"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو
ما زال حيوان "الشمبانزي" يبهر العلماء المتخصصين في مجال الحياة البرية، خصوصا بذكائه وقدرته على التكيف في المحيط الذي يعيش فيه، فإلى ما اكتُشف سابقا عن هذا الحيوان الشديد الشبه بالإنسان وقدرة الاستيعاب لديه وسلوكه الاجتماعي ضمن مجموعات، وجد الباحثون مؤخرا أن "الشمبانزي" لديه رؤية للمستقبل، وهي ميزة فريدة لم تكن معروفة سابقا.
يخطط لأفعاله بشكل مسبق
في عالمنا نحن البشر كثيرا ما ننزعج من الاستيقاظ المبكر، إلا أن دراسة جديدة أثبتت أن "الشمبانزي" بخلاف الإنسان يعتمد الاستيقاظ المبكر سلاحا ذكيا لتأمين إفطاره قبل منافسيه من زملائه.
وبحسب الدراسة، فإن هذا التصرف يدل على أن "الشمبانزي" يخطط جيدا لأفعاله بشكل مسبق.
وحسب موقع "دويتشه فيله" الألماني، فقد خلصت دراسة أجراها فريق دولي من الباحثين إلى أن الشمبانزي البري ينام بالقرب من الموقع الذي سيحصل منه على إفطاره، ويستيقظ قبل موعده المعتاد ليبدأ تناول الطعام قبل منافسيه المحتملين.
وراقب الفريق بقيادة كارلينه يانمات من قسم علم الحيوانات الراقية في مؤسسة ماكس بلانك للانثروبولوجيا التطورية في مدينة لايبتزيغ Leipzigالألمانية خمسة من إناث الشمبانزي البالغات في حديقة "تاي" الوطنية في ساحل العاج، لمدة 275 يوما كاملة خلال ثلاث فترات تكون فيها الفاكهة نادرة.
لا يعيش فقط في الوقت الحاضر
واكتشف الفريق أنه عندما يبلغ الشمبانزي أشجارا في غابة مطيرة محملة بفاكهة لذيذة قصيرة الأمد وتحبها حيوانات أخرى مثل التين على سبيل المثال، فإنها لا تكتفي بإقامة أعشاش أو أوكار النوم الخاصة بها في الطريق إلى تلك الأشجار فحسب، وإنما تستيقظ في الصباح الباكر قبل موعدها المعتاد من أجل الإفطار قبل منافسيهم من قرود أصغر أو حتى الطيور.
ووفقا للباحثين في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم الأميركية فإن الشمبانزي الجائعة تستقيظ قبل الفجر، وكلما كانت أعشاش النوم بعيدة عن الشجر المحمل بالفاكهة، كلما استيقظت في وقت مبكر أكثر، ما يؤكد على أن الشمبانزي لا يعيش فقط في الوقت الحاضر، بل يمكنها التخطيط لأفعالها بشكل مسبق، ما يجعلها الأسرع في تأمين غذائها في أوقات نقص الغذاء.