"غدي نيوز"
أقامت بلدية صيدا احتفالية بمناسبة إزالة جبل النفايات ووضع حجر الاساس للحديقة العامة مكانه بعنوان "الحلم صار حقيقة... والجبل أصبح حديقة"، بحفل حضره الرئيس فؤاد السنيورة، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير البيئة محمد المشنوق، سفيرة الاتحاد الاوروبي انجلينا ايخهورست، النائبة بهية الحريري، وزير البيئة السابق ناظم الخوري، مدعي عام الجنوب القاضي رهيف رمضان، محافظ الجنوب منصور ضو، مفتي صيدا ومنطقتها الشيخ سليم سوسان، أمين السر العام لمطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في صيدا ودير القمر الاب سلمان وهبي ممثلا راعي الابرشية المطران ايلي الحداد، قائد منطقة الجنوب في قوى الامن الداخلي العميد سمير شحادة، رئيس مكتب مخابرات الجيش اللبناني في صيدا العقيد ممدوح صعب، رئيس جمعية تجار صيدا علي الشريف، عبد الرحمن البزري، نجلاء سعد، شخصيات سياسية وحزبية وعسكرية واجتماعية. كما حضر سفير النوايا الحسنة للامم المتحدة الفنان راغب علامة الذي وصل على متن طوافة للجيش.
وزير البيئة
وألقى وزير البيئة كلمة قال فيها: "إحتفالية رائعة بإمتياز، لم نصل حتى الآن للانجاز الكامل ولكن ما تحقق حتى الآن هو فعلا بمثابة معجزة، والفضل في كل ذلك يعود لارادة مدينة رفضت أن تتكىء على جبل من النفايات على مدى ما يزيد عن 38 سنة وهذا الجبل يتعاظم ويتعاظم وهو موجود في منطقة جنوبية غربية أي أن الهواء يحمل الى المدينة كل هذه الروائح التي عانيتم منها منذ سنوات. احتفالية رائعة بإمتياز أحيي فيها اصحاب هذه الارادة مع حفظ الالقاب فؤاد السنيورة وبهية الحريري ومحمد السعودي وسعد هذه المدينة الصامدة المناضلة، أحيي فيها اهلنا في الجنوب والفريق الذي قاد عملية التغيير بين ما كان وما هو اليوم وما سيكون عليه في المستقبل".
أضاف: "إن وزارة البيئة لا فضل لها في كل ذلك، هناك فضل للوزير السابق الاستاذ ناظم الخوري الذي قاد هذه العملية ولكنه هو ايضا يقول نفس الكلام لأننا نقوم بواجبنا هذا واجبنا تجاه صيدا كما هو تجاه كل مكان في لبنان. بالامس كان يوم البيئة الوطني، وفي احتفال صغير في وزارة البيئة أعربت عن 22 امنية كانت تبدو احيانا بمثابة الحلم ولكنها اليوم باتت أمنيات لأننا بتنا نستطيع أن نحققها، وقد سقطت منها أمنية هي أمنية إنجاز هذا المكان، ونصل الى ذلك حتما لأنكم تريدون ذلك ولأنكم تساهمون في سبيل ذلك. هناك مكبات عديدة في لبنان، فهناك ما يزيد على 760 مكبا في جميع أنحاء لبنان. وعلى باب كل قرية ومدينة هناك مكب، وتتراوح الاحجام من ملعب فوتبول أي من 7000 متر مربع الى 150 الف متر مربع. لا يمكن لانسان أن يعيش في هذا الجو ولكن هناك طريقة تفكير آن لنا أن نغيرها في لبنان، وهناك ثقافة قبول بالنفايات يجب أن تتغير. كل المدن والقرى واحدة وإذا كنا مواطنين لا يجوز أن ننقل نفاياتنا لنرميها عند الآخرين وأن نحرق هذه النفايات كل شهر. يجب تغيير هذه العقلية، وليس مواطنا لبنانيا من يقبل بأن ينقل نفاياته الى حيث جاره وهو في المقابل يتلقى ايضا نفايات الغير، هذا ليس تبادل منافع بل تبادل نفايات".
وتابع: "أقول هذا متألما لأن بالقرب من هنا هناك مكب نفايات في صور في أجمل منطقة، فلا يجوز أن تصبح منطقة رأس العين رأسا لجبل نفايات مساحته 150 الف متر مربع، هذا إجرام بحق هذه المنطقة التي تعتبر محمية وفيها من العيون ما يجب أن يصنف من ضمن المحميات في لبنان. ومقابل ذلك في برج حمود جبل نفايات نخجل منه كل يوم ويعيش سكان المنطقة وهم يشكون من روائح هذا الجبل لا يجوز أن يبقى لأن بلدية قالت لا نريد أن ينقل جبل النفايات ويزول أو لأن نواب المنطقة من دون علم بحقيقة الواقع وافقوا على ذلك. نريد أن تنتهي النفايات من بعلبك وطرابلس ومن كل المناطق ولا يجوز لنا أن نعيش النفايات وكأنها حدث عابر نمر بجانبه ولا يرف لنا جفن".
