"غدي نيوز" – إعداد قسم الشؤون الصحية
ما يزال فيروس "إيبولا" المعروف اختصارا باسم (EVD) يؤرق العلماء على مستوى العالم، خصوصا بعد انتشاره الواسع العام الماضي وتهديده ليس القارة الافريقية وحسب، وإنما دول العالم كافة، على الرغم من أن هذا الفيروس معروف من قبل، إذ تمّ اكتشافه قبل سنوات عدة في بلدة تقع على أطراف غابة مطيرة تسمى كيكويت في زائير، في 6 كانون الثاني (يناير) 1995، إلا أن العلماء لم يتصوروا عودته بهذه القوة وبشكل هدد العالم على نحو يذكر بتاريخ الاوبئة التي واجهها الانسان في حقبات تاريخية ماضية، كأمراض: السل، الطاعون، التيفوئيد والكوليرا والملاريا وغيرها.
وفي هذا المجال، قال علماء متخصصون في مجال الأوبئة أنهم اكتشفوا المصدر الذي انتشر منه فيروس "ايبولا" Ebola عام 2014، لكن دون تقديم إثباتات قاطعة يمكن من خلالها تفسير عودة المرض بعد سنوات طويلة على اكتشافه قبل نحو عشرين سنة، وعرف أيضا باسم "الحمى النزفية"
وحسب اعتقاد هؤلاء العلماء، فإن شجرة كبيرة يابسة كانت تعشعش فيها الخفافيش (الوطاويط)، وكان الأطفال يلعبون ويمرحون حولها، قد تكون هي مصدر انتشار الفيروس عام 2014.
حرق الشجرة قبل وصول الخبراء
ويقول الخبراء الذين يتابعون انتشار المرض العام الماضي، ويدرسون الأسباب التي أدت إلى توسعه ليشمل قرى غرب افريقيا، ان كمية كبيرة من الخفافيش كانت تعشعش في هذه الشجرة القريبة من قرية ميلياندو في غينيا، التي سجلت فيها أول اصابة بالفيروس وكان الضحية طفل لم يتجاوز السنتين من العمر.
ولكن ما يمنع التأكد من هذا الأمر وإثبات صحته هو قيام السكان المحليين بحرق الشجرة قبل وصول الخبراء اليها. وقد أكد سكان القرية أن الطفل كان يلعب هو وأترابه حول هذه الشجرة مع الخفافيش التي كانت تعشعش فيها.
سكان غينيا يستخدمون الخفافيش في غذائهم
وتجدر الاشارة في هذا المجال، الى ان سكان غينيا يستخدمون الخفافيش في غذائهم، وقد تكون هي الناقل الرئيسي لفيروس "ايبولا" لأنها تبقى على قيد الحياة رغم اصابتها بهذا الفيروس القاتل.
هذا وأعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء 14 من الشهر الجاري ان عدد الذين قضوا نحبهم بسبب هذه الحمى القاتلة بلغ 8429 شخصا، والإصابات المسجلة رسميا 21296.
ومع ازدياد عدد الإصابات والضحايا، إلا ان ممثلي "منظمة الصحة العالمية" أعلنوا في وقت سابق عن انخفاض عدد الإصابات الجديدة، ولا سيما في بلدان غرب أفريقيا مقارنة بالفترات الماضية.