قمة المناخ في نيويورك... إنقاذ الغابات واستخدام الطاقة النظيفة

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, September 25, 2014

قمة المناخ في نيويورك... إنقاذ الغابات واستخدام الطاقة النظيفة
أوباما يتعهد بدور أميركي وصيني لقيادة الجهود ضد الانبعاثات

"غدي نيوز" – قسم العلوم البيئية

اتفق المشاركون في قمة للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ يوم الثلاثاء (23-9-2014) على التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، فضلا تقديم مليارات الدولارات لمساعدة الدول النامية في إطار جهود لزيادة فرص التوصل لاتفاق واسع النطاق للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ووضعت القمة التي استمرت يوما واحدا برعاية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أهدافها بوقف زوال الغابات الاستوائية بحلول 2030، وتحسين إنتاج الغذاء وزيادة حصة السيارات الكهربائية بالمدن إلى 30 بالمئة من السيارات الجديدة المطروحة للبيع بحلول 2030.
ووضعت هذه المبادرات غير الملزمة تحالفات مختلفة لحكومات وشركات متعددة الجنسيات ومدن ومجموعات اقتصادية ومستثمرون ومنظمات بيئية ومجموعات أخرى.
ويقصد من هذه الأهداف المساعدة في الاعداد لقمة تعقد بمشاركة 200 دولة في باريس نهاية 2015 لإبرام اتفاق للحد من تزايد الإنبعاثات الضارة. وحتى الآن لا يزال العمل يسير ببطء مع كثير من الدول التي تركز بشكل أكبر على تحسين النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل.
وقالت حكومات ومستثمرون إنهم سيقدمون أكثر من 200 مليار دولار لتمويل قضية المناخ بحلول نهاية 2015 بينها 30 مليار دولار في شكل سندات خضراء بالبنوك التجارية و100 مليار دولار من مجموعة بنوك للتنمية.
وقالت الأمم المتحدة في بيان إن هذه التعهدات بالدعم المالي ستعطي "دفعة قوية" لوعد قطعته الدول الغنية في 2009 بتقديم 100 مليار دولار سنويا بحلول 2020 من كافة المصادر لمساعدة الدول الفقيرة على التحول إلى الطاقة المتجددة والتكيف مع الموجات الحارة والجفاف وارتفاع مستويات البحار.
وكانت القمة التي تضم أكثر من 120 رئيس دولة وعددا من قادة المجتمع المدني وقطاع الأعمال، تلقت دفعة شعبية يوم الأحد الماضي عندما خرج ما يقدر بنحو 300 ألف شخص إلى شوارع نيويورك في إطار مظاهرات عالمية تضم عشرات الآلاف.

أوباما

وشدد الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه أمام قمة المناخ على ضرورة قيام الدول المتقدمة بالحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وقال أوباما إن كلا من الولايات المتحدة والصين لديهم مسؤولية خاصة لقيادة الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الكربون.
وقال أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "هناك قضية واحدة ستحدد معالم هذا القرن بشكل كبير أكثر من أي شيء آخر وهو التهديد المتزايد والعاجل لتغير المناخ"، وأضاف: "علينا أن نعمل كمجتمع عالمي للتصدي لهذا التهديد العالمي قبل فوات الأوان".
وأبدى الرئيس الأميركي استعداد بلاده لقيادة جولة جديدة من مفاوضات تغير المناخ، ودعا الدول ذات الاقتصادات القوية والدول ذات الاقتصادات الناشئة للتعاون في هذه الجهود.
وأعلن أوباما إجراءات تتخذها بلاده للتصدي لتغير المناخ بهدف خفض تلوثات ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 17 في المئة بحلول عام 2010 وزيادة استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية وخفض هدر الطاقة وخفض تلوث الكربون ما يقرب من 300 مليون طن متري حتى عام 2030 وقال: "حكومتي ستعمل مع الدول لوضع أول معايير لخفض تلوث الكربون وسيمثل هذا خطوة هامة للولايات المتحدة".
وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاثنين الماضي أن الولايات المتحدة ستقدم 15 مليون دولار للبنك الدولي في برنامج يهدف لتحفيز التمويل للمشاريع التي تقلل من التلوث البيئي.

فرنسا تدعم بمليار دولار صندوق الأمم المتحدة للمناخ

وأعربت فرنسا أمس (الثلاثاء) عن اعتزامها المساهمة بمليار دولار في صندوق الأمم المتحدة للمناخ. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إن بلاده تعتزم التقدم بمبلغ 780 مليون يورو (مليار دولار تقريبا) خلال الأعوام المقبلة. ورأى هولاند في كلمته التي ألقاها في نيويورك، أن "التغير المناخي يؤدي إلى نزوح وهروب أكبر مما تفعله الحرب". وأضاف أن مساهمة بلاده في مكافحة هذه الظاهرة تعد بمثابة "استثمار في المستقبل" و"مساهمة في التضامن بين البشر".