وقال: "أعدكم من هنا بأننا سنعمل على حل متكامل لقضية النفايات في بيروت وجبل لبنان والشمال، وفي ما خص صيدا بالذات أعدكم بأننا سنؤمن المبالغ المتبقية لانجاز هذا المشروع، وقد طلبنا سلفة خزينة بقيمة 5 ملايين دولار لاستكمال هذا الجزء، و 5 ملايين دولار أيضا ستوضع في الموازنة لاستكمال المشاريع. وأعدكم أيضا بأن الدباغات ستنقل وتوضع في مكان آمن حيث لا روائح ولا ضرر".
وختم: "إن لله رجالا إذا أرادوا أراد. نحن هنا من صيدا نتوجه الى كل لبنان بهذا الانجاز الذي ترونه بأم العين، ونقول بكل صدق لا نريد من أحد منة على المواطن، نريد أن نكون جميعا يدا واحدة في سبيل إنقاذ لبنان من عقلية القبول بالنفايات، نريد أن نعمل جميعا نحو حل جذري لهذه الازمة وهي موجودة في كل لبنان، نريد أن نحقق انجازا لهذا الوطن. لقد رفعت شعارا "بيئتي وطني" وألتزم به ولو لم يلتزم اهالي صيدا بهذا المشروع لما حصل. أنتم التزمتم وبقي علينا في مناطق أخرى أن نجاريكم".
وشكر فريق وزارة البيئة الذي عمل مع برنامج الامم المتحدة الانمائي، وصيادي الاسماك واهالي المدينة.
الحريري
بدورها، قالت الحريري: "هذا اليوم يومكم وهذا العيد عيدكم، بمقدوركم ان تغنوا بكل ثقة نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلد نحن الشباب، بمقدوركم ان تكونوا واثقين من أنكم لن تصابوا بخيبة الأمل التي شعرنا بها نحن أمهاتكم وآباؤكم. نحن عندما كنا بعمركم غنينا نحن الشباب وكلنا للوطن، لم يكن لدينا وطن ولم نلق مجده المخلد لقينا جبالا من المآسي والويلات والقتل والدمار والكره والفقر والتشريد والجهل. وهذا الجبل كان أصغر تلة في سلسلة جبال المحن اللبنانية والتي اضاعت عمر الأجيال الذين كانوا يحلمون مثلكم بوطن ودولة تخاف عليهم من الجهل والمرض والبطالة والضياع، دولة كأقل دولة، تعرفون انكم انتم ثروتها، وانتم ماضيها ومستقبلها. كانت دولتنا رخوة وغير مسؤولة والكل يريد ان يحكم الكل والكل يريد ان يأكل الكل. كانت دولة ضيقة وبلا افق لا تتسع لكل الناس، تفرق ولا تجمع بين المواطنين حتى صارت كل حارة دولة وكل قرية وكل مدينة وكل حزب وكل طائفة. الكل صنع دولته حتى صار لدينا سلطات كثيرة ولم يكن لدينا دولة".
أضافت: "هذا الجبل الأخير من سلسلة جبال العار اللبنانية في صيدا، من جبال الألم والدمار والتهجير والإغتيال التي أخذت عمرنا وعمر غيرنا من الأجيال التي ضحت لترفع الظلم والقهر عن أهلنا ومدينتنا ووطنا. رفيق الحريري لم يكن يحاصص ولا يقاسم، كان يقول الحمل كبير كبير جدا جدا ويحتاج جهدا كبيرا واناسا كثيرين لنزرع الأمل والرجاء والثقة والعزيمة عند أجيال لبنان التي لم يبق عندها شيء، لا دولة ولا أمن ولا مدرسة ولا جامعة ولا صناعة ولا تجارة ولا عمل. كلها كانت مآسي كبيرة لكن ايمانه كان كبيرا وعزيمته صلبة ورفع الكثير من جبال الألم والعار عن طريق مستقبل الأجيال".
