أكثر من 400 عالم ينتقلون إلى المريخ بفضل الروبوت كوريوسيتي

Ghadi news

Wednesday, August 8, 2012

"غدي نيوز"

تصور نقل 400 عالم في جولة على كوكب آخر يريد خلالها كل واحد منهم ان يتوقف لتحليل كل حجر يجده مثيرا للاهتمام. هذه هي مهمة الروبوت الاميركي كوريوسيتي على سطح المريخ في السنتين المقبلتين.
يتحرق سكان الأرض شوقا لاستكشاف فوهة "غايل" التي سالت فيها المياه في الماضي على الأرجح، بحسب العلماء المسؤولين عن مهمة "مارس ساينس لابوراتوري" والتي حط عليها كوريوسيتي الاثنين (6-8-2012) بعد رحلة في الفضاء دامت أكثر من ثمانية أشهر.
وتهدف هذه المهمة إلى تسلق كوريوسيتي جبل "ماونت شارب" الذي يبلغ ارتفاعه 5 آلاف متر والذي يقع في وسط الفوهة ويضم طبقات ترسبية يعود بعضها ربما إلى مليار سنة.
لكن من المتوقع أن يحتاج الروبوت الى سنة كاملة للوصول إلى قاعدة الجبل الذي يقع على بعد 20 كيلومترا تقريبا من نقطة هبوط كوريوسيتي.
ويقول العالم جون غروتزينغر المسؤول عن المهمة "نريد التأكد من أن كل الأجهزة تعمل قبل أن ننطلق إلى الهضاب المجاورة. من المفترض أن نصل إلى قمة ماونت شارب بعد سنة تقريبا، لأن البقعة التي هبطنا فيها تبدو مثيرة للاهتمام ولا نريد مغادرتها قبل دراستها جيدا".
وبالتالي، سيجري العلماء في الأسابيع المقبلة سلسلة من الاختبارات على الروبوت الذي يوازي حجمه حجم سيارة صغيرة.
وبعد ذلك، يبدأ السؤال المحتوم "متى نصل؟"، على حد قول ريتشارد كوك المسؤول عن أنظمة الطيران في مختبرات "جيت بروبالشن لابوراتوري" في باسادينا في كاليفورنيا.
ويضيف كوك "أنا أشبه هذه المهمة برحلة عائلية في السيارة تمتد من باسادينا إلى شيكاغو. لكن العائلة في هذه الحالة مؤلفة من 400 عالم سيتوقفون لدراسة كل حجر يصادفونه على طريقهم".
ومن بين الاختبارات التي سيجريها العلماء اختبار للتأكد من عمل كل المعدات العلمية الموضوعة على متن كوريوسيتي الذي يحمل من جملة معدات أخرى مختبرا صغيرا للتحاليل الكيميائية وأداة فرنسية الصنع تدعى "كيمكام" وتهدف إلى تحليل الصخور وتتألف من ليزر وتلكسوب وكاميرا.
ومن بين هذه المعدات جهاز لكشف الاشعاعات تمكن من جمع معلومات حول الاشعاعات التي تلقتها المركبة التي كانت تنقل كوريوسيتي منذ إطلاقه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ولا سيما بعد خمسة انفجارات شمسية.
وسجل الجهاز بيانات عن الطاقة الذرية الآتية من الشمس والتي قد تشكل خطرا على رواد الفضاء في حال إرسال مهمة مأهولة إلى المريخ يوما ما، كما يأمل الرئيس أوباما، بحلول العام 2030.
يذكر أن مدة استمرار كوريوسيتي البالغة سنتين هي أطول من مدة استمرار المركبات الأخرى التي أرسلتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إلى المريخ سنة 2004.
فالمسباران "سبيريت" و"أوبورتونيتي" كانا يعملان بالطاقة الشمسية وصمما ليدوما ثلاثة أشهر فقط. لكن "سبيريت" استمر في العمل لمدة ست سنوات فيما لا يزال "أوبورتونيتي" شغالا.
ويؤكد بيت تيسينجر مدير قسم الهندسة في "جيت بروبالشن لابوراتوري" أن "المهمة يفترض أن تدوم سنتين، لكن إذا استمرت لفترة مضاعفة فلن يشكل ذلك مفاجأة لأحد".
ويضيف "هذه هي المرة الأولى التي أتكلم فيها عن مدة تتخطى السنتين. لكننا لسنا على عجلة من أمرنا. لا نريد أن نفسد كل شيء".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن