهن للسفر.
وحتى كانون الثاني (يناير) هذا العام، كانت النساء تتسوق الملابس الداخلية من محال يعمل فيها الرجال فقط. ولكن ثورة قلبت الموازين لاحقا شكلت تحديا لجميع معايير هذا المجتمع المحافظ.
فقد صدر قرار ملكي بوجوب تسلم النساء مسؤولية البيع في هذه المحال، وائل أولية، صاحب أحد هذه المحال في مركز تجاري بجدة، كان واحدا ممن رحبوا بهذا التغيير.
ويقول أولية: "من غير المناسب أن يشرح الرجل للمرأة اللون الذي تريده أو الحجم الذي ترغب بشرائه."
ولكن هذا التغيير طرأ بعد ممارسة الكثير من الضغوطات، فالمحافظون يقولون إن على المرأة البقاء في منزلها، وعدم العمل خارجا خصوصا في الأماكن التي قد تلتقي فيها الرجال.
وعلى الجانب الآخر، برزت حملات مضادة من قبل النساء، قاطعن من خلالها محال بيع الملابس الداخلية.
حتى السعوديات المحافظات أيدن هذا التغيير، فروضة يوسف أنشأت صفحة على الفيسبوك تحمل اسم "ولي أمري يعلم أكثر مني"، إذ أنها تؤيد مبدأ ولاية الأمر للذكور فوق النساء، لكنها تقول إنه ليس من المناسب سؤال الرجل عن حجم أو لون أي قطعة من الملابس الداخلية، لذا فيمكن أن يكون هذا الموقع مناسبا لعمل النساء، خصوصا وأن نحو 45 في المئة من السعوديات عاطلات عن العمل.
وتقول روضة إن على النساء اليوم العمل أكثر من أي وقت آخر، واليوم الرجال في السعودية يفضلون المرأة العاملة.
ورغم ذلك، هناك الكثير من الصعوبات أمام عمل المرأة السعودية، فهن ممنوعات من القيادة كما أن المواصلات العامة قليلة، لذا قد تكون عملية الوصول إلى مكان العمل تحديا بحد ذاته.
كما أن النساء لا زلن ممنوعات من العمل في بعض الوظائف رغم أنهن يعملن حاليا في مجالي التعليم والصحة، لذا فقد يكون العمل في مجال المبيعات هو الحاجز التالي الذي قد يسقط.