وتابعت: "يا طلاب صيدا، كل صيدا شريكة في هذا الإنجاز والجوار أيضا، كلنا كنا نريد ان نرفع هذه الأوساخ عن وجه مدينتنا الحبيبة صيدا، هذا الإنجاز ليس كل ما تستحقون هذا أقل ما تستحقون. لذلك احببنا اليوم ان تكونوا انتم الذين تتسلمون هذا الإنجاز الحلم الذي كان لدينا واصبح حقيقة عندكم. لقد حملني سعد رفيق الحريري اليكم والى كل شابات وشباب لبنان ان اقول لكم: ان ثقته كبيرة بكم وبمستقبلكم وانكم سويا سوف تتخلصون من آثار الماضي الذي مضت 25 سنة ونحن نرفعها، ويقول لكم انه يجب ان نشتغل على الـ 25 سنة القادمة، وانه لن يكون هناك أغلى من لبنان إلا لبنان، ولن يكون أغلى من شباب لبنان إلا مستقبل شباب لبنان. ونحن ننتظركم في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 حتى نجتمع في هذا المكان لنرى ماذا أضفتم وكيف حافظتم على هذا الحلم الجميل، وكيف شكرتم كل الذين شاركوا في تحقيق حلمنا والذين هم معنا اليوم في هذا الاحتفال وكيف حافظتم على تعبهم وشراكتهم وعلى رأسهم دولة الأخ والرفيق الرئيس فؤاد السنيورة، ومعالي وزير البيئة الأستاذ محمد المشنوق وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي ونعمة صيدا وبركتها المهندس محمد السعودي ورفاقه في مجلس بلدية صيدا، وسيكون معكم ايضا الفنان المبدع الوطني وسفير النوايا الطيبة دائما الفنان راغب علامة".
رندا
وقال مدير مكتب UNDP في لبنان لوكا رندا: "اني مسرور لكوني معكم في هذا اليوم الذي انتظرناه طويلا ليصبح الحلم حقيقة صيدا تتخلص من جبل العار الحلم اصبح حقيقة والجبل تحول الى حديقة". في تموز 2013 كنت هنا معكم في اطلاق هذا المشروع كانت الناس غير مصدقة وغير واثقة باتمام هذه المهمة الكبيرة وهذا اثر بي شخصيا ولكن اليوم انا احس وافتخر بإيمان الناس الذين يشهدون نجاح هذا المشروع الضخم. بعد محاولات فاشلة في معالجة هذه الكارثة البيئية سكان صيدا كانوا يفقدون الأمل في ازاحة هذا الكابوس عن مدينتهم ولكن اليوم اهل صيدا يحتفلون بهذا الانجاز بحماس وفرح وايمان بمستقبل افضل".
أضاف: "UNDP فخورة بمشاركة هذه اللحظة مع شركائها في وزارة البيئة وبلدية صيدا لاعلان الاخبار الجيدة لكل سكان صيدا ولكل لبنان، الجبل الذي كان قائما بارتفاع 58 مترا اصبح الآن ارضا نظيفة بكافة المعايير الدولية تطل على البحر الأبيض المتوسط وبارتفاع 8 امتار اعلى من جادة رفيق الحريري هضبة خضراء سوف تقف شاهدة على ازالة واحد من اكبر المكبات على الشاطىء اللبناني. هذا المشروع هو مثال واضح عن تحويل المكبات الى حدائق خضراء. ان مشروع اعادة تأهيل مكب صيدا هو الآن في نصف الطريق لتحقيق اهدافه. بعد مرور سنة ونصف ان مشهد النفايات اختفى نهائيا وبدأ العمل على حديقة عامة بمساحة 33 الف متر مربع".
وتابع: "في الحقيقة 1.5 مليون متر مكعب التي كانت تجسد الجبل القديم قد تقلصت الى النصف والارض مؤلفة من ثلاث خلايا مغطاة بحواجز بيئية تحمي التربة والبحر من النفايات العضوية بالاضافة الى الشبكات لتجميع الغاز قد وضعت للاستخراج والمعالجة. الموقع سوف يغطى بطبقات عزل ثم توضع فوقه تربة زراعية ليتم تشجيرها لاحقا. في نهاية المشروع في حلول كانون اول 2015 اكثر من 3300 متر من الحدائق العامة مزروعة بأكثر من 10452 شجرة ستزرع لتمثل مساحة لبنان الغالية".
وختم: "في النهاية بعد استقرار الخلايا في الارض 65000 متر مربع ستدمج مع الحدائق العامة لتمثل 10 هكتارات من المناطق الخضراء، مدينة صيدا سوف تتمتع بتحفة فنية من الجمال الطبيعي والمساحات الخضراء الرائعة".
