"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو

كشفت مؤخرا مجموعة من العلماء في دراسة علمية عن قدرة القرود في التواصل في ما بينها، وذلك عبر لغة متقدمة أكثر مما كان يُعتقد سابقا، بل أنها قادرة في بعض الأحيان على بناء جُمل كاملة. ما أعطى لهذه الدراسة استثنائية قد تمهد السبيل لدراسة أنواع كثيرة من الحيوانات البرية.
وهذا الاكتشاف يؤكد أن خاصية اللغة لا تقتصر على الانسان فحسب، وإنما تطاول كائنات كنا نجهل الكثير عنها، ما يؤكد أن هناك الكثير مما نجهله عن عالم الحيوان وفي ما تحفل به الحياة البرية من أسرار متعلقة بسلوك هذه الحيوانات، وكيفية التواصل في ما بينها، وقدرتها على الاستمرار في بيئاتها الطبيعية.

صيحات تحذيرية

ولاحظ الفريق العلمي المتخصص الذي أشرف على الدراسة ما أدهشه، حيث أن القرود في أماكن مختلفة تطلق صيحات تحذيرية متشابهة نوعا ما عند اقتراب حيوانات مفترسة من تجمعاتها.
وأشار العلماء إلى أن القرود يمكنها أن تحدد عبر هذه العبارات التحذيرية نوعية الخطر ومصدره، إذا ما كان من الجو أو الأرض، بجانب مدى اقترابه، بحسب ما ورد على صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية، التي نقلت خلاصة الدراسة التي أشرف عليها أخصائيون من جامعة نيويورك New York University في الولايات المتحدة الأميركة، بإشراف البروفسور فيليب شلينكر Philippe Schlenker.

الاستعانة بعلماء في اللغة والحيوان

وركزت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في دورية "Linguistics and Philosophy"، والتي تمت بالاستعانة بعلماء في اللغة والحيوان، على فصيلة محددة من القرود في موطنين مختلفين، وهي "قرود كامبل" Monkeys Campbell، التي تعيش تحديدا في دولتي ساحل العاج Ivory Coast وسيراليون Sierra Leone في القارة الافريقية.
وقد رصد العلماء أيضا في سياق هذه الدراسة استعمال القرود للغة تواصل معقدة، ولديهم ما يشبه اللهجات في صيحاتهم التي كان نطقها يتفاوت من مكان لآخر.
كما اكتشفوا قدرة هذه الفصيلة من القرود على التمييز بين مصادر الكلمات واللواحق المستعملة في نهاياتها.