"غدي نيوز"
تعرفوا على حمارة الإنقاذ التي تصنع لنفسها شهرة عن طريق الرسم. يكتمل مظهرها بقلنسوة الفنانين الحمراء، تمسك "باتي" فرشاة الرسم بفمها وترسم لوحاتها المتميزة بضربة واحدة بالفرشاة في كل مرة.
ويزخر ملفها بمجموعة من التصميمات المتناثرة بالرسم النابض بالحياة، التي تساوي أكثر من مائة جنيها استرلينيا حتى الآن، على الرغم من أنها لا تستغرق أكثر من عشرة دقائق لتكتمل.
تقيم "باتي" في مركز زائر عالم الخيول في "بريستول" وتشتهر بالتقاط أي شيء حولها بفهما.
بعد أن شاهدت معالجتها فيكي غرينسليد ترسم في أحد الأيام، بدت "باتي" مفتونة، لذا أعطوها الضوء الأخضر.
كانت ماهرة على نحو مذهل، قررت الآنسة فيكي شحذ مواهبها ومنحتها حامل اللوح لمحاولة الرسم عليه.
استغرق الأمر ثلاثة أسابيع فقط لتكمل "باتي" موهبتها عن طريق تعلمها كيفية الرسم بطريقة سليمة عن طريق مدرب الحيوانات وهي تقنية إيجابية للتقوية.
لقد استخدمت الآنسة فيكي جرينسليد أداة التدريب مع "باتي" لتساعدها على الاسترخاء حين أخذوها إلى مركز الإنقاذ، لذا علمت أن الأمر قد ينجح.
تضع فرشاة مغطاة بالطلاء في فمها وإذا خطت بها على اللوحة، تحصل على نقرة –من برنامج مدرب الحيوانات – تخبرها بأنها قد أبلت حسنا.
قالت جرينسليد (ستة وعشرين عاما) المدير المساعد في مركز عالم الخيول: "إنَّها حمارة تفعل كل شيء بفهما، لذا كانت حريصة للغاية على وضع فرشاة الرسم في فمها"، مضيفة: "بدأت بجعل باتي تمسك الفرشاة فقط بفمها ولكنها سرعان ما تعلمت الرسم، استغرقها الأمر فقط قرابة ثلاثة أسابيع لتنجح في الأمر".
واستطردت: "إنَّ هذا النوع من التدريب كذلك طريقة جيدة للتمرين وتقديم محاكاة عقلية، ولقد تسبب في تقوية الرابطة بيننا حقا، إن الحمير متقبلين للغاية ومتلهفين للسعادة، لذا إذا لم يسمعوا نقرة، سيحاولون فعل شيء آخر لكي يُكافئوا، إنني متأكدة أنها ستغضب إذا اعتقدت أن أحد لوحاتها لا تعجبني".
تم إنقاذ "باتي" التي تبلغ من العمر الآن ثمانية أعوام، في العام 2005 من مزاد في المملكة المتحدة حيث كانت معروضة للبيع، وكانت في حالة ضعيفة بعد أن تم شحنها من رومانيا مع حمارة أخرى هي "بيكسي".
كانت متوترة للغاية في البداية حيث لم تكن تتواصل مع البشر ما عدا في ذلك المزاد. ولكن بعد بعض تدريب إعادة التأهيل، أصبحت الآن قائدة قطيع الحمير وذات شخصية مميزة.
وقالت جرينسيلد: "إن باتي صغيرة إلى حد ما لتكون قائدة المجموعة، لذا فإننا لدينا مجموعة مشاغبة للغاية".
تحب باتي مهاراتها الجديدة في الرسم وتظهر بانتظام ما يمكنها فعله إلى حشود الناس في المركز.
إن أعمال باتي الفنية معروضة للبيع في معرض في مركز التسوق المزدحم "كابوت سيركس" في "بريستول"، ويُطلب من المشترين التبرع بستين جنيها استرلينيا على الأقل للوحاتها.
رسمت باتي كذلك ستين تمثالاً على شكل حصان، باستخدام التقنية ذاتها، للاحتفال بذكرى المؤسسة الخيرية الماسية السنوية لهذا العام.
ولا تقف مواهب باتي عند هذا الحد، ولكنها قد تعلمت كذلك ركل الكرة والتقبيل.
إن "عالم الخيول" هي مؤسسة خيرية بريطانية متعلقة بالخيل وتقوم بإنقاذ وإعادة تأهيل وإسكان ما يصل إلى مائة حصانا مهجورا مهملاً كل عام، وهي مسؤولة الآن عن ما يزيد على أربعمائة حصانا ومهرا وحمارا.
تم التبرع بلوحات باتي وفرشاتها من قِبَل مركز "ضفة النهر" للفنون وتذهب جميع عائدات بيع لوحاتها مباشرة إلى مساعدة الخيول في المؤسسة الخيرية.