السنيورة
أما السنيورة فقال: "الحلم أصبح حقيقة ومنطقة المكب ستتحول في قسم منها إلى حديقة وأيضا إلى نعمة واعدة، إنها بالفعل قصة نجاح تروى الآن وكذلك في المستقبل، كيف صبرت مدينة صيدا على المصاعب والضغوط والآفات والمشكلات والروائح الكريهة واستطاعت أن تشكل بعنادها وعزيمتها وصبرها ومبادراتها نموذجا متقدما ومستمرا في لبنان للنجاح في مسيرة التنمية والازدهار. مرد هذا النجاح يعود لتضافر عدة عوامل ساعدت على تحقيق هذا الإنجاز والمستمر بإذن الله. أولها: البناء على تجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتعلم والاستفادة من مسيرته الغنية بجوانبها كافة، وهو الذي وضع الأسس وعمل وتبرع وشجع على تنفيذ المشاريع الكبرى والأساسية لانطلاقة مدينة صيدا وتقدم اهلها المخلصين الصابرين نحو آفاق المستقبل الواعدة".
أضاف: "ثانيا: التناغم والاتفاق بين نائبي المدينة ورئيس ومجلس بلديتها على رؤية واضحة لمستقبل المدينة وكيفية العمل على تطوير وإغناء مقدراتها وإمكاناتها الواعدة، وبالتالي وضع الأهداف وتركيز الخطط وجمع الجهود وتعزيز تضافرها، وكذلك قطع الطريق على الازدواجية والخلافات المدمرة والمضرة، وإفساح المجال نحو التكامل والتعاون المفيد والبناء بين جميع المكونات من أجل العمل على الاستجابة لما يريده أهل المدينة ويطمحون إلى تحقيقه الآن ومن أجل الإعداد للمستقبل. ثالثا: التوافق على ترجمة وتنفيذ شعار مدينة صيدا مقصدا وموئلا وليست فقط معبرا. رابعا: اعتماد ذهنية جديدة في التعامل مع التحديات التي تواجهها المدينة على قاعدة تحويل المشكلة إلى فرصة".
وتابع: "بناء على ذلك تمكنت المدينة من إنهاء مشكلة المكب الذي كان يقض مضاجع أهلها وأهالي المناطق اللبنانية الساحلية. والمدينة في ذلك، تعالت على الصغائر ونجحت بصمود وصبر وحيوية أهلها وقياداتها لأنها نظرت إلى الأمام وتعالت على الجراح ولم تدخل في زواريب الخلافات الصغيرة والتي تكون عادة مقبرةالمشاريع الناجحة. المهم في ذلك أن صيدا نجحت في التغلب على مشكلة بيئية ما أمل الكثيرون في إمكانية التغلب عليها وإزالتها. ليس ذلك فقط فقد نجحت المدينة في أن تكتسب من هذا المشروع الحيوي الهام قطعة أرض جديدة تعادل 8 بالمئة من مساحة المدينة ستضاف إلى مساحتها عند استكمال الردم وهي الأرض التي ستكون ملك الدولة اللبنانية، والتي من الطبيعي أن يتاح لبلدية المدينة التفكير في كيفية استخدامها ولآماد متوسطة وطويلة الأمد في مشاريع لمصلحة المدينة على أن تبقى ملكا للدولة اللبنانية مهما كانت هذه المشاريع".
وأردف: "خامسا: إن المدينة نجحت في حل مشكلة بيئية كبرى ما زالت جاثمة على صدور جميع اللبنانيين في جميع المناطق اللبنانية وذلك من خلال بناء معمل حديث لمعالجة النفايات الصلبة أصبح الآن وبحق أحد النماذج لمعالجة مشكلة النفايات الصلبة، وهو الوحيد من نوعه في لبنان الذي يعالج مشكلة النفايات بطريقة علمية ومتكاملة. سادسا: إن صيدا نجحت في أن تعطي نموذجا متقدما في كيفية تحويل أماكن المكبات إلى حدائق من جهة أولى وإلى مناطق جديدة يمكن أن تسهم في التقدم الاقتصادي والعمراني للمدينة وأهلها. هذا النموذج المتقدم يمكن اقتفاؤه من قبل بلديات كثيرة أخرى في لبنان للخلاص من أماكن المكبات العشوائية للنفايات الصلبة والتي والتي كما سمعتم زاد عددها عن 760 مكبا في كل المناطق اللبنانية وذلك ناتج اولا عن تراجع دور الدولة وانكفائها وسلطتها ومرجعيتها، وايضا ناتج عن هذا المنطق الذي ساد في لبنان خلال هذه العقود الماضية بأنه لا اريد ان يكون هذا المكان بالقرب من قريتي او مدينتي. المفارقة الخطيرة ومن سخريات القدر ان هذا المنطق الذي سمعناه وما زلنا نسمعه انتهى انه في باحة وبقرب كل قرية او مدينة هناك مكبات التي رفضوها بطريقة او بأخرى وانتهت انها بالقرب منهم".
