"غدي نيوز" – أنور عقل ضو
"صعبة اذا راح ما يرجع"، فعلا صعبة واكثر من صعبة، وفعلا استحضرت "هيئة إدارة السّير في ذكرى ضحايا حوادث الطرق" هذا الوجع بهذه العبارة الدالّة على حجم مشكلة باتت تؤرق يومياتنا، ونبكي أحباء قضوا في حوادث السير، لأنهم "راحوا وما رجعوا"، وتركوا في القلب حرقةً وغصة.
هذا الموت يبقى مرافق لنا ونحن نسلك الطرقات بسبب الرعونة في القيادة والسرعة المجنونة وعدم التزام قوانين السير واحترام شارات المرور، والاستهتار بمراقبة الآليات والسيارات: إطاراتها، فراملها وعوامل السلامة فيها واستخدام حزام الأمان، والتأكد من وجود عبوة لاطفاء الحريق، فضلا عن الحمولة الزائدة للشاحنات، وهي تحصد أرواح الأبرياء على الطرق الرئيسية والدولية، حتى باتت تعرف بـ "مركبات الموت".
هو موت مجاني، بلا معنى، لا يرقى إلى الموت في سبيل رسالة وقضية، هو الموت الأكثر إيلاماً وهو يخطف منا شبابا وشابات بعمر الورود ومواطنين أبرياء، وهو موت يمكن تلافيه بقليل من الوعي والحكمة والدراية، وأن لا نكون البلد الأول في العالم على مستوى عدد ضحايا حوادث السير.
وفي هذه المناسبة، نشد على أيدي العاملين في هيئة إدارة السّير وإطلاقهم هذا الشعار في ذكرى ضحايا حوادث الطرق "صعبة اذا راح ما يرجع"، وندعو الدولة عبر مؤسساتها المعنية ملاحقة المخالفين للقانون وتسطير محاضر ضبط وصولا إلى سحب رخصة السوق ممن لا يلتزمون معايير السلامة العامة، على غرار ما هو قائم في كافة دول العالم.
ولأن الوجع كبير، لم يكن من قبيل الصدفة أنه فور نشر الخبر اكتسح الهاشتاغ المخصص للحملة موقع "تويتر"، حيث وصل عدد المشاركين الى اكثر من 13 مليون شخص، وكأن الوجع وحد اللبنانيين، فيما نريد أن يوحدهم الفرح، وعلى أمل أن نطلق ذات يوم شعارا آخر: "اذا راح... انشالله رح يرجع".