وزيرة البيئة الألمانية باربارا هيندريكس

كما أعلنت ألمانيا من قبل مساهمتها بـ750 مليون يورو في هذا الصندوق". وأعربت وزيرة البيئة الألمانية باربارا هيندريكس عن توقعها أن تقدم سلسلة من الدول إسهامات مالية في صندوق المناخ الجديد لمساعدة الدول النامية في تبني اقتصادات صديقة للمناخ.
ودافعت هيندريكس عن غياب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن القمة ضد الانتقادات الموجهة لها. وقالت هيندريكس في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية الصادرة أمس (الثلاثاء)، إن الحكومة الألمانية تمثل نفسها على أكمل وجه في القمة بمشاركة وزير التنمية الألماني جيرد مولر وحضورها شخصيا، مضيفة أن ميركل ستظل رغم غيابها عن القمة "مستشارة المناخ". وطالبت هيندريكس قبل انعقاد القمة في نيويورك بـ"التزام واضح بخطة بروتوكول باريس" التي من المفترض أن تحل محل بروتوكول كيوتو لحماية المناخ.
وقالت: "يتعين على كل الدول أن تضع بحلول آذار (مارس) عام 2015 أهدافها الطموحة لحماية المناخ لعام 2030. من هنا يمكن وضع أساس لاتفاقية عالمية". وقالت هيندريكس: "هكذا نتقدم بنموذج جيد".

بان كي مون

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي تحدث في الجلسة الافتتاحية أول مكن أمس، إن هناك حاجة إلى العمل على كل المستويات - الفردية والمجتمعية والتجارية والحكومية وفي مجال الأعمال - لوقف تغير المناخ. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي تحدث في نفس الجلسة، إن القادة بحاجة لأن يسمو فوق السياسة الخاصة ببلادهم من أجل التعامل مع قضية تغير المناخ.
يذكر أن القمة تعقد بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومن المفترض أن تحدث دفعة جديدة في المفاوضات الدولية لحماية المناخ.

