"غدي نيوز"
كشف بحث علمي مميز ومثير للاهتمام عن أن السفينة الخشبية، التي عثر عليها تحت حطام برجي مركز التجارة العالمي في مدية نيويورك، قد جرى بناؤها قبل أو أثناء حرب الاستقلال الأميركية والمعروفة باسم American Revolutionary War (1775–1783).
حتى المكان الذي جيء منه بالأخشاب التي بنيت منها السفينة، يبدو أن البحوث أيضا قد كشفت عنه.
وكان العمال في العام 2010، وأثناء حفر أساسات المباني الجديدة التي ستحل مكان البرجين التوأمين الساقطين، قد وجدوا ألواحا خشبية بلوطية على شكل هيكل سفينة بطول 7 أمتار أسفل ما هو عليه الآن مستوى الشارع.
ودلت ألواح السفينة الخشبية أن أصلها شبه المؤكد يعود إلى أميركا الشمالية، ولكن عمرها بالتحديد ومكان بنائها ظلا لغزا محيرا للباحثين.
وكانت الدلائل ليست دقيقة بما فيه الكفاية لتخبر عن عمر الأخشاب، التي صنعت منها السفينة، ولذلك استخدم الباحثون من جامعة كولومبيا حلقات الأشجار لتحديد عمر الأخشاب.
السفينة بُنيت من أشجار مقطوعة في عام 1773
ولأن عرض حلقات الأشجار يعتمد على حالة الطقس خلال المواسم، وبالمقارنة مع 21 شجرة من نفس النوع (البلوط الأبيض - كويركس Leucobalanus)، استطاع فريق البحث بقيادة الدكتور "مارتن داريو بينيتو"، إيجاد نظائر جيدة للغاية شبيهة بتلك الأخشاب التي عثر عليها.
وجاء في بيان فريق الباحثين: "أظهرت نتائجنا أعلى تشابه بين التسلسل الزمني لأخشاب سفينة مركز التجارة العالمي واثنين من التسلسلات الزمنية لأخشاب مماثلة في ولايتي فيلادلفيا وبنسلفانيا، ودلّتنا الحلقات الأخيرة من الأخشاب على أن السفينة بُنيت من أشجار مقطوعة في عام 1773".
ووفّرت السفينة الغامضة للباحثين القدرة على إلقاء نظرة ثاقبة على طريقة بناء السفن وقتها، كما لاحظ الباحثون دلائل على أن السفينة كانت من إنتاج محطة لبناء السفن الصغيرة.
بُنيت لتعزيز دفاعات مانهاتن
وقال "مارتن بينيتو" لموقع Live science: "كانت فيلادلفيا واحدة من أكبر المدن الهامة في بناء السفن في الولايات المتحدة في ذلك الوقت، وكان لديهم الكثير من الأخشاب، ولذلك من المحتمل أن أخشاب السفينة قد أتت من هناك".
ودلت دراسة أخشاب السفينة الباحثين أيضا الى أن هذه السفينة كانت في رحلة إلى منطقة البحر الكاريبي في مرحلة ما، وأنها ربما كانت تستخدم في عمليات إصلاح الشواطئ لتعزيز دفاعات مانهاتن ضد البحر.
وعلى الرغم من أن الموقع الذي اكتشفت فيه السفينة كان يعد جزءا من موقع مركز التجارة العالمي، إلا أنه لم يتم حفره عندما بنيت الأبراج الأصلية.