وقال: "لقد اعطت مدينة صيدا نموذجا في كيفية حل هذه المشاكل المستعصية حتى الان والتي نتمنى على الحكومة وعلى وزارة البيئة ان تندفع الى الامام بعزم وبإصرار من اجل حل هذه المشكلة الكبرى التي تنال من صحة اللبنانيين ومن لبنان الاخضر. ليس ذلك فقط بل اعتقد ان هذه الخطوة التي قامت بها مدينة صيدا في انشاء هذه الحدائق التي سيصل مجموعها الى مئة الف متر مربع والتي ستكون اكبر حديقة في لبنان، ان هذه الفكرة يمكن ان تشكل حقيقة فكرة خلاقة وضرورية من اجل التعاون البيئي السليم مع مشكلة المحاجر والكسارات التي تنتشر في كل المناطق اللبنانية كبقع الجدري على وجه لبنان الأخضر وهي المناطق التي يمكن ويجب إعادة تحويلها إلى أماكن خضراء تسهم في استعادة طبيعة لبنان".
أضاف: "سابعا: ذلك الجهد الذي لمسناه من خلال المبادرات والاتصالات والمتابعة بالتبني الذي قامت بها الدولة اللبنانية لفكرة هذه المعالجة لهذا المكب وللاستفادة من المشاريع التي يمكن ان تنتج عن هذا المكب بالتالي كان للدولة اللبنانية دور كبير وهام في توفير الاموال وفي ذلك الجهد الذي بذله كل الوزراء المتعاقبين على وزارة البيئة من اجل تسهيل القيام بهذا المشروع. كما ايضا الشكر لبرنامج الامم المتحدة الانمائي الذي واكب هذه العملية وخصص الجهد والعمل من اجل تيسير القيام بهذه الخطوة المباركة. كما لا انسى ايضا الجهد باعتبار ما سيكون من المجموعة الاوروبية من اجل متابعة هذا الجهد لاستكمال هذا العمل لكي يصبح فعليا امرا نفتخر ونعتز به للبنان".
وتابع: "لا بد لنا هنا أن نتوقف لنشكر من كان له الفضل في توفير المقدرات المالية لتحقيق هذا الإنجاز الكبير. إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي لبى طلبنا وتكرم وتبرع بمبلغ عشرين مليون دولار أميركي من أجل إنشاء الحاجز البحري لفصل المكب وآفاته عن البحر. وهو بذلك مكننا من أن نجعل الحلم حقيقة وأسهم في إنقاذ الحوض الشرقي للبحر المتوسط من نفايات المكب وملوثاته. وأنقذ أيضا البيئة البحرية واللبنانية من التلوث وأسهم في إعادة الثروة السمكية إلى مدينة الصيد والصيادين - صيدا وفتح آفاق المستقبل الواعد للمدينة وأهلها. فباسمي وباسم الزميلة النائب بهية الحريري وباسم من كلفونا نائبين عن صيدا، نشكر خادم الحرمين الشريفين صاحب المكرمات التي لا تتوقف من اجل دعم لبنان وسيادته، وهو الذي أضاف إلى مكرماته العديدة السابقة ولا سيما في إقدار لبنان على مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم في العام 2006 والعدوان الإرهابي لمنظمة فتح الإسلام الإرهابية في العام 2007 مكرمة جديدة للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين والمتمثلة بهبة الأربعة مليارات دولار أميركي لتجهيز الجيش والقوى الأمنية لإقدارها على حماية لبنان ودعم نموه واستقراره وازدهاره".
وختم: "هذا العمل الكبير الذي نحتفل اليوم بالتقدم على مسارات إنجازه هو وليدة هذه العوامل كلها، هذه العوامل السبعة كلها التي ذكرتها، ولا بد لي من ان أنوه هنا بصبر اهل المدينة ورويتهم ودعمنا وتأييدنا ومثابرتهم، فإليهم والى كل من اسهم في هذا الجهد وهم كثر ومشكورون الشكر، راجيا الله تعالى ان يوفقنا ويعزز مسيرتنا من اجل ان يبقى لبنان العربي السيد الحر المستقل صامدا وان تتمكن دولته من بسط سلطتها العادلة والكاملة على كل الاراضي اللبنانية عبر مؤسساته الشرعية فقط والمتمثلة بالجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والقوى الامنية لكي يعم الامن والامان جميع ربوع لبناننا".