الاحتجاجات في المنطقة المالية في مدينة نيويورك

وكانت الاحتجاجات في المنطقة المالية في مدينة نيويورك أغلقت الشوارع القريبة من سوق الأوراق المالية للتنديد بدور وول ستريت في جمع المال للأعمال التي تسهم في التغير المناخي. وأوقف المحتجون حركة المرور في برودواي جنوب سوق الأوراق المالية في نيويورك واحتلوا مربعين سكنيين تقريبا. وكان بعضهم واقفا، والآخر جالسا. وجرى اعتقال اثنين بعدما حاولا عبور حاجز للشرطة.
وجاء الاحتجاج الذي سمي "اكتسحوا وول ستريت" في أعقاب يوم تحرك دولي يوم الأحد الماضي اجتذب أكثر من 300 ألف شخص في شوارع مدينة نيويورك فيما قال نشطاء إنه أكبر احتجاج على الإطلاق في قضية التغير المناخي. وكان الحشد يوم الأحد يعادل 3 أمثال الرقم القياسي المسجل لهذه القضية قبل 5 أعوام في كوبنهاغن.
وقالت كاي سانبيرن، وهي ممرضة في الستين من عمرها وأم لاثنين وتنتمي للوس أنجلس، إنها سافرت إلى نيويورك للمشاركة في الحشد وتريد أن تفعل المزيد.
وقالت سانبيرن في تصريحات لوكالة "رويترز": "المشاركة في المسيرة شيء رائع، ولكن لكي نغير الأشياء فإننا بحاجة إلى تغيير الأشياء بحق.. هذا التحرك هنا في وول ستريت تعبير مؤثر بحق عن الشعور بأن الشركات والرأسمالية لم تعد تخدم الناس".
ولهذا التحرك جذور في حركة احتلوا وول ستريت التي بدأت في حديقة بوسط مانهاتن عام 2011 للاحتجاج على ما سمته ممارسات مصرفية جائرة تخدم الفئة الأغنى التي تمثل واحدا في المائة تاركة وراءها 99 في المئة من سكان العالم.
وقال منظمو "اكتسحوا وول ستريت"، إنهم يأملون أن ينجح تحرك اليوم في الربط بين السياسات الاقتصادية والبيئة متهمين كبار المؤسسات المالية "باستغلال المجتمعات المحلية والعمال والموارد الطبيعية" من أجل تحقيق مكاسب مالية.
وهذا الحدث جزء من أسبوع المناخ الذي يسعى لاستقطاب الاهتمام بانبعاثات الكربون وصلتها بارتفاع درجة حرارة الكوكب ويأتي عشية القمة الأمم التي افتتحت أمس (الثلاثاء).
وقال أحد مؤسسي جماعة تعمل مع مستثمرين، إن التحرك المتزايد من جانب أفراد ومؤسسات لبيع أسهم مرتبطة بالوقود الاحفوري لديه القدرة على تحفيز الجهود العالمية لوقف التغير المناخي.
وتلقى هذا التحرك دفعة أول من أمس (الاثنين) حينما أعلنت أسرة روكفيلر التي بنت ثروتها من النفط عن تعهدها بسحب استثمارات مجملها 50 مليار دولار من قطاع الوقود الاحفوري.
وقال تشاك كولينز المشارك في تأسيس منظمة دايفست إنفست إنديفيديوال التي تدعم الأفراد الذين يريدون سحب استثماراتهم من الوقود الاحفوري "هذه نقطة تحول في الحركة.. إنها اعتراف بأن هيئاتنا السياسية أخفقت في الاستجابة لوتيرة التغير المناخي".
وبينما استمر بعض الساسة في مناقشة ما إذا كان التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري هو شيء موجود بالفعل فإن التحرك الرامي لسحب الاستثمارات يشير إلى تحول قد يصبح مهما ومن شأنه أن يساعد في تشكيل تكتل مهم من البشر لا يقتصر نشاطهم على المطالبة بالتحرك في موضوع التغير المناخي، ولكن في وضع أموالهم بحسب المواقف التي يتبنونها.
وقال كولينز في مقابلة مع مؤسسة تومسون "رويترز": "الناس سيصوتون بدولاراتهم... إن تحرك الأفراد سيدعم الجهود المؤسسية لوقف التغير المناخي... وسيساعد في بناء سوق للاستثمارات البعيدة عن الوقود الاحفوري". وأعلن التحالف عن هذه التعهدات الجديدة قبل يوم من إلقاء 120 زعيم دولة كلمات أمام الأمم المتحدة بشأن ما سيسهمون به في الجهود العالمية لوقف ارتفاع درجات الحرارة.
وتطلب منظمة دايفست إنفست إنديفيديوال من الناس تقديم تعهد ينص على أن قيمة الاستثمارات الشخصية التي يعتزمون إجراءها أو التي أجروها بالفعل لا تشمل الوقود الاحفوري. والهدف هو سحب استثمارات من كبريات شركات النفط والغاز والفحم البالغ عددها 200 وإعادة استثمار الأموال في مشاريع للطاقة المتجددة والتنمية الاقتصادية المتواصلة.
ويأمل القائمون على الحملة أن تساعد آلية سحب الاستثمار وإعادة الاستثمار في المساعدة في إحياء الاستثمار في الطاقة النظيفة. وبلغ حجم الاستثمار في الطاقة النظيفة أعلى مستوى له في عام 2011 عند 318 مليار دولار. ولكنه تراجع منذ ذلك الحين.

حركة سحب الاستثمار من الوقود الاحفوري

وتأسست حركة سحب الاستثمار من الوقود الاحفوري عام 2011 في ست جامعات، حيث دعا الطلاب كلياتهم لسحب الأوقاف المتعلقة بالفحم والغاز الطبيعي والنفط.
ومنذ كانون الثاني (يناير) الماضي زاد إلى أكثر من المثلين تعهد الجامعات والكنائس والبلديات والمستشفيات وصناديق التقاعد والأفراد في الولايات المتحدة وفي الخارج ليصل إلى 180 كيانا بحسب مكتب أرابيلا الاستشاري الخيري. وانضم كذلك أكثر من 650 فردا منهم الممثل مارك روفالو الذي لعب البطولة في فيلم أفينجرز.
وفي أكبر خطوة لسحب الاستثمارات في القطاع الأكاديمي تعهدت جامعة ستانفورد في مايو (أيار) 2014 بأن أموال الوقف البالغة قيمتها 18.7 مليار دولار لن تستخدم بعد الآن في الاستثمار في مجال الفحم.
ولكن جامعات أخرى كهارفارد وجامعة كاليفورنيا قالتا إنهما ستبقيان على الاستثمار في مجال النفط والغاز الطبيعي والفحم. وشبه كولينز هذه الحملة بحملة من جانب حركة مناهضة الفصل العنصري في الثمانينات بسحب الاستثمارات من الشركات التي لها أعمال في جنوب أفريقيا. ووصف دزموند توتو، كبير الأساقفة في جنوب أفريقيا، وهو من أقوى مؤيدي حركة سحب الاستثمار وإعادة الاستثمار التدمير البيئي بأنه "تحدٍ لحقوق الإنسان في وقتنا"، مشددا على أن الفقراء هم من يتحملون وطأة التغير المناخي.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن