"غدي نيوز" – أنور عقل ضو
أفضت الساعات الأخيرة الماضية إلى تسوية حول ملف مطمر الناعمة بين الحكومة والنائبين وليد جنبلاط وطلال أرسلان وبعض القوى السياسية في منطقة الشحار الغربي إضافة إلى البلديات المتضررة، وبدا واضحاً أن السجال المباشر وغير المباشر بين وزير البيئة محمد المشنوق والنائب أكرم شهيب ساهم في إنضاج تفاهم يجنب بيروت وأكثر من مئتي بلدة في جبل لبنان تداعيات إقفال المطمر اليوم (27-1-2015) وهو التاريخ النهائي لانتهاء العقد الممدد مع شركة "سوكومي".
إلا أن الجمعيات الأهلية ما زالت على موقفها الرافض للتمديد للمطمر، وهي ستنفذ اعتصاما ظهر اليوم وستقطع الطريق أمام الشاحنات، إلا أن تحركاً دون سقف سياسي سيكون مآله الفشل ومجرد صرخة لن يتردد صداها أبعد من حدود موقع الاعتصام.
هذا مع العلم أن أي تحرك يبقى محكوما بسقف معين، وليس ثمة ما هو مطلق في أي قضية سياسية أو اجتماعية أو بيئية، وكان متوقعا أن تنضج بوادر التسوية مع إقفال المطمر من قبل الأهالي، فجاءت التسوية لتستبقَ المخاطر و"تعقلن" المشكلة ضمن أطر محددة تضمنت سلة من الشروط، أهمها التمديد لستة أشهر غير قابلة للتجديد، والافراج عن عائدات البلديات المتضررة فضلا عن الحوافز إلى منطقة الغرب والشحار كتعويض محق لها عن الأضرار التي أصابتها من هذا المطمر طيلة الـ 17 سنة الماضية، بالإضافة إلى التشدد في ضمان الوزارات والإدارات المعنية المعالجة الفنية والعلمية للمطمر وانبعاثاته بما يمنع أي أثر بيئي سلبي بعد اقفاله، والاستفادة من هذا المخزون حصرا بإنتاج الطاقة الكهربائية وتوزيعها مجانا على القرى والبلدات المحيطة بالمطمر.
تأجيل الخطوات التصعيدية
وقد تبلورت صيغة الحل المقترح في دارة النائب جنبلاط في كليمنصو في اجتماع حضره ارسلان والوزراء اكرم شهيب ووائل ابو فاعور ومحمد المشنوق وعلي حسن خليل، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، ورؤساء بلديات منطقتي الشحار والغرب الساحلي وانتهى إلى الموافقة بتحفّظ على خطة الحكومة التي ستكون موضع متابعة من قبل لجنة تضم ممثلين عن أحزاب وبلديات والمجتمع المدني منطقة الغرب والشحار ستتولى ملاحقة كافة الإجراءات الآيلة لوضع هذه الخطة على طريق التنفيذ في أسرع وقت ممكن، لا سيما أن تنفيذ هذه الخطة يعني بأن مطمر الناعمة – عين درافيل قد أصبح شيئا من الماضي.
في مقابل ذلك كان هناك اتفاق على تأجيل الخطوات التصعيدية مع إبقاء كل الخيارات مفتوحة في حال الإخلال في الوعود التي قدمت من قبل الوزراء المعنيين بخصوص اقفال المطمر ومعالجة تداعياته بعد الإقفال.
رئيس اتحاد بلديات الشحار وغرب عاليه
وأكد رئيس اتحاد بلديات الشحار وغرب عاليه وليد العريضي لـ "غدي نيوز" على "التزام البلديات خطة الحكومة"، وتلا اليوم بيانا في مؤتمر صحافي بحضور رؤساء البلديات المحيطة بمطمر الناعمة وهيئات المجتمع في مركز بلدية عبيه، أشار فيه إلى "تأكيد الوزراء المعنيين التزامهم بالحل الذي تقدمت به الحكومة لجهة البدء الفوري بتنفيذ قاعدة اللامركزية في ملف جمع ومعالجة وطمر النفايات"، وأكد أنه تم الاتفاق "مع المجتمعين على ان تكون هناك متابعة اسبوعية من قبل اتحاد بلديات الغرب الاهلي والشحار والبلديات المحيطة بالمطمر مع الوزراء المعنيين من اجل الاسراع بتنفيذ هذه الخطة، والتأكيد على تكملة مشروع توليد الطاقة الكطهربائية التي بدأت في بلدتي عبيه وبعورته لتشمل بقية قرى المنطقة والمعالجة البيئة والصحية للمطمر مباشرة بعد الاقفال".
رئيس بلدية عبيه – عين درافيل
ولفت رئيس بلدية عبيه – عين درافيل غسان حمزة إلى أنه "بعد قرار مجلس الوزراء بطرح مشروع حل شامل لمشكلة النفايات في لبنان وافقنا على تأجيل الخطوات التصعيدية وذلك لمتابعة الخطوات المقررة في قرار مجلس الوزراء. ولهذا قامت البلديات والجمعيات والمجتمع المدني باصدار بيان يؤكد على ذلك".
بنود الاتفاق
ومن بين بنود الاتفاق جاءت موافقة على مشروع مرسوم يرمي الى دفع مبلغ قدره /36,118,044,000/ ل.ل. من اموال الصندوق البلدي المستقل يخصص لاعطاء البلديات المحيطة بمطمر عبيه - عين درافيل ، حوافز مالية عن الفترة الممتدة من 18/3/2008 ولغاية 31/12/2012
أما البلديات المعنية فهي عبيه - عين درافيل، بعورته، عرمون، عين كسور، البنيه، البساتين، كفرمتى، دقون، الدامور والناعمة، الشويفات والمشرف.
وعلم "غدي نيوز" أن كل من هذه البلديات ستحصل على مليار و900 مليون ليرة، باستثناء بلدية عبيه - عين درافيل التي يقع المطمر في نطاقهما البلدي ستحصل على 13 مليارا.