"غدي نيوز"

يحار المدير العام لــ "مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية" في تل عمارة ميشال افرام في إيجاد توصيف إيجابي لما يشهده لبنان من منخفضات جوية، وهي ستستمر وفق توقعاته بالتدفق خلال الشهر الحالي، إذ من المحتمل أن تتأثر المنطقة بمنخفض جوي جديد يحمل المزيد من الأمطار والثلوج.
المنخفضات الجوية وفق افرام طبيعية، ومطلوبة لتعويض النقص الكبير الذي خلفته السنة المطرية الماضية. وعليه ليس هناك ما يدعو إلى الخوف، نافيا ما يروج له عن أعاصير.
وقد تكفل المنخفض الجوي المنحسر برفع أرقام الهطولات المطرية المتراكمة للسنة المطرية الحالية، فباتت تتجاوز الهطولات المطرية الكاملة للسنة المطرية الأخيرة، وأرقام المعدلات التصاعدية للفترة نفسها من السنة الماضية، بنسب تتراوح بين 50 و100 في المئة.
التدفق المائي روى عطش السهول والحقول الزراعية، ما يفسر امتلاء الخنادق الزراعية بالمياه مع طوفان المياه في مستنقعات عميق وعنجر وكفرزبد. ويعني ذلك وفق افرام، أن الأراضي الزراعية السطحية اكتفت بما تشبعت به من الهطولات المطرية، في حين أن الثلوج المتراكمة تتسرب "بهدوء وبطء" إلى الطبقات الجوفية، ما يزيد من الاستفادة منها في رفع منسوب المياه الجوفية، ورفع مستواها الطبقي والأرضي بعدما انخفضت كثيراً في العام الماضي.

الاستفادة من الهطولات المطرية

لكن الأهم، حسب افرام، ترشيد استعمال المياه والاستفادة من الهطولات المطرية عبر بناء البرك المائية والسدود لتجميع المياه. ويختصر المنسوب المائي الحالي في بحيرة القرعون الذي وصل إلى 47 مليون متر مكعب، كل ما يقال عن خيرات مائية، وفق أرقام المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، فإن البحيرة استقبلت في الساعات الأربع والعشرين الماضية ما يقدر بـ 9 أمتار مكعبة من المياه في الثانية الواحدة، أي ما يقارب 800 ألف متر مكعب من المياه في اليوم الواحد. إلا أن التوقعات تشير إلى أنه مع بدء ذوبان الثلوج سترتفع تلك الكمية بشكل قياسي، وقد تصل إلى أكثر من 5 ملايين متر مكعب من المياه في اليوم الواحد.
يشار إلى أنه في العام الماضي لم تصل سعة البحيرة إلى اكثر من 42 مليون متر مكعب، الأمر الذي حرم مئات المزارعين من الاستفادة من ري أراضيهم عبر قناة الـ900 متر، على عكس السنة الحالية التي ستكون متوفرة في ظل التدفق المستمر للمياه باتجاه البحيرة التي تتسع لأكثر من 220 مليون متر مكعب من المياه.

أرقام الهطولات المطرية

في أرقام الهطولات المطرية فقد اغدق المنخفض الاخير ما بين 41 و101 ملليمتر، فتراوحت المتساقطات بين 46 ملليمترا في القاع - أقصى شمال البقاع، و160 ملليمترا في الجنوب، وفق ارقام مرصد محطة لبعا، مع ثلوج تراوحت سماكتها بين 30 سنتيمترا بدءا من ارتفاع 800 متر، وصولا الى سماكة تقاس بالأمتار حسب ارتفاع كل منطقة.
وقد تجاوزت الهطولات المجاميع التراكمية في معظم المناطق لكامل أرقام السنة الماضية، وفق أرقام مصلحة الابحاث العلمية الزراعية، وعليه فان المنخفض الاخير حمل ما مجموعه 128 ملليمتراً في تل عمارة في رياق، وأصبح المجموع التراكمي للسنة الحالية 414 ملليمتراً، يقابله للفترة نفسها من العام الماضي 128 ملليمتراً، في حين يبلغ المعدل العام التصاعدي في رياق للفترة عينها 350 ملليمتراً.

الجنوب

الجنوب تصدر الهطولات المطرية الأخيرة، حسب أرقام محطة لبعا. وبلغت 160 ملليمتراً وأصبح المجموع التراكمي حتى الامس 561 ملليمتراً يقابله للفترة نفسها من العام الماضي 248 ملليمتراً، أما الهطولات للسنة الماضية فبلغت 470 ملليمتراً مقابل معدل عام تصاعدي للفترة نفسها يبلغ 552 ملليمتراً.
في صور بلغت الهطولات المطرية 95 ملليمتراً، وأصبح المجموع التراكمي حتى الأمس 464 ملليمتراً، مقابل 123 ملليمترا للفترة نفسها من العام الماضي، أما أرقام السنة الماضية فلم تتجاوز 290 مللميتراً في حين يبلغ المعدل العام 476 ملليمتراً.

بيروت

في بيروت، وحسب أرقام محطة الفنار، فقد هطل 94 ملليمتراً وأصبح المجموع التراكمي 627 ملليمتراً، يقابله للفترة نفسها من العام الماضي 204 ملليمترات، أما أرقام كامل السنة الماضية فقد بلغت 516 ملليمتراً، في حين يبلغ المعدل العام التصاعدي للفترة نفسها 506 ملليمترات.
في كفرشخنا الشمالية، بلغت الهطولات المطرية ما مجموعه 156 ملليمتراً وأصبح المجموع التراكمي 617 ملليمتراً، يقابله للفترة نفسها من العام الماضي 194 ملليمتراً، أما كامل أرقام العام الماضي فتبلغ 398 ملليمتراً، في يحن يبلغ المعدل العام التصاعدي للفترة عينها 466 ملليمتراً.
في العبدة بلغت الهطولات المطرية 100 ملليمتر، وأصبح المجموع التراكمي 704 ملليمترات، يقابله للفترة نفسها من العام الماضي 231 ملليمتراً، أما أرقام العام الماضي الكاملة فلم تتجاوز 414 ملليمتراً، في حين يبلغ المعدل العام التصاعدي للفترة نفسها 584 ملليمترا.

بتصرف عن "السفير"
16-1-2015