"غدي نيوز – إعداد سوزان أبو سعيد ضو
صدر حديثا ضمن سلسلة علوم باطن الإنسان – الإيزوتيريك – رواية "مسرح الخفايا" بقلم المهندس زياد دكاش. الرواية من 208 صفحات من الحجم الوسط، من منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت. مع العلم أن مؤلفات الإيزوتيريك في سائر الحقول الإنسانية والعلمية والحياتية بلغت، حتى تاريخه، أكثر من سبعين كتابا في اللغة العربية وثلاثة كتب في الانكليزية. وقد تُرجم العديد منها إلى اللغات الانكليزية والفرنسية والاسبانية والبلغارية والروسية.
ثلاثة أوجه للغموض تتجلى في "مسرح الخفايا"، إنما شتان بين الخافي والخفي وبين الوهم والحقيقة. فالبعض تسحره مجاهل المعرفة وأسرارها الخفية، والبعض يتفكر في ما استعصى على العلوم اكتشافه من ظواهر غامضة. وهناك من تسترعي فضوله استعراضات الأعمال السحرية وألاعيبها الخافية.
تقدم رواية "مسرح الخفايا" حقائق عن مفهوم الحركة، فتُعيد رسم الشبكة الخفية لمساراتها، في المادة وفي الأبعاد اللامادية، فتتجلى للقارئ حقيقة حقول الطاقة المختلفة، كالحرارة، الجاذبية، الهالة الأثيرية، وظواهر أخرى وقوانين طبيعية وقفَتْ العلوم الأكاديمية حائرة أمام ماهيتها ومصدرها.
وكتاب "مسرح الخفايا" هو الإصدار الثالث للكاتب زياد دكاش بعد كتابيه "الزمن والنسبية والباطن" ورواية "المخطوطة المفقودة، حيث اصطحب القارئ في روايته في مغامرة متقدمة للبحث عن الحقيقة من جديد. آخذا بيده في أروقة الرواية ودهاليزها. متوزعا في مشاعره بين الفضول والتشويق حينا، والاكتشاف، في حبكة تفاعلات الشخصيات والأحداث، بينما يسمح للمخيلة في في تعقب تساؤلات جديدة، تحفز القارئ على سبر العلوم المعرفية والتعمق بها.
ومن خلال تبحر الكاتب في الهندسة والعلوم، التي رفدت سعيه في البحث في ماهية الخدع الخافية لكشف ألاعيبها، واكتشـاف معادلاتها، واتخذ من المعرفة الباطنية – علوم الإيزوتيريك – منهج تطور وطريقة حياة. ليقدم كشوفاتها مع خلاصة خبراته في هذه الرواية المشوقة، في مغامرة عبور من عالم الوهم إلى علم الحقيقة.
فمنشورات الإيزوتيريك لا تبحث عن قراء عاديين بل عن أبطال لرواياتها. أبطال يجسدون على مسرح حياتهم العملية دور الوعي. لذا ترسم للقراء مسارا لتفتيح الوعي. فهي في ذكر "حجر الفلاسفة" و"إكسير الحياة"، تأمل أن يستخدمهما القارئ (بطل الرواية) في تحويل حياته إلى مغامرة وعي ومسرح خيمياء وتحولات داخلية. من منظور إيزوتيريكي تكون الحياة رواية ونحن أبطالها ووعي الباطن هو المؤلف. بحيث تتخذ الشخصيات أبعادا وأوجها من كياننا، سواء تفعلت في حياتنا أو لم تتفاعل.
خاتمة، فروايات الإيزوتيريك، تحفز عملية التفكير العميقة، وسبر العلوم المعرفية مع السماح للمخيلة بالإبحار في مجالات جديدة، من منظور مبتكر، وبأساليب فريدة. نترك للقارئ الحكم من خلال صفحات هذه الرواية الشيقة.